رواية. بقلم حبيبة.كاملة

موقع أيام نيوز

يا أمي
ظلت علي حالها حتي هدأت قليلا وذهب الباقي لغرفته تدثرت في فراشها حتي نامت صغيرتها وتبقت هي بدموعها وآلامها لم تتخيل أنها ستعيد تلك الليالي الصعاب مرة أخري حتي تعالت أصوات الزغاريد فجأة من الأعليتوقعت كما توقع الجميع أنها بمناسبة اقتراب زفاف عمر ولكن سمعت رهف طرق شديد علي الباب ذهبت لتفتح وهي تجفف دمعتها لتجد سارة في قمة فرحتها وبمجرد ما فتحت رهف الباب لتجد سارة وهي في قمة سعادتهااحتضنتها وهي تدور بها وتقول.. باركيلي يا رهف باركيلي
قالت رهف وقد نسيب مابها من حزن .. مبروك يا سارة بس في إيه فرحيني معاكي
قالت سارة بفرحة عارمة..جالي عريس
صړخت رهف من فرحتها واحتضنت سارة بقوة وهي تقول.. بجد ألف مبروك
قالت سارة.. الله يبارك فيكي مقدرتش أصبر أول ما اتصلوا بينا نزلت علي طول عشان أفرحك 
ردت رهف بفرحة أنستها همها.. بجد فرحتيني أوي 
قالت سارة وهي تضحك.. عارفة يا رهف مروان كان بالنسبة لي زي عمر بالظبط والله ومكنش في قلبي حاجة من ناحيته خالصبس بعد ما طنط اتصلت دلوقتي وطلبت ايدي لمروان حسيت اني بحبه أوي معرفش ليه 
تجمدت ملامح رهف بمجرد سماع اسم مروان ولكن سرعان ما فاقت من صډمتها ابتلعت ريقها بصعوبة وابتسمت قليلا وهي تقول.. ربنا يسعدك يا سارة 
.. آمين يارب يا روفا أنا وانتي 
تركتها سارة وصعدت ومن فرحتها لم تشعر بدمعة رهف الممسوحة للتو تاركة أثرا بجفنيها وتحت عينيها ولكن ربما بعض من السعادة يعمينا عن رؤية حزن الآخرين ودمعتهم المحپوسةظلت رهف متجمدة مكانها اختلطت مشاعرهاهل هي قبيحة كل هذا القبح من الداخل لتنصدم بهذا الخبر أم هي فقط صدمة المفاجأة! هل هي قررت العودة لزوجها ولكنها تريد مروان أيضا!! ولكن مروان لا يعلم قرارها بالرجوع إلي إبراهيمهل هو خائڼ لها أم كان يتلاعب بمشاعرها!! ظلت الأسئلة تتصارع داخل فكرها حتي اتجهت ناحية غرفتها كالتائههتدثرت في فراشها مرة أخري وهي لا تشعر بأطراف جسدهاظلت هكذا حتي تسللت أشعة الشمس إلي غرفتها لتغزو عينيها الحزينتين و توجعهالم تستطع الذهاب إلي عملها ولم تستطع البقاء في هذا المنزل الكئيب فهي تراه كئيبا منذ زمنلم تشعر فيه أبدا بالحنان منذ ۏفاة والدتها وهي صغيرة وازداد كئبا منذ زواج والدهاولكنها آثرت البقاء في غرفتها وظلت علي فراشهاحتي رن هاتفها وكان المتصل مراد فأجابت بصوت يكاد يسمع .. السلام عليكم 
.. وعليكم السلامازيك يا رهف
.. الحمد لله يا أستاذ مراد 
.. إيه مجيتيش ليه انتي كويسة
قالت ويبدو علي صوتها الشجن .. أنا آسفة أصلي تعبانة شوية 
اضطرب مراد قائلا.. خير مالك
.. لا عادي بس منمتش خالص فحاسة اني مصدعة ومش هقدر أشتغلأنا آسفة 
.. لا طبعا متتأسفيش ألف سلامة عليكي أنا بس قلقت عليكي فقلت أطمن 
.. ربنا يخليك يا أستاذ مراد 
.. طيب لو عايزة أي حاجة اطلبيها ولو عايزة أجازة قولي 
صمتت قليلا ثم قالت.. بصراحة أنا محتاجة أجازة كام يوم لو ممكن
.. اه طبعا ممكن 
.. وبعد اذن حضرتك ممكن رقم فرحة 
أعطاها مراد رقم فرحة وهو يتمني لو يعلم فيما تريدها جلست رهف علي فراشها قليلا مستندة علي ظهرها وهي شاردة لساعات تغفو دقيقة وتستيقظ ساعة حتي أجرت اتصالها بفرحة .. ألو
.. السلام عليكم ازيك يا فرحة
ردت فرحة بإستغراب ..الحمد لله مين
.. أنا رهف 
تفاجئت فرحة وفرحت كثيرا بإتصالها وقالت.. رهف حبيبتي ازيكايه المفاجأة الحلوة دي
قالت رهف.. الحمدلله يافرحة ربنا يخليكيأصلي مارحتش المكتب النهاردة وخدت رقمك من أستاذ مراد علشان عايزاكي ضروري 
.. خير يا رهفقولي يا حبيبتيولا إيه رأيك تيجي عندي أنا قاعدة لوحدي والله 
تلعثمت رهف وقالت.. معلش أصل معايا ملك ممكن نتقابل برة
قالت فرحة بترحيب.. بجد طيب هاتيها بقا وتعاليلي عشان خاطري عايزة أشوفها وأتعرف عليها 
استسلمت رهف وقالت.. خلاص حاضر بس اوصفيلي العنوان 
وفي منزل مروانلم يذهب هو الآخر إلي عمله فكان يشعر بالذنب تجاه رهف ولكنه فقط مجرد شعور بالذنب! دلفت إليه والدته فوجدته شاردا في الشاشة المضيئة أمامهقالت له.. مارحتش الشغل ليه يا مروان
رد بفتور قائلا.. ماليش نفس 
قالت بفرحة.. هو في عريس يبقي مكشر كدة
اتجه بنظره لها وقال بحنق.. أنا مش عارف يا ماما استعجلتي واتصلتي بيهم ليه ما كنتي تصبري لما نروحلهم في فرح عمر وكنا نتكلم ساعتها 
قالت مبتسمة.. يا حبيبي خير البر عاجله وأنا بصراحة ما صدقت لقيتك موافق وقلتلي اللي تشوفيه يا ماما 
.. ماشي بس بردو كنت عايز وقت شوية 
ضحكت قائلة.. لأ كده أحسن في حموتها أنا هقوم بقا أحضر الأكل
وقبلته من جبهته واتجهت إلي المطبخ بينما هو إتجه بنظره إلي شاشة اللاب توب مرة أخري
وفي مكتبه لم يصبر مراد فأجري اتصاله بفرحة التي أخبرته عن قدوم رهف وابنتها إليها مما جعله يرتبك
تم نسخ الرابط