همس الجياد مروة جمال

موقع أيام نيوز


الحلم حلم جميل أبيض اللون وكأن العالم حولها إلتف بالضوء لم تعد تشعر بشئ غابت عن الوعي ووقعت مغشيا عليها 
فتحت عيناها لتجد إيناس بوجهها الملائكي بجانبها رأتها جميلة كانت تبدو أجمل من أي وقت مضى بل أجمل نساء الكون قالت لها بصوت خاڤت أنا فين
إيناس برقة إنتي مش بتحلمي
رقية إيناس أنا بحبك قوي
ضحكت الطبيبة وقالت لها بمرح وأنا مش حينوبني من الحب ده جانب

رقية وقد بدت عبرات السعادة بمقلتيها أنا مش عارفة أشكرك إزاي يا دكتورة
الطبيبة بتشكريني أنا ده كله بأمر ربنا
رقية الحمد لله الحمد لله أحمدك وأشكر فضلك يا رب
تابعت الطبيبة نركز بقه حاكتبلك شوية فيتامينات تعوض الشهور اللي فاتت
مسحت عبراتها بكفيها ثم أومأت رأسها كالطفلة المطيعة حاضر حاضر
الطبيبة كمان مش عايزة مجهود ولا عصبية مفهوم
نظرت لها إيناس وأمسكت بيديها ثم توجهت للطبيبة بحديثها متقلقيش يا دكتورة أنا حاخد بالي منها
الطبيبة تمام وعندك متابعة كمان أسبوعين متابعة حمل مش متابعة علاج
وعلى بعد مئات الكيلومترات كان هو هناك يقف بالمشفى مرتجفا متوترا سعيدا حائرا وبين يديه هذا الكائن الصغير الصارخ الوردي اللون والممرضة تردد بحماس مبروك جالك ولد
الفصل الخامس والعشرون
كانت
الساعة قد قاربت على الحادية عشر مساءا عندما عادت بهم السيارة للمزرعة طوال الطريق وهي شاردة على وجهها إبتسامة فريدة تجمع بين الرضا والسعادة القلق والأمل حنين إشتياق أمومة
نظرت رقية نحو إيناس قبل أن تدلف للمنزل وقالت أنا تعبتك معايا النهاردة يا إيناس
إيناس تعبتيني !!!! النهاردة كام يوم جميل قوي خدى بالك منه هه قالتها وهي تشير لبطن رقية الذي بدا لها منتفخا فقط بالإيحاء ثم تابعت أدخلي يلا إنتي وأنا حاروح أجيب هدومي علشان حبات معاكي
رقية حبيبتي متتعبيش نفسك ملوش لزوم
إيناس لأ لي لزوم وأنا مش حاتعب في حاجة يلا أدخلي بقه ملوش لزوم وقفة كتير
دخلت رقية وتركتها إيناس وتوجهت سريعا للفيلا لكي تحضر بعض الملابس للنوم وقبل أن تصل إصطدمت بخالد الذي كان يبدو أنه عاد لتوه من الخارج 
كانت تتحرك مسرعة بحماس غريب فلا تدري كيف إصطدمت به ولكن فجأة ظهر أمامها من العدم سريعا وقالت بخجل أنا آسفه
نظر لها بمكر فرب صدمة خير من ألف موعد خاصة مع زهرة الأوركيد خاصته صاحبة عطر البندق المميز تابع بصوت هادئ رخيم ولا يهمك كنتي برة ولا إيه
نظرت له بإبتسامة غريبة لم يعدها منها من قبل وتابعت بحماس حل محل خجلها سريعا كنت مع مدام رقية
خالد بفضول خير في حاجة
إيناس خير وأحلى خير وأحلى خبر في الدنيا
كانت تتحدث بتلقائية شديدة بسعادة صادقة بعيناها بريقا غريبا وكأن شعاع العسل قد إزداد نقاء حياة نضارة أخبرته عن حمل رقية عن سعادتها بكاءها خۏفها عن الطفل الجميل الذي سينير حياتها بإبتسامته الملائكية سعيدة هي حقا من اجل رقية سعادة جعلتها تفتح قلبها دون وعي لخالد أول من وجدته في طريقها بعدما علمت الخبر كان يراقبها بشغف فهي تتحدث بكل لغات الكون عيناها تضحك يداها تتحرك بعشوائية طفولية وهي تقص له أجمل خبر بالعالم كما أطلقت عليه لا يعرف كم مر من الوقت على حديثها ولا يعي أغلب ما قالت ولكنه تمنى أن يستمر هذا الحديث إلى مالا نهاية فقط ليراقب ثغرها الذي زادته الإبتسامة رونقا فوق رونقه وتلك العينان التي دبت فيهما الحياة فزادتهما سحرا أناملها الرفيعة التي كانت تتحرك بتلقائية لترفع خصلات البندق الثائرة التي تداعب وجهها من حين لآخر فاتنة أيقظت سبات قلبه عن غير قصد وكأن مراقبتها تأملها لم يعد مجرد إنتهاك فطري من عيناه كرجل بل هي خواطر قلب يتوق للعشق دون حساب دون تخطيط علاقة مختلفة فريدة من نوعها لا تحركها رغبة إنتقام أو كيد لا هي رغبة مختلفة من نوع آخر رغبة عاشق 
خرج من أفكاره وصوتها الرقيق يردد إسمه بشمهندس خالد حضرتك معايا
إستدرك نفسه سريعا وتابع اه معاكي بس سرحت في حسن
إنتبهت إيناس وقطبت جبينها للحظة وكأنها خرجت من سعادتها الجارفة وعادت لوعيها اه صح يا خبر لوسمحت يا بشمهندس ممكن ماتقولش ليه
خالد أنا مش صغير يا إيناس خبر زي ده لازم يعرفه منها دي حتكون دقائق نادرة وسعيدة في حياتهم و محدش ممكن يسرق منهم اللحظة دي
إبتسمت برضا وتابعت طيب عنئذنك
خالد صحيح إنتي عندك أجازة بكرة مع السلامة
إيناس لأ مش حسافر حافضل ما رقية لغاية لما البشمهندس يرجع كمان حبات معاها 
بدت على وجهه ملامح الإغتباط عندما علم أنها لن تسافر تابع بحماس غريب على شخصه خلاص ولو إحتجتي حاجه بلغيني وأنا أبعت بيسو أو أي حد يجيبهالك
إيناس متشكرة يا بشمهندس
تركته ولكنه إستوقفها قبل أن تغادر قائلا إيناس
إيناس أيوه
إبتسم بمكر ثم قال لها بصوت منخفض دلوقتي عندك إتنين حوامل تعتني بيهم ربنا يكون في عونك
ضحكت وتابعت صح البيبي حيتولد مع المهر تقريبا في نفس
 

تم نسخ الرابط