همس الجياد مروة جمال
المحتويات
وأرتدت فوقه سترة قصيرة من خامة الجينز صففت شعرها سريعا وتركته مسترسلا خلف ظهرها ثم سحبت حقيبتها على عجل وتوجهت للسيارة حيث تنتظرها ثريا نظرت ثريا لإيناس بإعجاب وقالت ايه الحلاوة دي
إيناس اه يعني أرجع أغير هدومي شكلي ملفت ولا إيه
رقية حبيبتي حلاوتك في بساطتك ويلا العربية حتتحرك إتأخرنا
إيناس بس دلوقتي أنا لازم أجيب هدية حجيب منين !
إيناس يا خبر طيب حسابها بقه
رقية الحساب يوم الحساب
إيناس لأ مش حينفع
رقية خلاص يا ستي نتحاسب بعدين الدنيا مش حتطير إطلع يا عم فاروق
وهكذا إنطلقت بهم السيارة ربما نحو عالم آخر أناس وأشخاص جدد تلتقي بهم إيناس في عالمها الجديد
فالبشر أنواع نوع تسمح له بالدخول لعالمك ونوع تقذف به خارجه دون تردد ونوع آخر يقتحم عالمك رغما عنك ودون إستئذان
رقية أصل خالد والده كان عنده أراضي زراعية كتير يعني هما في الموضوع ده من زمان بس هو باع كل حاجه وجه اشترى الأرض هنا وعمل المزرعة دي ده كان حلم كبير عنده
إيناس جميل إن الواحد يحلم ويحقق حلمه
رقية وإنتي يا إيناس يا ترى إيه حلمك
رقية وقد شعرت بالحزن لرؤية دموع إيناس معقول معندكيش حلم
إيناس كان كان زمان عندي أحلام مش حلم واحد بس دلوقتي خلاص
أخذت رقية نفسا عميقا ثم توجهت ببصرها للسائق وقالت بنبرة ثابتة فاروق إرجع تاني عن الأراضي لوسمحت
رقية وقد بدت عبراتها هي الأخرى ولكنها تغلبت عليها بإبتسامة كاذبة حوريكي حلمي
عادت السيارة مرة أخرى وتوقفت بإشارة من رقية التي خرجت على الفور من السيارة وفتحت ذراعها وكأنها تسعى لملئ رئتيها بكل نسمات الهواء المتاحة أمامها تبعتها إيناس في دهشة وتوجهت نحوها قائلة هو إحنا نزلنا ليه
رقية شايفة الأرض دي
رقية دي بتاعتي أنا وحسن
إيناس أرضكم
رقية حلمنا كنا ناويين لما نخلف نكتبها بإسم إبننا ده كان إقتراح من خالد باع لحسن النص فدان ده حتى خلانا نقسط تمنه وقاله لما تجيب ولد إكتبها بإسمه خليها فال خير بس زيي مانتي شايفة الأرض لسه بتاعتي أنا وحسن
إيناس وقد بدا عليه الحزن لطالما شعرت پألم رقية ولكن لم يتحدثا من قبل بهذا الشأن خرجت الكلمات متلعثمة من حلقها وهي تقول أنا مش عارفة أقول إيه
كانت رقية تنظر للأفق بعبرات متحجرة إستدارت نحو إيناس وأمسكت بيدها وتابعت أنا اللي حقول يا إيناس حقولك إن كان حلمي طفل إبن أو بنت ينور دنيتي زي كل الستات ولما إتجوزت حسن طلب مني نأجل الخلفة كنا في أمريكا وكان بيشتغل وبيدرس والدخل كان عالقد وسمعت الكلام وأخدت موانع خمس سنين وأنا ببلبع في حبوب علشان ماخلفش ولما آن الآوان وحبيت أحقق حلمي معرفتش
هربت عبراتها رغما عنها تابعت رقية وهي تحاول التحكم في المطر الأسود المنهمر من عيناها طبعا رحت لدكتور وإتنين وكورس علاج ورا التاني علشان نصلح الضرر اللي عملته الموانع بس زي ما انتي شايفة زي ما يكون مفيش أمل بقالي خمس سنين بتعالج لغاية ما زهقت وبطلت أحلم
شعرت إيناس بالآسى من أجل رقية ربتت على يديها محاولة أن تواسيها نظرت رقية للأفق مرة أخرى وتابعت إيناس جايز دلوقتي معندكيش حلم وجايز عايشة في حلم قديم بس نصيحة
لما تعرفي حلمك متسيبهوش إمسكي فيه بإيدك وسنانك حققيه علشان متندميش بعد كده علشان متبقيش زيي يا إيناس صدقيني الوحدة وحشة قوي عاملة زي الضلمة بتحسي إنك مش شايفة حاجة حتى نفسك
إيناس إنتي شايلة هم كبير قوي بس ليه اليأس ده ربنا كبير
رقية ونعم بالله
إيناس ممكن بقه تمسحى دموعك دي فورا
رقية تصدقي إحنا ستات نكد بدل ما نروح عيد الميلاد ننبسط قاعدين نعيط زمان السواق بيقول علينا مجانين
ضحكت إيناس وما زالت العبرات بعينيها وأمسكت بيد رقية وإتجهوا معا نحو السيارة نعم فرقية مثلها تماما تكتوي بڼار الفراق ربما يكون فراقا من نوع آخر ولكنها بالتأكيد تشعر بالألم الراقد بين ضلوعها وتقدره
ألقت رقية النظر مرة أخيرة على عيناها قبل أن يغادروا
متابعة القراءة