رواية. بقلم حبيبة.كاملة

موقع أيام نيوز

رهف.. بعد اذنك
فقال مراد وهو ينظر لأوراق بيده متظاهرا بالجدية.. معلش فيه قضية مهمة جدا الأسبوع الجاي كنت عايزك تيجي المكتب تاخديها معاكي البيت تراجعيها مرة واتنين عشان فيها ثغرات كتير ولازم مراجعة
شعرت رهف بالإحراج من طلبه بأن ترفضه علي الرغم أنها ممكن أن تؤجل إلي اليوم التالي ولكن قالت.. اوك
قال مراد وهو يتجه نحو سيارته.. طيب اتفضلي
وقفت مكانها ولم تتحركالټفت مراد فعقد حاجبيه وقال وهو يفتح باب سيارته.. اتفضلي
قالت رهف وهي في قمة خجلها.. لا اتفضل حضرتك وأنا هاخد تاكسي
قال مراد بحدة.. وتفتكري ده ينفعانتي بتحرجيني كدة
شعرت رهف بمأزق وقعت فيه فخطت نحو السيارة بخطوات واهنة واستقلتها ببطءظلت معلقة نظرها بحقيبتها وهي تعبث بها تارة وتطبق أصابعها تارة وهو يلاحظ هذا الإرتباك والخجل في صمتحتي وصلوا وترجلوا من السيارةصعدوا الدرج حتي المكتب قال طارق .. في واحدة مستنية حضرتك جوة
قال مراد.. طيب اتفضل روح انت
دلف مراد إلي مكتبه وأمرها تتبعه حتي وجد فرحة تجلس علي الكرسي في إنتظاره وبمجرد رؤيتهم ابتسمت بوجه جميل وقامت فقبلت مراد مما جعل رهف تنظر إلي الأسفل فهذه أول مرة تتقابلا الفتاتان قال مراد.. أعرفكوا ببعض
وأشار إلي فرحة وقال .. فرحة أختي
ابتسمت رهف وقالت.. أهلا بيكي
وأشار إلي رهف قاطعته فرحة وقالت بتلقائية.. وانتي أكيد رهف
أومأت رهف رأسها بإبتسامة فقبلتها فرحة وهي سعيدة وابتسامتها واسعة لا تدري رهف ما سر هذه السعادة التي تبدو علي ملامح فرحةقالت رهف.. طيب استأذن أنا
قالت فرحة.. لا استني أنا جاية معاكي عشان معطلش مراد
خرجت معها وجلست رهف علي مكتبها منتظرة الملف و منتظرة الرحيل أيضا حتي قالت فرحة.. مراد أخويا كلمني عنك كتير أوي
احمرت وجنتي رهف ولم تستطع الرد فابتسمت فقط
قالت فرحة.. بصراحة انتي أحلي كتير من وصفه وليه حق بصراحة!
عقدت رهف حاجبيها وقالت في خجل.. حق في ايه
قالت فرحة.. بصراحة يا رهف بس بيني وبينك بالله عليكي اوعي تقولي لمراد اني قلتلك حاجة
أومأت رهف بالرفض وقالت.. ماتخافيش
قالت فرحة.. مراد عايز يرتبط بيكي!
بلعت رهف ريقها ووجهها يشع بالإحمرار وتلعثمت بنظرات زائغة يمنة ويسرة ولا تدري ماذا تقول
قالت فرحة.. والله مراد طيب أوي وأنا وهو مالناش غير بعض بعد اللي حصل لبابا و ماما و أخويا التاني ومرات مراد 
عقدت رهف حاجبيها مستفهمةفقالت فرحة بحزن دميم.. كانوا رايحين كلهم يخطبوا لأخويا في القاهرة وعملوا حاډثة وللأسف اتوفوا كلهم مراد كان مشغول اليوم ده في قضية مهمة و أنا كنت تعبانة و مقدرتش أروح يعني أنا ومراد انكتبلنا عمر جديد
دمعت عيني رهف وقالت بحزن.. لا حول ولا قوة إلا باللهالبقاء للهأنا أول مرة أعرف الموضوع ده
قالت فرحة.. الكلام ده من حوالي سبع سنين تقريبا مكنتيش اشتغلتي في المكتب و مراد مابيحبش يجيب سيرة الموضوع دهأنا وقتها كنت مخطوبة وأجلت جوازي كتير لحد ما اتجوزت من سنتين ونفسي أوي أفرح بمراد وأطمن عليه بدل الوحدة اللي هو فيها وطول الفترة دي عمري مافتحت معاه الموضوع ويوافق إلا المرة دي فأنا بطلب منك تفكري والموضوع يبقي بيني بينك
صمتت رهف قليلا ثم قالت .. الحقيقة أنا
قاطعها خروج مراد من مكتبه بالملف وقام بإعطاؤه لرهف ثم قال موجها كلامه لفرحة.. سيبيها تمشي بقا اتأخرت كده
فقالت فرحة.. آسفة يا رهف اني اخرتك
قالت رهف.. لا أبدا أنا كنت مستنية الملف قالت فرحة مبتسمةماشي هنتقابل تاني ان شاء اللهصح
بادلتها الإبتسامة وقالت.. اه ان شاء الله
واستئذنت بالرحيلفقالت فرحة علي الفور في غيظ .. ده انت طلعت في وقت غريب جدا كانت لسة هتتكلم وتقول رأيها
زم مراد شفتيه في ضيق وقال .. يعني معرفتيش حاجة
كانت سلوي في طريقها من الجامعة وأثناء عودتها وجدت إبراهيم يصف سيارته أسفل المنزل فسألته.. هتشوف موكا إمتي بقا يا أبيه إبراهيم
رد مازحا.. طب قولي ازيك يا أبيهعامل ايه يا أبيه
ردت بطفولية.. معلش بقا بس بجد وحشتني وانت منفضلي خالص
قال بتهكم.. منفضلك ايه المرتبة ولا السجاد
ضحكت وقالت.. لا بجد بقا
قال بجدية.. خلاص هتصل برهف أشوفها فاضية ولا وراها حاجة النهاردة
قالت سلوي بفرحة.. ياربيارب
عادت رهف لتجد مروان ووالدته في الشارع أسفل المنزل ومعهم بقية العائلة يودعوهم انتبه مروان إليها قادمة فخفق قلبه وابتسم متجها إليها تاركا الجميع و لا يبالي بأحد قال بلهفة .. اتأخرتي أويكنت خاېف أمشي من غير ما أشوفك قصدي أسلم عليكي
اضطربت رهف و احمرت وجنتيها وهي تقول.. توصلوا بالسلامة
.. الله يسلمكان شاء الله نتقابل في فرح عمر
قالت في خجل.. ان شاء الله
وعادوا كليهما للجميع فسلمت رهف علي والدته و ودع الجميع بعضهم البعض حتي استقلوا سيارتهم و ظلت النظرات بينهم مسروقة مودعة حتي استدار بسيارته وبدأت تختفي السيارة عن أنظارهم رويدا رويدا شعرت رهف بغصة في قلبها فلم تطل الوقوف واستئذنتهم سريعا صعدت إلي الأعلي سلمت علي والدها ودخلت غرفتها وارتمت علي الفراش
تم نسخ الرابط