همس الجياد مروة جمال

موقع أيام نيوز


العلاج الذي لا يبشر بأمل زهدت الإشتياق وفضلت العيش مع الحقيقة حتى وإن كانت مؤلمة ولكن ما حدث منذ عام كان فوق إحتمالها حقا هي تجاهد لتحتمل ولكن لا تستطيع 
وكأنها ليلة الذكريات فكما ڠرقت رقية ببحر من ذكريات عمرها بسعادتها وآلامها كان خالد يبحر في ذكرى مريرة تتوغل بخبث داخل عقله لن ينسى تلك الليلة التى جاءت فيها أمه لغرفته بملامح من القلق ونبرات من التردد كان قد أتم عامه الثاني عشر منذ شهور قليلة ربما بعد ۏفاة والده ببضعة أيام كانت نبرتها هادئة ولكن صارمة لقد قررت الزواج نعم فهذا المنزل يحتاج لرجل ليس من أجلي فقط بل من أجلك أنت أيضا لاحت على شفتاه إبتسامة ساخرة عندما تذكر صوته الذي كان يجاهد ليبلغ مبلغ الرجال وهو يخبرها أنه أصبح رجل المنزل الآن وسيتمكن من الإعتناء بها ولكن لم يكن هو رجل المنزل ولا أبيه بل أصبح هناك آخر لا يعرف لماذا لم يطمئن لتلك الإبتسامة الكاذبة والصوت الدافئ فقد كان مختار أحد الموظفين بأحد شركات أبيه إستطاع بخبث و في شهور قليلة أن يتسلل لقلب الأرملة وبعد الزواج وربما في غضون شهور أقل أصبح يتحكم بكل شئ هي و وإدارة الشركات وخالد !!!!!

كانت الساعة قد قاربت على التاسعة صباحا نسوة تزين بالرخيص من الثياب والحلي منهن من تحمل فوق رأسها غنيمتها من الأطعمة اللذيذة وأخرى تنظر في مرآه متهالكة عسى أن تضيف لمسة أخيرة من الجمال قبل لقاء زوجها رجال وقد ملأوا جيوبهم بالمال والسچائر رغبة في تهريب كلاهما لأحد المساجين بالداخل نعم كانوا يقفون جميعا في إنتظار إذن الدخول فاليوم هو موعد الزيارة ووسط هذا الجمع كانت تتقدم هي بخطوات واثقة وكأنها جاءت لتلك اللوحة البائسة لتمر أمامهم وتنثر ألوان الغنج مع كل خطوة تخطوها كان شعرها الأحمر مسترسلا على أحد كتفيها أخفت عينيها الزرقاوتين خلف نظارة قاتمة وزينت شفتاها بلون الكرز الذي طالما تميزت به
لم يصدق الصول عبد الحميد نفسه عندما وجد تلك الجميلة أمامه كيف وقد إعتاد على الوجوه البائسة نساء إختفى الجمال من وجوههن وحل مكانه أعباء الحياة وتجاعيد الزمن التي توغلت بدقة في ملامحهن إبتسم وهو يقوم مسرعا من أجل مصافحتها قائلا إتفضلي يا ست هانم إتفضلي ده البيه المأمور موصيني والله وهو مش محتاج يوصيني يعني لا مؤاخذة اللي زي حضرتك ما يقفش مع دول بردك الناس مقامات ولا إيه
جاءه صوتها الرقيق بعبارة مقتضبة ميرسي
أدخلها الصول لأحد الغرف الصغيرة لتنتظر المسجون الذي جاءت لزيارته كانت تلك هي زيارتها الأولى له فمنذ ما حدث قررت الإبتعاد 
وربما لولا صداقتها للواء عادل الذي سهل زيارتها للمكان لم تأتي خطوات بطيئة تقترب من الباب قطعت أفكارها نعم أخيرا وصل لقد مرت ثلاث أعوام تغيرت ملامحه كثيرا أصبح البأس هو صاحب اليد العليا وإتخذت الخصلات البيضاء لشعره طريقا فأصبح رماديا إبتسم لها ساخرا وشفتاه تنطق بإسمها في حنق كارمن !!!!!! 
يتبع
الفصل العاشر
كارمن كان يرددها بنبرة ساخطة جلس أمامها وقد تفحصها من رأسها لأخمص قدميها ثم أمسك بيديها ملمحا لسبابتها المنقوشة بالحناء قائلا بيعجبني فيكي إنك مهما حصل بتحبي تحافظي على ستايلك
سحبت يدها سريعا وأخرجت سېجارة نفثت الدخان بحدة وهي تقول إزيك يا كريم
كريم سؤال غريب
كارمن لأ يعني قصدي مرتاح هنا
كريم هو الأكل كويس بس الخدمة مش قد كده
كارمن بتتريأ
كريم دي الإجابة الوحيدة على سؤالك
كارمن أنا كنت مسافرة لسه راجعة من شهرين
كريم والله وكنتي فين بقه بتتفسحي مع خالد باشا
كارمن كريم أنا وخالد إتطلقنا
نظر لها بسخرية وتابع بجد زعلتيني ليه كده ده إنتي بعتي كل حاجه علشانه أبوكي وأخوكي
كارمن بآسى كريم أنا مبعتكش أنا مكنتش أعرف اللي خالد ناوي عليه صدقني أنا إتفاجئت
كريم وأنا كمان إتفاجئت إتفاجئت يوم ما لقيته داخل عليا ومعاه عقود ملكية لأكثر من نص الشركة فاكرة ولا نسيتي دي كمان
لم تنسى كارمن بل كانت تغوص بذكرى كل ما حدث ليس فقط منذ زواجها بخالد لا بل من قبل ذلك بأعوام ربما حتى من قبل لقائهما الأول فقد بدأ الأمر بزواج فريدة ومختار 
كما تجف قطرات الندى مع شروق كل صباح جديد جففت الأرملة فريدة دموعها سريعا وإنتبهت للتركة الثقيلة تلك الأمانة التي حملتها بين ليلة وضحاها نعم وأيضا بين ليلة وضحاها تحولت فريدة لغنيمة بذل مختار الغالي
والنفيس للفوز بها
كان مختار موظفا مرموقا بإحدى شركات زوجها الراحل إستطاع في فترة وجيزة كسب ثقة فريدة فأصبحت تعتمد عليه في كل شئ وفي خلال شهور قليلة تمكن الموظف الوسيم من عقلها وقلبها وكل ما تمتلك وتزوجت فريدة بمختار لم يتقبل خالد الزواج منذ أول ليلة بل كان يشعر بالڠضب ېمزق ضلوعه خاصة عندما سافرت أمه وتركته لقضاء شهر العسل !!!!
مرت الأيام والجفاء يزداد بين خالد وفريدة
 

تم نسخ الرابط