همس الجياد مروة جمال
المحتويات
حين تزوجت إيناس وقطنت بالشقة المقابلة لشقتها ولكن الآن إنقلبت الموازين ربما يكون الحل في البعد وشعرت أن إقتراح الطبيب هو حبل الإنقاذ الوحيد
مضت عدة أيام وإيناس تتحاشى الحديث مع الجميع وأصبحت تقضي في غرفتها كل وقتها تقريبا كانت ثريا تشعر بالآسى والعجز بعد أن صارحت زوجها بما حدث في غرفة إبنتها وهو يقضى ليله مستقيظا يتفكر في حال إبنته مسحت دموعها بظهر يداها وعندها شعرت بيد زوجها تحيط كتفيها في حنان إستدارت له وهي تبتسم لتخفي آثار بكائها وقالت مهما مرت السنين برده تأثير البصل قوي
ثريا شقة !!!! شقة إيه
عبد الرحمن شقة شريف
ثريا بس لسه ناقص سنتين على بال ما مدة العقد تخلص وإحنا بندفع الإيجار
عبد الرحمن ما هو ملوش لازمة بقه انا اتفقت مع ناس بكرة حيجوا يشيلوا العفش كله
ثريا كده حنبيع حاجة بنتنا في يوم بسهولة كده
عبد الرحمن ايوة يا ثريا كل حاجة
عبد الرحمن طبعا السكان الجداد حيوصلوا كمان أسبوع لازم تعرف
بكت ثريا رغما عنها وتابعت يا حبيبتي يا بنتي كده كتير عليها قوي يا عبد الرحمن كتير قوي
عبد الرحمن لازم يا ثريا لازم تفوق بقه طول ما هي حابسة نفسها في الأوضة دي وشايفاه في الشباك ده مش حتفوق
لم تتوقع ثريا ان يكون رحيل إبنتها بتلك السرعة بعد قرار زوجها ولكن يبدو أن إيناس لن تحتمل رؤية شخص آخر بتلك الشرفة غير زوجها فلم تجد حلا أمامها سوى الهروب لتلك الوظيفة بعد أن أصر والدها على التخلص من الشقة ولم يؤثر فيه بكاؤها تارة وعنادها تارة أخرى
صمتت إيناس لوهلة وحاولت أن تمنع دموعها وهي تقول خلاص يا ماما أنا مش زعلانه
ثريا طيب خليني أساعدك في ترتيب الشنطة
منعت إيناس أمها برفق من الإقتراب من محتويات الحقيبة وقالت بإرتباك خلاص أنا رتبتها ناقص حاجات بسيطة
لم تشعر إيناس بالوقت فقد ظلت شاردة طوال الطريق كعادتها وكأنها أرادت ان تصرخ معبرة عن سطوتها امام أبيها والطبيب لن أخرج من احلامي ولن أنسى زوجي لا تعرف هل حقا تخبرهم هم بذلك أم تخبر نفسها حتى يتمكن منها النسيان
مرت السيارة بطريق ممهد على جانبيه أشجار الليمون وقد بدا مظهرها جميلا يسر العين ثم ظهر في الأفق مبنى إستقبلهم بداخله المهندس حسن وكان به غرفة مكتبه كان رجلا بشوشا يبدو أنه في الخامسة والأربعين من عمره علمت إيناس من سياق الحديث أنه زوج أخت طبيبها والمسؤول عن إدارة المكان
نورتينا يا دكتورة
كانت تلك هي الكلمات الأولى التي خاطبها بها المهندس حسن أومأت إيناس رأسها بإبتسامة وشكرته بلطف بعدها تابع الرجل بثقة أنا متأكد إنك حترتاحي معانا هنا ومين مايرتحش في الشغل مع الخيول
إبتسمت إيناس وعندها قال الدكتور علي على رأيك يا حسن ده غير الطبيعة والجو النقي ولا إيه يا أستاذ عبد الرحمن
نظر له الأب برضى وقد أبهره المكان وفهم ما كان يقصده الطبيب بقوله أن إبنته سترتاح بهذا المكان فالمكان يبدو رائع للإستجمام ليس فقط للعمل وعندها قال المكان فعلا جميل قوي أنا متوقعتوش كده خالص
حسن المزرعة هنا مقسمة 3 أقسام قسم فيه مصنع الألبان ومزارع المواشي وبعديه الأراضي الزراعية وبعدهم بمسافة 3 كيلو الجزء الأهم والأرقى هنا مزرعة الخيول وده مكان شغلك يا دكتورة
كانت إيناس صامتة لم توجه أي أسئلة أو تبادر بأي تعليق فالنسبة لها ليس هناك فرق سواء تعاملت مع الخيول أم المواشي ولكنها كانت تشعر للراحة للعزلة بهذا المكان وإرتاحت أكثر عندما علمت أن أغلب من يعملون بالمزرعة مرتكزين في الجزء الآخر حيث توجد مزارع المواشي وتليها اللأراضي الزراعية ولكن بهذا القسم لا يوجد سوى المهندس حسن وزوجته والعمال المسؤولون عن مزرعة الخيول وصاحب المزرعة الذي يتواجد خارج البلاد الآن
نظر حسن لإيناس وأبيها ثم تابع طيب تتفضلوا دلوقتي على مكان سكنك يا
دكتورة تشوفيه وبعدين تشرفونا على الغدا
عبد الرحمن يا خبر مفيش داعي يا بشمهندس
حسن
متابعة القراءة