رواية. بقلم حبيبة.كاملة

موقع أيام نيوز

من مقلتيها  قالت رهف من بين دموعها التي تحاول إخفاؤها من نبراتها.. أنا آسفة يا أستاذ مراد الموضوع ده بالنسبة لي منتهي تماما ومفيش مجال أصلا للكلام فيه 
قال مراد بلهجة هادئة.. يارهف انتي لازم تساعدي نفسك وبنتك كمان عشان متندميش بعد كدة واحنا هنعمل محاولة واحدة زي ما بيبتذك هتبتذيهصدقيني مش هتندمي لو جربتي انما لو ماحاولتيش هتندمي بعد كدة بجد 
وذكرها كلامه بتلك الكلمات التي قالها لها مروان أثناء الرحلة في الأهرامات فشردت إلي تلك اليوم مبتسمة ابتسامة ساخرة فاقت من شرودها علي صوته في الهاتف .. رهف رهف سامعاني
انتبهت وقالت .. هاأيوة مع حضرتك 
.. خلاص هستناكي بكرة في المكتب اوك مفيش أجازات 
قالت رهف مستسلمة.. ان شاء الله 
وفي منزل إبراهيمهتفت فدوي بصوت عالي.. وردةبت يا وردة 
ركضت وردة مسرعة إليها.. أيوة يا هانم
.. هو أنا لازم كل يوم أقول الغدا جهز ولا لأ
قالت پخوف.. حاضر والله يا هانم برص الطباق عالسفرة أهو خلاص
نطرت لها من أعلي رأسها إلي أخمص قدميها دون حديث فركضت وردة إلي المطبخ قالت سلوي.. بالراحة عليها يا ماما شوية شغل البيت كله عليها
قالت فدوي بتهكم.. وهي وكلتك محامي ليها
صمتت سلوي وكأن والدتها أخرستهافي حضور إبراهيم من عملهدلف إليهم وألقي التحية فردوا عليهجلس علي الأريكة أمامهم
قالت فدوي بضحكة.. حمدلله علي سلامتك يا عريس
ابتسم إبراهيم قائلا.. الله يسلمك يا أم العريس
وسلوي تنظر إليهم وهي عاقدة حاجبيها ولا تفهم شيئا حتي قالت.. عريس إيه انت هتتجوز يا أبيه
ردت فدوي بغرور.. هيرجع مراته
تفاجئت سلوي وفرحت كثيرا فهي تحب رهف وتعتبرها أخت لها ولا تعلم مدي صعوبة الأمر علي رهف أنها عائدة رغما عنهاهللت سلوي وقفزت من مكانها وخطت ناحية إبراهيم لتقبله و تبارك لهأما هو فكأنه سلطان زمانه يجلس مبتسما وقد أشبع غروره و غرور والدته
قالت فدوي بحدة موجهة كلامها لإبراهيم .. اوعي تغيرلها حاجة في الأوضة فوق علشان لما الهانم ترجع ماتتفردش علينا أويخليها زي ماهي كدة وأنا هخلي وردة ترصلها هلاهيلها اللي كانت سايباها في الدولاب 
قال إبراهيم بإقتناع ورضا.. ماشي يا ست الكل يا مسيطرة منك نستفيد 
ضحكت فدوي علي كلامه بينما سلوي لا تطيق ما يقولوه ويفعلوه فتركتهم كالعادة ودلفت إلي غرفتها 
أقبل الليل وكانت رهف لاتزل في غرفتها حتي أتت إليها سارة وعبير
سارة.. ايه يا روفا يلا البسي 
عقدت رهف حاجبيها وقالت.. ليه
قالت عبير.. عايزانا معاها عشان رايحين لشقة عمر يا ستي بيفرشوا هناك
قالت رهف.. لأ معلش روحوا انتواأنا مش هقدر
قالت سارة بمرح.. والله انتي رخمةيلا بقا عشان نفرح و نهيص شوية
قالت رهف.. والله يا سارة ما قادرة خالص منمتش من امبارح كويس وهنام للصبح عشان الشغل 
ردت عبير وهي ورافعة حاجبها.. الموضوع مش نوم يا رهفانتي فيكي حاجة 
أخفضت رهف بصرها للأسفل قائلة.. لا عادي هو إرهاق بس 
اعتدلت سارة واتجهت ناحيتها لتجلس بجانبها وقالت وهي تعانقها.. مش هنسيبك إلا لما تقولي في إيه ومالك
قالت رهف وهي مترددة.. مش عايزة أنكد عليكوا 
ضحكت عبير قائلة.. ده العادي يا روفاقولي بقا
قالت رهف بحزن.. أنا هرجع لإبراهيم 
شهقت سارة واضعة يدها علي فمها وقالت عبير في صدمة.. انتي بتتكلمي بجد
نظرت لها رهف و قالت بجدية.. تفتكري الموضوع ده في هزار!
قالت سارة وهي منزعجة.. ازاي يا رهف هترجعي للقرف برجلك تاني
ردت رهف بصوت مخټنق.. ڠصب عني ياسارة 
وحل الصمت بينهم لدقائق طويلة كل منهم تبحث عن كلمة لتقولها ولكن ېخونها تعبيرها فتأثر الصمت حتي كسرت رهف حاجز الصمت هذا قائلة.. يلا يا بنات روحوا انتوا عشان مش تتأخروا ونبقي تتكلم بعدين 
وبالفعل نهضت سارة وعبير في وجوم وخرجوا من غرفتها متجهين نحو الباب 
كانت ملك تلهو مع ياسمين في الطابق الأعلي ورهف في غرفتها تدثرت في فراشها لتستعد للنوم حتي دق هاتفها نظرت إلي شاشته لتجد اسم مروانخفق قلبها بشدة لم تكن تتوقع فقد قطع اتصاله بها منذ أياملم تجب عليه ولن تجبأغلقت هاتفها وعادت للنوم مرة أخري ولكن هل يسمح لها عقلها بسهولة ظل يؤرق رأسها التفكير وظلت الدموع تسبح في مقلتيها حتي راحت في سباتها لا تعلم كيف ولكنه أشبه بالإغماء 
لم تشعر بحالها إلا وقت آذان الفجر استيقظت توضأت ارتدت اسدالها وشرعت في الصلاةسجدت ويالها من سجدة تكون فيها وحدك مع الله بكت وهي تتضرع إليه تستغفر تدعو الله بما يفطر قلبها وما يرهق عقلها حتي انتهت أمسكت بمصحفها الصغير وقرأت بعض من آياته لتنزل السکينة علي قلبها حتي غفت دون أن تشعر فاقت علي ميعاد العمل قبلت صغيرتها النائمة لا تعلم كيف ومتي جاءت إليها ارتدت ثيابها حتي ذهبت وفي المكتب كان مراد يجلس تارة ويعتدل تارة أخري وقد أصابه التوتر والقلق حتي قدمتألقت السلام علي طارق دون النظر
تم نسخ الرابط