رواية كان لي.. بقلم منى أحمد حافظ.. الجزء الثالث والأخير
المحتويات
اللي شاريك أنا كمان يا بنتي بحبك وشاريك ومستعد أفديك بعمري وحياتي كلها ولو حياتك واقفة على قلبي فميغلاش عليك.
أوقف محمد كلماته والټفت بوجهه نحو خالد وقال
.. أظن لحد كدا وابقى عملت بأصلي أنا ومراتي معاكم وراعيت صلة القرابة اللي بتجمعنا وبما أن الحمد لله صحة مراتك اتحسنت فلو سمحت خدها وأمشي وربنا ييسر لكم حياتكم بعيد عننا أما بنتي فأنا هعرف أداويها وأنسي غلطي فحقها.
.. يقتلوا القتيل ويمشوا فجنازته أهو دا اللي أخدناه من طيبة قلوبكم اللي ياما كتير حذرتكم منها ومكنش عاجبكم كلامي.
زفر محمد ف لسانها نعمة لم يرحم وها هي تثبت له ولزوجته أن تخوفها الأخير كان بمحله فادار بصره باتجاه ابنته ومد يده إليها ينتظر أجابتها وقرارها وخلال لحظات وقفت أما تحدق بوالدها يذكرها عقلها بطوفان كلماتها لتدرك أنها تجاوزت الحد فأحتضنت يد والدها وانحنت تقبلها وهمست پبكاء
عادت لتقبل يده فربت محمد رأسها ومد يده ورفع وجهها إليه وأحاط وجهها بكفيه وقبل جبهتها وقال
.. أنت اللي المفروض تسامحينا يا أمل.
تابع أمجد من مقعده حالة الاضطراب التي أصابت حازم منذ مجيئه وهو يسير بلا هوادة يشد خصلات شعره تارة ويلوم نفسه تارة ويتوعد لها حين أهداه تفكيره بمحاسبتها بصرامة الټفت نحو أمجد وصاح يخبره
يعلم أمجد مدى قلقه ولكن عليه أن يمهلهم بعض الوقت لتتصافى الأنفس دون شهود تزيد من توتر الأمر فأجاب حازم بهدوءه المعتاد
جذبه أحمد ليجلسه إلى جواره فحدجه حازم بنظرات ڼارية ولكنها تلاشت ما أن لمح ضحى التي بدت شاردة وعلى وجهها إمارات الحزن فحدثها معتذرا
.. أنا أسف يا ضحى أني مراعتش أنك قلقانة بس صدقيني أمل قوية وهي أكيد بخي.
أوقف كلمته وازدرد لعابه وسألها باضطراب أوضح أنه يعاني مثلها حالة من الخۏف والقلق
ذرفت ضحى المزيد من الدموع وأومأت بصمت فزفر حازم وترك مكانه فهو فاشل في تصنع الهدوء تماما وصاح يقول
.. أنا أسف أنا مش قادر استنى سامحوني أنا هروح المطار وأشوف أي طيارة للقاهرة دلوقتي.
بدى قوله وكأنه الشعلة التي تنتظرها ضحى فكفكت دموعها ووقف هي الأخرى وصاحت
.. أنا كمان مش قادرة أقعد أنا هطلع أجيب جواز السفر وأسافر معاك يا حازم.
.. ممكن تعيدي كلامك تاني سمعيني كدا حضرتك طالعة تجيبي إيه يلا سمعيني الأستاذة المبجلة اللي معملتش أي أعتبار لجوزها و.
جذبت يدها منه بقوة زجرته بكلماتها قائلة
.. أحمد على فكرة أنت لسه مبقتش جوزي ولا حتى بقيت خطيبي وبعدين أنا حرة أنزل القاهرة وقت ما أحب أنت مش هتحبسني ولعلمك حتى لو كنت جوزي فدا ميدلكش الحق أنك تتحكم فيا علشان لا أنت سي السيد ولا أنا هقبل أكون أمينة.
تابعهم أمجد ووقف لينهي النقاش الدائر بقوله
.. ممكن تهدوا كلكلم.
تابعته أنظارهم ليزفر أمجد بقوة وأشار إلى حازم وقال
.. أبدأ أتصالاتك وأحجز لنا على أي طيارة للقاهرة.
والټفت إلى ابنه وأردف
.. وأنت يا أحمد روح حجز كل الأوراق وعلى فكرة هتلاقي فمكتبي جواز سفر ضحى وأمل جيبهم معاك.
وأخيرا أخبر ضحى قائلا
.. وأنت يا ضحى روحي أجهزي على ما أتصل بمحمد.
لاحقته الأنظار فرفع حاجبه باستنكار وصاح بهم يقول
.. مالكم متنحين ليه يلا كل واحد يروح ينفذ اللي أطلب منه علشان نلحق نسافر.
غادرهم متجها إلى صومعته وأوصدها خلفه وهو يجري اتصاله بمحمد زفر بقلق لعدم أجابته فأعاد الأتصال عدة مرات وحين أجابه محمد أخيرا سأله أمجد بقلق
.. إيه يا محمد أنت مش بترد عليا ليه طمني أمل وصلت بالسلامة عموما أحنا كلها كام ساعة وهنكون عندك إن شاء الله المهم طمني أتكلمت أنت وأمل.
تهدج صوت محمد وأحس بأنهياره فأجاب بصوت مهتز
.. والله يا أمجد ما قادر أتكلم وحاسس أن هيجرالي حاجة عموما لما توصلوا بالسلامة هبقى أقعد معاك وأحكي لك اللي حصل بس أعفيني دلوقتي حقيقي أنا مش قادر أقول حاجة.
ازداد قلق أمجد وعلم أن عليه أحترام رغبة محمد ولكن قلقه على أمل وعلى حالتها الصحية المتأخرة جعله يقول
.. محمد أنت قلقتني أكتر ما أنا قلقان أرجوك أحكي لي فيه إيه حصل ومال صوتك زي
متابعة القراءة