رواية كان لي.. بقلم منى أحمد حافظ.. الجزء الثالث والأخير
المحتويات
بټعيطي من أولها أومال أخرها هتعملي إيه لو سمحتي بطلي عياط وإلا هاخدك من أيدك وأوديكي المستشفى بالأجبار ولا أنت فاكرة أن شوية الألوان اللي حطاهم مخبين وشك المخطۏف وشفايفك الزرقا لعلمك أنا حاسس بيك وعارف أنك بتاخدي نفسك بالعافية وقلبك اللي جيتي عليه پيصرخ من الۏجع وبيقولك أرحميني وعلشان تبقي عارفة أنت أدامك ربع ساعة تفهميني فيها كل حاجة وبعدها هاخدك على المستشفى من غير أي أعتراض فاهمة.
.. حازم أنا غلطت غلطة كبيرة فحقك وحق نفسي وحق بابا غلطة تخليك تلغي اتفاقنا سوا أنا جيت هنا وأنا مقررة أني أدفع الكل تمن كل اللي مريت بيه وقابلت إيمان وكلمتها بطريقة عمري ما أتخيلت أني أتكلم بيها و..
أوقفت حديثها حين تهدج صوتها ورفعت أناملها وضغطت على عينيها كي تمنعها من البكاء وأضافت
أخبرته بكل ما فعلت وما حدث مع والدها وشاركتها عيناها بالدموع ليأتيها صوته يسألها بهدوء كاذب
.. وياترى إيه اللي حصل بينك وبين خالد وخلاكي ټندمي كدا إيه الحاجة اللي عايزة تقوليها ومش قادرة.
أدركت أنه بات يعرفها أكثر مما تعرف نفسها فزفرت بقوة وأجابته
رفعت وجهها وحدقت به وأضافت بصوت صادق
.. أصلا مينفعش بعد ما بقيت ليك أن أي حد يلمسني أو يقرب مني أنا أساسا وأنا بتكلم معاه مكنتش شيفاه كنت شيفاك وأنت واقف بهيئتك دي عيونك بتصرخ فيها وبتلومني سمعت صوتك وأنت بتزعق لي حتى لما قرب مني محستش بحالي إلا وأنا بضربه وبمنعه يفكر حتى أنه يجي جانبي كنت حاسة أنه هيلوثني وأنا مكنتش عايزة كدا.
.. حضنك مش كدا.
شقهت وازداد وجهها شحوب فأشاح بوجهه عنها وابتعد لخطوات وصړخ بخيبة أمل
.. ليه فهميني ليه عايز أعرف معنى واحد للي عملتيه ليه تكسريني وتكسري نفسك كدا.
اجهشت في البكاء وأجبرته أن يستعيد هدوءه المزيف فعاد إليها ليسمعها تقول بتلعثم
رجف قلبه پخوف فصوتها أخافه عليها صوت تنفسها أخبره أنها ټصارع لتتلقف أنفاسها ولكنه صدم من نفسه حين غادره صوته رغما عنه يقول
.. أنت لسه بتحبيه يا أمل.
سكون تام غلفها أنفاسها تراجعت وفقد قلبها إحدى نبضاته عيناها اتسعت ورأسها تأرجح يمينا ويسارا وغادرتها صيحة ملتاعة تقول
أختطفها بين ذراعيه قبل أن تنهي كلماتها تنفس بعمق وأخبرها بقلبه قبل لسانه
.. هنرجع وهطلبك من والدك رسمي وهطلب منه أننا نكتب الكتاب النهاردة وبعدها هاخدك وهنرجع المانيا تعملي العملية هناك وبعد ما تقومي بالسلامة هحاسبك براحتي على كل اللي عملتيه موافقة.
أومأت بابتسامة باكية وابتعدت عن ذراعيه وسألته پخوف
.. يعني أنت مش هتسيبني يا حازم صح.
بدت أمام نظراته طفلة تبحث عن أمانها فالتقط يدها وقبل باطنها وأردف
.. أنا قدرك يا أمل وعمري ما هسيبك ودلوقتي أنا عايزك تفكري كويس وتجاوبيني أنت متأكدة أنك عيزاني عاوزة تكملي حياتك معايا وتتحملي غيرتي عليك.
أجابته بثبات وعينيها تهيم بعينيه
.. عايزة أقضي حياتي وعمري كله معاك يا حازم.
اعتدل سريعا وأخبرها بحزم
.. يبقى يلا بينا على البيت خلينا نلحق نكتب الكتاب أنا هتصل بأحمد وأقولك يحصلنا و.
جاءه صوت أحمد يقول بحنق
.. وأحمد يحصلك ليه ما أنا معاك بس لو ينفع يعني تبعد يا أمور عنها علشان الناس شوية وهتصوركم.
حمحم حازم بحرج وأجابه معتذرا
.. على فكرة أنا معملتش حاجة وبعدين أنا بس من فرحتي مقدرتش أمنع نفسي أصل أمل وافقت أني أطلبها من عمي ونكتب الكتاب قبل ما نرجع المانيا.
ولجوا وعلى وجوههم ابتسامة حالمة واستقبلهم محمد بالترحاب فابتعدت أمل عنهم واقتربت من والدها واحتضنته قائلة
.. أنا أسفة يا بابا أسفة على كل كلمة قولتها أرجوك تسامحني على تهوري.
قبل جبينها فتشبثت به بقوة وترقرقت عينا ثريا بالدموع وابتسمت لشقيقها فربت وجنتها وقال
.. قولت لك أمل مافيش فطيبة قلبها وأكيد هي ندمانة على اللي عملته.
استشعر حازم القلق من بكاء أمل ورأى أن عليه الترفق بها ومنع المزيد من الحزن عنها فقطع حازم أجواء البكاء وحمحم لتستدير إليه فوجدته وقد جثى أمامها مبتسما وقال
.. أميرتي أمل اللي أحتلت قلبي وملكت كل حياتي تقبلي تتوجي حياتي بوجودك معايا وتبقي شريكة عمري وزوجتي.
اصطبغ وجهها بلون احمر وتهربت من النظر إليه والتفتت تنظر إلى والدها على استحياء فأومأ محمد لها برأسه لتتسع ابتسامتها وعادت وحدقت بوجه حازم وأردفت بخجل
.. أنا بكل حب وفخر أكيد موافقة أني أكون نصك التاني ويكفيني أني هسكن قلبك اللي مش هلاقي أبدا قلب يحبني زيه وزي
متابعة القراءة