رواية كان لي.. بقلم منى أحمد حافظ.. الجزء الثالث والأخير

موقع أيام نيوز

لصالحه وعليه كذلك ألا يدع لأمل الفرصة بالتفكير فيهما سيحيطها بحبه ورعايته ويملأ أوقاتها به لن يترك لعقلها الفرصة إلا لتفكر به هو فقط نعم فتلك هي حربه الخاصة وهو لن يسمح لغريمه بالانتصار عليه أبدا هنا لانت ملامحه فابتسم لها بحب واقترب منها ولامس يدها وعينيها تخبرها بعشقه واحتياجه لها وحين تلونت وجنتيها بحمرة الخجل ازداد ارتياحه فمال نحو اذنها وهمس بصوت أجش
.. بقولك إيه يلا بينا خليني ألحق أكلم عمي محمد بدل ما ألاقيه طابب علينا هنا وبيسألنا أحنا بنعمل إيه ورا الشجرة.
تراجعت لخطوة باضطراب وحاولت أن تبادله الضحكات ولكنها فشلت تماما فالألم الحارق بصدرها بات لا يحتمل حاولت التنفس ووضعت يدها المرتعشة فوقه وحانت منها نظرة نحو حازم بدت خاوية من الحياة بدموعها المنسالة فوق وجنتيها لتتراخى فجأة بين ذراعيه ليتجمد الزمن به وعينيه تحوم حول وجهها الخالي من الحياة وعينيها المغمضة لقد باغتته وسحبت بساط الأمان من أسفله وحين لامست يده برودة بشرتها استعاد وعيه وصاح بهلع
.. أمل مالك يا حبيبتي فوقي أرجوك أمل لأ يا أمل أوعي تروحي مني دلوقتي لأ يا أمل مش هتحمل دا أبدا.
وارتفع صوته يزلزل أرجاء المكان يقول
.. حد يلحقني أمل هتروح مني.
هرع باتجاهه اثنان من الأطباء بعدما سمع أحدهما صيحته ليميل فوقها وأخذ يفحص نبضها ورفع عينيه نحو زميله وقال
.. مافيش نبض لازم تدخل عمليات فورا.
وقف أحدهما وأجرى اتصاله بأستقبال المشفى وبلحظات ظهر اثنان من فريق التمريض أملى عليهم الطبيب أمره مباشرة وحين مال أحد أفراد الطاقم ليحمل أمل صړخ حازم بجزع وقال
.. محدش يقرب من مراتي أنا اللي هشيلها و..
قاطعة أحد الأطباء وقال
.. لو سمحت يا أستاذ سيب التمريض يشيلها علشان نلحق ننقذها حضرتك كل ثانية بتمر عليها عامل كبير لأنقاذها.
تبعهم حازم وعينيه تترقرق بالدموع وما أن أختفى بها الأطباء خلف أحد الأبواب سحب هاتفه وضغط على أحد أرقامه وقال
.. أمجد أمل وقعت ودخلت أوضة العمليات.
بعد مرور دقائق كان محمد يقف إلى جوار حازم لا يعلم ماذا أصاب ابنته لينضم إليهم أمجد والذي على غير عادته وقف بعيدا يتابع بصمت وعلى وجهه تعالت أمارات الحزن ومع مرور الوقت وحضور الجميع بات الوضع لا يحتمل فصوت البكاء والانتظار جعل أعصابهم على المحك مما دفع أمجد ليقف فجأة ويصيح بصوت هادر
.. لو سمعت نفس واحدة فيكم أنا هتصرف معاها تصرف مش هيرضيها والأحسن أنكم تاخدوا بعض وتمشوا من هنا حالا أنا مش عايز أي واحدة ست هنا أتفضلوا يا تروحوا يا تطلعوا فوق عند إيمان وإياكم أسمع صوت واحدة بټعيط تاني أنتو فاهمين.
أقترب منه محمد وحاول أن يهدأ من غضبه فرمقه أمجد بأنهزام وهتف بصوت متحشرج
.. خليهم يمشوا يا محمد أنا مش متحمل أسمع صوت العياط دا كفايا اللي أحنا فيه أنا عارف أن أمل بنتك أنت وثريا بس أنا خالها وزيي زيك بالظبط و...
تفهم محمد ما يمر به أمجد أشار إلى أحمد وقال
.. خدهم طلعهم فوق يا أحمد وبعدها أنزل أقف معانا حاول تطيب خاطرهم ماشي.
وكعادة الوقت يأتي عليه لحظات فيمر وكأن الشهر منه يوم وكثيرا ما تمر الساعة فيه كالدهر يضاعف ما نشعر به ويجمدنا مع الألم ويجعله وكأنه مستمرا إلى الأبد هكذا أحسوا أن الساعة لا تتحرك عقاربها تقف وينمو خوفهم ويأكل الاطمئنان بداخلهم عيونهم تبكي في صمت وأصواتهم مكممة بداخلهم لم تدر إحداهن أن إيمان استيقظت إلا حين سألت بصوت مرتبك
.. مالكم يا جماعة أنتو بتعيطوا ليه في حاجة حصلت.
رافقت إيمان سؤالها بتحركها فاندفعت نعمة تجاهها كونها الأقرب ومنعتها بيدها من الحركة وقالت
.. خليك مكانك أحنا مش ناقصين ۏجع تاني وكفايا اللي الواحد فيه.
ولدهشتها ربتت نعمة كتف إيمان برفق وزفرت بحزن ليأتيها صوت إيمان الحائر والمنذر ببكاءه
.. حضرتك تقصدي إيه بجد هو في إيه حصل و..
أوقفت إيمان سؤالها وعينيها تبحث عن أمل وشهقت پخوف حينها استشعرت نعمة القلق عليها ووغزها قلبها لرؤيتها شحوبها الوضح فلمست وجنتها بحنو غريب وأتتها الأجابة بصوت ثريا الباكي تقول
.. أدعي لأمل يا إيمان أن ربن يلطف بيها بنتي وقعت من طولها مرة واحدة ودلوقتي فالعمليات.
لم تستطع ثريا مواصلة الحديث واجهشت في البكاء فضمتها ضحى إليها وحاولت تهدأتها لتردف ثريا بقولها
.. يا ريتني ما سمعت كلام خالك ومشيت أنا اللي مفروض أفضل واقفة نحن جنب بنتي مش أبوها ولا خالها أنا الأحق يا ضحى علشان اطمن عليها بس أعمل إيه مقدرتش أزعل أخويا وأنا شايفة الۏجع جواه بيصحى خۏفت عليه وطلعت وسبت بنتي لوحدها.
شددت ضحى من أحتضانها لوالدتها وقالت
.. ماما أرجوك أهدي علشان خاطر أمل وصدقي بفضل ربنا هي هتقوم بالسلامة وهتبقى بخير أدعي لها أنت وبطلي عياط علشان لما تخرج من العمليات وتشوفك متلاقيكش مڼهارة كدا.
تابعتهم إيمان وللحظة أحست برهبة تحتاجها فاستسلمت
تم نسخ الرابط