رواية كان لي.. بقلم منى أحمد حافظ.. الجزء الثالث والأخير

موقع أيام نيوز

وعلى ما أظن أنه كلمك وقالك على طلبي ودلوقتي لو سمحت اتفضل أمشي ماما نعمة مش هنا ولو رجعت وشافتك ولا عرفت أني فتحت لك الباب هتزعل مني وأنا مقدرش على زعلها.
اكفهرت ملامحه وزاد سخطه مما يدور حوله وحين أنهت إيمان قولها عقد خالد ساعديه أمامه ولاحقها بنظرات متهكمة وهتف ساخرا منها بقوله
.. ودا من أمته إن شاء الله معقول دلوقتي بقى في حب وحنان بينك وبين نعمة وبقيتي بتقولي لها ماما سبحان الله هي مش دي اللي مكنتيش بحبيها وبتكرهيها دلوقتي بقت ماما يا إيمان.
أطرقت رأسها بخزي وأردفت
.. أنا كنت غبية ومغيبة عن اللي بيحصل حواليا وللأسف حبي ليك خلاني أغمض ومشفش طيبة قلب ماما نعمة وحنانها وخلاني أكتشف متأخر أني فهمتها غلط وأنها كانت عيزاني أحسن من أي حد وعلى فكرة مش عيب أني أرجع لنفسي وأعترف أني غلطت ودلوقتي لو سمحت اتفضل أمشي ومتجيش هنا تاني.
كاد يصفعها لطردها له ورمقها بتجهم وقال
.. أنا ماليش دهوة لا بنعمة ولا بأي حد أنا ليا دخل ودعوة بيك أنت مراتي وأنا عيزك ترجعي لبيتك وحكاية الطلاق دي تنسيها وتشليها من دماغك نهائي لإني مش هطلقك وخلي بالك لو صممتي على اللي فدماغك أنا هرفع عليك قضية طاعة ودا حقي ومش هتنازل عنه.
رفعت وجهها وحدقت بملامحه وأحست أنها تراه للمرة الأولى فحدجته باستنكار وقالت
.. ارفع عليا قضية طاعة وأنا هرفع قضية خلع وهخلعك يا خالد علشان أنا مش عايزة أعيش معاك لإنك واحد أناني مش بتحب إلا نفسك وبس عمرك ما حبيتني ولا هتحبني ودلوقتي أتفضل من غير مطرود واللي عندك أعمله أنا مش خاېفة لا من طاعة ولا أي حاجة وبردوا فالنهاية هتطلقني.
أثارت غضبه فقبض على ساعدها بقوة وحدق بوجهها بغل وصاح هادرا
.. أنا مستحيل أطلقك دا نجوم الضهر أقربلك من الطلاق وصدقي لو حكمت هخطفك يا إيمان ومش هسيبك أنا خلاص مش هقبل أني أخسر تاني ومن بعد خسارتي لأمل مش هسمح أني أخسرك واه أنا أناني وبحب نفسي ومحبتكيش بس مش هسيبك يا ريت تفهمي كدا وترتاحي وتعملي حسابك أني هترجعي لي يعني هترجعي.
انتفض كلاهما حين ضج المكان بصوت نعمة تقول
.. أنت إيه اللي جابك هنا يا بيه إيه هو أنت فاكر أن البيت وكالة من غير بواب ولا أنت خلاص أتعودت على السړقة وأنك تبقى حرامي بقولك إيه يا جدع أنت أنت تاخد بعضك وتمشي من هنا أحسن لك مش كفايا مش بتراعي حرمة البيوت.
جذبته نعمة بقوة ودفعته للخارج وسط دهشته لما فعلته به وأغلقت الباب بوجهه غادر وهو يسب ويلعن بصوت عال بينما ارتمت إيمان تبكي بين ذراعي نعمة فربتت الأخيرة ظهرها وقالت
.. أنت بټعيطي ليه دلوقتي ما أحنا عارفين أنه هيعمل كدا وأكتر وعمك أمجد ومحمد فهموكي أنه قصاد قضية الخلع هيجي ېهدد ويزعق ويغلط وعموما سيبك دلوقتي من كل دا وقوليلي بعد ما شوفتيه تاني قلبك جواه إيه عيزاه يا إيمان ولا أخلي محمد يمشي فالأجراءات.
نظرت إلى نعمة پانكسار وهزت رأسها بالنفي وقالت
.. حتى لو عوزاه خالد هيفضل شيفني رميت نفسي عليه وماليش ضهر وهيكسرني تاني وتالت.
كفكفت نعمة دموع إيمان وأردفت
.. طالما دا رأيك يبقى أرميه برا حياتك وعيشي أنت دلوقتي خلاص واحدة تانية غير إيمان بتاعت زمان أنت وراك لسه كلية ودراسة ومستقبل لازم تحققيه الأول وبعدها سيبي كل حاجة على ربنا هو هيحلها ولو نصيبك خالد هيرجع لو خير أنما لو مكنش يبقى ربنا يحفظك ويبعده عنك.
زفرت إيمان بحزن وأيدت قولها وقالت
ر ربنا ميحرمنيش منك أبدا تعرفي يا ماما نعمة أنا بحبك أوي وندمانة إني معشتش معاك من الأول ياريتك أنت كنت أمي.
الفصل الثالث والثلاثون.. أحلام تحققت .
ومع مرور الزمن يطيب الألم تهدأ الأوجاع رويدا وتندمل بعض الجراح والبعض الأخر يبقى مستترا بداخل الأنفس كدرس وعظة وعبرة لنتعلم منه وهكذا كان الزمن الذي مر مع الأيام ساعات تليها أخرى تزيد من وجد وشوق البعض وتأجج حنين وكحال أمل وضحى كان حازم وأحمد يتابعان العمل على قدم وساق غرقا تماما ليحققا أنجازا وفي المساء يجتمع الصديقان يتسامران ويحدثان واليوم يزداد الأشتياق لخل القلب فمال أحمد صوب صديقه وقال
.. عجبك كدا نبقى أحنا فبلد وهما فبلد تاني أنا مش عارف ليه عمي محمد صمم أن الفرح يكون هناك ما كان سابنا عملنا الفرح هنا أحسن.
أومأ حازم وهو ينهي عمله وقال
.. عموما هانت أحنا قربنا نخلص كل حاجة وتقريبا اللي فاضل شغل يوم أو يومين كمان وزي ما اتفقنا هنعمل هنقدم الأستقالة ونمسك شغل أمجد ونقسمه ما بينا وإن شاء الله ربنا يوفقنا فيه المهم كلمت أبو الأمجاد أننا عيزين نحجز بصراحة أنا مش فاهم هو ليه صمم إن هو اللي يحجز لنا الرجوع لمصر.
مط
تم نسخ الرابط