همس الجياد مروة جمال
المحتويات
لتستمع بأول لحظات أمومتها
خرجت إيناس من الغرفة وأغلقت الباب خلفها بهدوء توجه حسن نحوها قائلا ناموا
إيناس أيوة الإتنين
حسن طيب كويس برده رقية محتاجة ترتاح بجد يا جماعة أنا متشكر ليكم جدا تعبناكم معانا
خالد مفيش تعب ولا حاجة هي حتخرج إمتى
حسن علشان قيصري حتقعد في المستشفى ثلاث أيام
إنتبهت إيناس وتابعت كده حتحتاج هدوم زيادة ليها وللبيبي
خالد تروح فين خليك جنب مراتك وإبنك أنا حاخد إيناس أرجعها المزرعة وهي حتجهز الحاجة وحابعتهالك
حسن مش عايزين نتعب الدكتورة أكثر من كده
إيناس يا بشمهندس تعب ايه بس كمان رقية حاجتها وحاجة البيبي عندي
خالد خلاص يبقى حنمشي إحنا دلوقتي عايز حاجة تانية
حسن سلامتك يا حبيبي
وكعادتهما كانت لحظات الصمت هي زاد الطريق صمت قطعه هو بصوت هادئ قائلا جهزي الحاجة وأنا حابعتلهم السواق بيها على المستشفى قبل ما تعترضي الساعة داخلة على تسعة وإنتي منمتيش من إمبارح رجوعك مجهود على الفاضي
نظرت كارمن نحو كريم بحدة وقالت وهي تراقب ساعتها زمانه على وصول
كريم خلاص فاهم بس هو الواد ده آخره ايه
كارمن يعني ايه مش فاهمة
كريم هناك يا ماما حيعمل ايه لما يشوفني بحط السم
كارمن وهو حيعرف منين انه سم نبقى نقوله اي حاجة علاج تحليل إنت بتعمله
كريم مش حيصدق طبعا عموما الواد ده أهميته إنه يدخلنا بس أوصل وساعتها مفيش قوة على الأرض حتوقفني عن اللي في دماغي
كريم كده أحسن فعلا هو قالك جاي إمتى إتأخر
إبتسمت بآسى هانت يا كريم هانت
إستقرت كارمن بجانبه في السيارة كانت متأنقة بشدة ترتدي لونها المفضل تبدو كشعلة ڼار متأججة حمرة شفاها طاغية زرقة عيناها مفرطة عطرها المثير إخترق أنفاسه زاحم الهواء للوصول إلى صدره إنتابه شعور خانق هرب بأنفاسه نحو الهواء الطلق وفتح نافذة السيارة على مصراعيها لتحتل النسمات المنعشة الأجواء من جديد كان الآخر جالسا بالخلف رمقه بنظره باردة وإبتسامة صفراء وبدأت كارمن التعارف و أنهته بإقتضاب دكتور وائل المهندس حمزة
خشيت أن تلتقي به مصادفة نظرت للساعة فوجدتها قد تعدت الحادية عشر مساءا ربما نام مبكرا نعم بالتأكيد نام فهو لم يغفو بحماقة مثلها ومارس بعض العمل لقد سمعته وهو يحادث أحدهم بالهاتف عندما كانا في طريق العودة كان يخطط لبعض الأعمال حسنا ربما يحتضن فراشه الآن بل من المؤكد خرجت بهدوء ونظرها يسبقها نحو حديقته تنهدت براحة عندما إلتمست الهدوء والأضواء الخاڤتة لقد صدق حدسها تلك المرة ليلة تبدو مميزة قمر مكتمل مثل تلك الليلة التي هاجمه فيها الأشقياء وكادوا أن يفتكوا به شعرت بإنقباض قلق أفسد عليها أمسيتها خاصة أن عيناها كانت تراقب حديقته بترقب خوفا من أن يباغتها بحضوره كما جرت العادة تذكرت أول مرة رأته إبتسمت ساخرة عندما أيقنت أنها ترتدي نفس الثوب الذي كانت ترتديه ليلتها تذكرت أيضا ليلة أخرى عندما غاصت دون وعي ببحر نظراته وبادلته قول البصر لدقائق ذكرى إرتباكها وهروبها بتلك الليلة تزامنت مع رؤيتها لكوب قهوتها المفقود على طاولة حديقته إرتجفت شفتاها عندما ميزت كوبها المفضل وأيقنت أنه إحتفظ به بدت ملامحها منقبضة عيناها مغمضة لماذا تفعل بي ذلك هذا يفوق إحتمالي يفوق إحتمالي
نظر حمزة نحو كريم بريبة وبدأ الحديث قائلا إنت تعرف كارمن من زمان
إبتسم كريم ببرود ثم وضع لفافة التبغ بفمه دون إكتراث وظل يبحث بيأس بين جيوبه عن قداحته فوجئ بيد حمزة أمام فمه وبها ثقاب مشتعل أشعل لفافته ونفث دخانها بإبتسامة ماكرة ثم تابع إنت پتدخن
حمزة مبطل بقالي سنتين بس إتعودت يبقى معايا كبريت
كريم ده من حظي
حمزة مقولتليش تعرف كارمن منين
وائل يبقى جاري في العمارة
قالتها كارمن بنبرة صارمة
متابعة القراءة