رواية. بقلم حبيبة.كاملة

موقع أيام نيوز

و هو يقول.. لا هي مش صعبة للدرجة دييلا بينا
وبدأوا بصعود أول درجات الهرم حتي سبقها مروان بعدة طبقات واجهت رهف صعوبة في الصعود و لكنها ثابرت و تحدت خۏفها بكلمات تشجيع منه حتي صعدت إلي نفس درجة مروان وكانت في قمة سعادتها و كأنها اجتازت اختبار صعب و نجحت فيه بإمتيازجلست علي أحد درجاته وهي تشعر بلفحات الهواء تداعب وجهها و حجابهاتناست همومها شعرت بسعادة لم تشعر بها منذ زمن وكأنها تمتلك المكان بأسره وهي تنظر له من أعلي نقطة حتي قاطعها رنين هاتفها لتجد سارة تتصل بيها فأجابتها بسعادة بالغة
.. أيوة يا سرورة
قالت سارة.. ايه يا رهف انتي فين
قالت رهف بمرح.. تخيلي!
لوحت رهف بيدها الأخري في الهواء بحركة مسرحية وقالت.. انا فوق الهرم
ضحكت سارة و قالت متعجبة.. بتهزريطب اثبتي زي ما انتي احنا جايينلك فورا
وقدم إليهم سارة وعمر وإيمان وعبير وصعدوا جميعا درجات الهرم حتي وصلوا إليهم وقاموا بالتقاط بعض الصور والفرحة تتخلل قلوبهم جميعا وضحكاتهم تملأ المكان
وفي الإسكندرية علي آذان العصرفي إحدي الشقق الفخمة سيدة في العقد الخامس من عمرها من يراها لأول وهلة يميزها بالدهاءيبدو علي ملامحها الصرامة كانت تجلس علي أريكة كبيرة تقلب في التلفاز بطريقة عشوائية ثم هتفت بنبرة عالية
.. وردة..يا وردة
أسرعت من المطبخ وهي تهرول.. أيوة يا هانم
قالتفدويبحدة.. الغدا جهز
ردت وردة بإرتجاف .. أيوة بس برصه عالسفرة
.. طيب اخلصي واطلعي صحي إبراهيم بيه
ردت وردة بأدب.. حاضر يا هانم
استيقظ إبراهيم من سباته علي هتاف وردة.. ابراهيم بيه يا ابراهيم بيه
صاح فيها وهو يقول.. ايه يا ست انتي قلت مليون مرة ماتصحنيش وماتدخليش عليا وانا نايم
قالت وردة پذعر.. أنا آسفة والله يا ابرهيم بيه بس الست هانم قالتلي أصحيك علشان الغدا
قال بعجرفة.. خلاص خلاص انتي هترغيأنا نازل
والټفت الأسرة الصغيرة حول المائدة يترأسها إبراهيم وعلي يمينه والدته وعلي يساره سلوي أخته وشرعوا بتناول الطعام
قالت فدوي.. إيه يا ابراهيم مفيش أخبار
قال إبراهيم وهو منهمك في قراءة بعض الرسائل الإلكترونية علي اللاب توب الخاص به.. عن إيه يا ماما
قالت بحدة.. عن رهف و ملك ولا انت خلاص ضعفت ومبقتش قادر تفرض رأيك عليها
نظرت سلوي إلي والدتها وهي ممتعضة دون حديث بينما أشع وجه إبراهيم ڼارا وهو يضغط علي أضراسه قائلا.. اصبري يا ماما أنا كل يوم بزن علي ودانها
ضحكت ضحكة ساخرة وهي تقول.. هههه تزن علي ودانهاانت لو عايز تعمل حاجة كنت عملت من بدري
قال إبراهيم پغضب.. عاوزاني أعمل ايه يعني أخطفهم مثلا
قالت ببرود.. والله مصلحة بنتك تخليك تعمل أي حاجة عشان خاطرها
قالت سلوي بنفاذ صبر.. حرام عليكوا بقا انتوا بتعملوا كدة ليه
رمقتها فدوي بنظرة محذرة وقالت.. انتي يا بت ماتدخليش في الكلام ده فاهمة ولا لأ
.. ليه يعني يا ماما أنا مبقتش صغيرة
خبط إبراهيم بقبضته علي المنضدة بقوة محذرا سلوي.. سلوي اتكلمي مع ماما بأدب أكتر من كدة
زفرت سلوي وهي تعتدل لتنسحب من بينهم قائلة.. حاضر يا أبيهعن اذنكم
توالت الإتصالات علي الشباب والبنات من أمهاتهم للإطمئنان عليهم و لم يعلن هاتف رهف عن اتصال واحد منذ صباح اليوم من والدها مما يبث في نفسيتها بعض الألم والحزن علي فراق والدتها كانت قد تطورت الرحلة إلي مدينة الملاهي الكبري حيث اللعب والمرح حتي انتهت رحلتهم و استقلوا جميعا الأتوبيس في رحلة العودة إلي أن وصلوا بسلام إلي منزلهم بعد أن قاموا بتوصيل إيمان إلي منزلها ودلف كل منهم إلي شقته لإستقبال السرير بصدر رحب وجسد منهك
استلقت رهف علي فراشها و شردت قليلا حينها زحفت ابتسامة علي إحدي ثغريها بمجرد تذكرها لموقف ما في مدينة الملاهي.. رهفرهف فوقي
شعرت بتشويش في رؤيتها و ألم برأسها حتي بدأت بفتح عينيها رويدا لتجد وجهه أمام وجهها يحاول إفاقتها وسألها.. انتي كويسة
أومأت رهف برأسها وهي لا تعلم ما حدث حتي تهافتت عليها البنات وقالت سارة بخفة ظل.. لما انتي مش أد الصاروخ بتركبيه ليه
ابتسمت رهف وهي تنظر لمروان وقالت .. انت السبب مشيت عالمبدأ بتاعك وركبته وأنا أصلا بخاف من الألعاب كلها
ضحك مروان وقال.. بس بزمتك ماستمتعتيش
ابتسمت رهف وقالت بسخرية.. انت شايف ايه
حتي أفاقتها ملك من شاردتها وهي تقول.. ماما ماما
انتبهت رهف إلي ابنتها وهي مبتسمة .. هانعم يا موكا 
قالت ببراءة.. ليه أونكل سريف مس يبقي بابايا
تلاشت ابتسامة رهف وحل مكانها دمعة في مقلتيها وقالت.. ياحبيبتي بابا إبراهيم بيحبك أوي أكتر من أونكل شريف 
لوت الصغيرة شفتيها و هزت رأسها نفيا.. لا بابا وحس 
اقترب حاجبي رهف من بعضهم البعض وقالت.. لا يا موكا بابا كدة يزعل ده بيحبك زي ما أنا بحبك بالظبط 
قالت ملك.. لا ده بيضربك جامد 
احتضنتها رهف بعمق حتي بللت كتف الصغيرة بدموعها الغزيرة ثم بعدتها عن حضنها ومسحت دموعها وقالت.. يلا بقا عشان تنامي انتي ماتعبتيش
تم نسخ الرابط