همس الجياد مروة جمال

موقع أيام نيوز


من بطش رعد الثائر تذكر ثورته بكاءها أهدابها المبللة التي أيقظت قلبه من سبات الجفاء والقسۏة بل تذكر أول لمسة يد إختلسها منها بفضل رعد تذكر رجفة جسده التي تجاهلها عقله البائس تذكر صورتها وهي معصوبة العينان أمام رعد بكاءها شفتيها القرمزيتين اللتان تلقتا هجومه الباغ رغبته الجامحة في عقابها إمتلاكها عشقها 

العشق الذي إنتظره ليلومها لټنفجر هواجسه الحمقاء بعد ذلك وتفرغ مكنون الشك والحماقة والرغبة 
نعم منذ أول لقاء وهو ينتظر ضعفها رغبتها الملفوفة بعناية بأوراق العشق المحظور
أرادها رمزا للوفاء ورغبها بين ذراعيه كان عشقه منقوصا أحمقا مضطربا الآن فقط إكتمل على يديها الآن فقط يعلم معنى العشق الحقيقي هي من علمته معنى العشق هي وليس سواها ملكة عطر البندق إيناس 
إيناس صدى إسمها يتردد داخل عقله بتتابع تتابع قطعه صوت دسوقي الغليظ يا بشمهندس
رمقه خالد بنظرة غامضة وكأنه يتذكره فقد نسي وجوده كما نسي بشأن المزرعة كارمن الھجوم 
تابع دسوقي بإرتباك يا بشمهندس الرجالة كلموني من المزرعة بيقولوا بلطجية هجموا عليها وكانوا عايزين يولعوا في كل حاجة بس ملحقوش يا باشا اه والله البوليس جه
خالد بوليس !!!!!!!
دسوقي اه البلويس وقبض عليهم بس مش كلهم
خالد مين بلغ البوليس
دسوقي بيقولوا المهندس حمزة بيقولوا كمان إنه إتصاب والإسعاف جايباه على هنا دلوقتي
خالد حمزة 
كانت ملامحه ما زالت غائبة ضائعة بين الواقع والخيال تابع دسوقي خالد بيه حنعمل ايه في الست اللي هناك الرجالة محتارين وهي متسمرة مكانها من ساعتها متحركتش
كارمن عاد للواقع نظر لدسوقي بحدة وتابع بحنق إخفيها إوعي تسلمها للبوليس كلم حسن خليه يتصرف معاها لغاية ما أفوق لها
دسوقي أمرك
أغمض عينيه عقله مضطرب غارق في الفوضى رغبات مختلطة بين عشق وإنتقام وشفقة وبغضاء ووعيد لا هي رغبة واحدة فقط تمتلكه الآن نجاتها 
النجاة التي بدت أملا بعيدا عندما لمح وجه الطبيب الشاحب خانته قوة قدماه لم يستطيع النهوض نظر نحوه الطبيب برأفة وقال دون مقدمات الړصاصة كانت قريبة من القلب إحنا خرجناها لكن حالتها لسه مش مستقرة إدعيلها هي في العناية المركزة دلوقتي
نهض خالد وتابع بنبرة مرتجفة هي عايشة إيناس عايشة صح 
الطبيب الساعات الجاية بس يمروا بسلام إدعيلها
رد خالد بنبرة صارمة أنا عايز أشوفها
الطبيب مينفعش ممنوع
خالد أرجوك رق الطبيب لحالة تابع قائلا غادة
الممرضة أيوة يا دكتور
الطبيب دخلي الأستاذ هما 10 دقائق
خالد متشكر وتبع خالد الممرضة بقلب مرتجف خائڤ سعيد 
مواقف عديدة نشعر أننا مررنا بها من قبل لكن بالنسبة لها لم يكن مجرد شعور الأسرة البيضاء صافرة قياس نبضات القلب قلبها أم قلبه رؤيا شريف يبتسم لها من بعيد يلوح لها مودعا وهي تبحث بعيون زائغة عنه تخشى رحيله مع شريف شعرت بقبضته تحيط بأناملها خالد أين أنت أفلتتها قبضته لا لا ترحل كانت تناديه بيأس خالد معشوقته تبدو جميلة رغم شحوبها رغم الأسلاك الملتصقة بجسدها الضعيف جلس بجانب فراشها إحتضن يدها الصغيرة بكفه القوي هرب صوته وضاعت كلماته ومرت الدقائق مسرعة كالبرق جاءه صوت الممرضة الرقيق يا أستاذ
رد بعفوية إيناس !!!!
إبتسمت الفتاة بآسى ربنا يقومها بالسلامة
خالد أرجوكي 5 دقائق كمان
رقت الفتاة لحالة تركته نظر خالد نحوها بتمعن خصلات البندق مختفية تحت غطاء بلاستيكي قبيح عيناها مغمضة شفتيها القرمزيتين طالهما الشحوب تابع بصوت ضعيف بكلمة واحدة لم يقل غيرها بحبك
عادت الممرضة نظرت نحوه بتأثر ووضعت شيئا صغيرا بين يديه
نظر لها قائلا إيه ده
ردت بإبتسامة ده مصحف وقال ربكم إدعوني أستجيب لكم إدعيلها ألا بذكر الله تطمئن القلوب 
ألا بذكر الله تطمئن القلوب إخترقته جملتها كسهم نافذ تذكر إيناس تذكر ليلة قمر مكتمل عندما تمت مهاجمته كانت شفتيها ترتجف لا بل كانت تتمتم بكلمات غير مسموعة سألها ليلتها إنتي بتقولي إيه
وأجابته بدهشة و بصوت مرتجف إيه
أعاد سؤاله بتقولي إيه 
ردت ببساطة بقول أسترها يا رب
رفع المصحف بإرتعاش قرأ بصوت مرتعش بسم الله الرحمن الرحيم
وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا اله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ظل يرددها لا إله الا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين كان قلبه ينطقها قبل لسانه يا رب ذكر الرحمن الذي غاب عن قلبه لسنوات عجاف سنوات لم تحمل سوى الڠضب الإنتقام الكيد ظل يقرأ ويقرأ دون توقف يدعو برجاء يراقب غرفتها بأمل غفا رغما عنه أيقظته غادة الممرضة الشابة بحنان يا أستاذ يا أستاذ
فتح عيناه نظر نحوها في ترقب إبتسمت لتبدد قلقه وبنبرة هادئة زفت بشړاها المدام خرجت من العناية 
كانت جالسة على أرضية الغرفة زرقة عيناها باهته تبدو كمياه راكدة بلا حياة كانت غائبة عن الواقع تسبح بعالم آخر إفتراضي عالم جميل إرتوت فيه من حنان أمها المفقود بل غفت في أحضان أبيها في طفولتها
 

تم نسخ الرابط