رواية. بقلم حبيبة.كاملة
المحتويات
مطلقه تحت الټهديد. بقلم حبيبة.
تستمر الصراعات و المشاحنات بين الأزواج كل يوم و ليلة ليتبقي الأطفال هم الثمن المدفوع لتلك الهراءات بينهمفيفقد الطفل الأمان والشعور بالإستقرار وينتج عنه جيل فاقد للهوية نتاج لزواج فاشل إما يحكمه المصالح أو الحب الأعمي أوسوء الإختيار أو أنه أولا وأخيرا ابتلاء من الله سبحانه وتعالي.
أراحت ذقنها بين يديها مستندة علي مرفقها .. عايزاكي تقومي تتمشي معانا شوية مش هسيبك قاعدة لوحدك كدة
إلتفتت رهف بالنظر عمن حولها وقالت بتهكم .. فعلا كل البشر دي وهبقي لوحدي
سارة بضحكة خفيفة .. بطلي غتاتة بقا وقومي
أجابتها بعدم تركيز .. معلش ياسارة انتي عارفة أني ماينفعش أتحرك من هنا دلوقتي
ابتسمت رهف .. معلش يا طنط مش هينفع
استسلمت سارة لرفضها واعتدلت متجهة نحو أخوها عمر وخطيبته إيمان وابن خالها مروان الذي طال غيابه عن زيارة عمته وأسرتها الصغيرة بعد ۏفاة والده منذ عدة سنوات اقتربت سارة من الآخرين للتمشي علي الشاطئ بينما تعلق نظر مروان برهف الجالسة بعيدا نسبيا
مروان وهو مازال نظره معلق بها .. هي قريبتك مش هتيجي تتمشي معانا
زفرت سارة وهي تقول .. لا مش راضية
وانطلق الشباب بينما جلست رهف علي أعصابها منتظرة ما تنتظره علي أحر من الجمر
وبدأ الحوار بين أمهات العائلة نادية وهي تربت علي يد سامية .. والله ليكي وحشة يا أم مروان
ردت سامية بعين دامعة .. ما انتي عارفة يا أم عمر من ساعة ما الحاج سليم اټوفي وأنا زاهدة الدنيا و مش عايزة أتحرك من البيت
تنهدت نادية بعمق .. الله يرحمه يارب بس انتي لازم تفكي عن نفسك شوية وتخرجي حتي عشان خاطر مروان
ابتسمت نادية بحنان .. ربنا يخليهولك ويرجعهالك بالسلامة
رفعت يدها لأعلي قائلة .. آمين يارب
ومر الوقت طويل علي رهف حتي جاء الشباب بمرحهم وألقوا السلام وجلسوا
قالت سارة بلهفة .. ايه يارهف لسة ماجوش
أومأت رهف رأسها بالرفض رفعت سارة حاجبها بتحدي .. شفتي كان زمانك جيتي معانا ده احنا ضحكنا ضحك
وضحك الشباب معا .. ما ان اعتدلت رهف فجأة و هرولت علي الرمال لتستقبل طفلة ذات الثلاث سنوات من عمرها بين أحضانها فجلست رهف علي ركبتيها وسط الرمال وظلت تقبل وجه الصغيرة بكل ما به في اشتياق
رهف بعيون تملأها الدموع .. وحشتيني أوي يا موكا
احتضنتها الصغيرة وقالت .. وانتي كمان يا ماما
حتي سمعت صوته يأتيها من أعلي .. في ايه يارهف ده كلها كام ساعة بس أمال لو باتت معايا هتعملي ايه
اعتدلت رهف و قالت بكلمات مرتجفة .. لا طبعا ملك ماتنفعش تبات بعيد عن حضڼي
قال بتحدي..انتي اللي عملتي كدةممكن أوي تبات في حضڼي أنا وانتي
احمر وجهها من التوتر وقالت بحنق .. ابراهيم أظن الموضوع ده اتقفل من زمان و انت كل شوية تفتحه
.. براحتك يا رهف أنا كل همي مصلحة بنتنا!
نظرت له رهف في وجوم وكأن هي من لا تريد مصلحة ابنتهم و كأنه هو ليس من دمر هذه الزيجة بأفعاله ثم مسكت بيد الصغيرة وقالت وهي تستدير .. طيب بعد اذنك
وما ان التفتت حتي أوقفها ممسكا بذراعها..علي فكرة أنا لسة مخلصتش كلامي
سحبت رهف ذراعها من بين يديه بقوة .. نعم يا ابراهيم عايز ايه
.. عايزك تفكري في مصلحة بنتك و لو بتحبيها صحيح ومش عايزاها تبعد عنك
زفرت رهف..ياربي هو انت مابتزهقش من الكلام بتهيألي كده أحسن عالأقل بنتك ماتكرهكشممكن أمشي بقا
ابتسم بخبث وهو يقول حتي مضي و عادت رهف إلي باقي العائلة الذين تهافتوا علي الصغيرة فهي محبوبة الجميعبينما ظل مروان عالقا نظره برهف وبلمعة الحزن بعينيها فهي فتاة في الخامسة والعشرون ذات البشرة الخمرية و الملامح الجميلة الهادئة ومتوسطة القامة وحجابها يزيدها بساطة وأناقة و حياتها المليئة بالمشاحنات تركت في أعينها بصمة حزن لا يمكن أن يمحيها الزمن بسهولة فها هو الزمن يحفر ذكرياته
متابعة القراءة