رواية كان لي.. بقلم منى أحمد حافظ.. الجزء الثالث والأخير
المحتويات
عينيها على مضض لتتفاجأ بشقيقتها تغفو إلى جوارها ومع جلوسها استيقظت ضحى وابتسمت بسعادة وقالت
.. شوفتي جينا وراك نعمل إيه بقى منقدرش نستغنى عنك.
ضمتها أمل وقبلت جبينها وهمست بصوت ناعس
.. حقك عليا يا ضحى أنا أسفة حقيقي أسفة على كلامي الناشف وأسلوبي البايخ معاك ۏجعي عماني وخلاني أتهور وأتصرف بطريقة غلط و...
.. متعتذريش يا أمل على فكرة كلنا مقدرين الحالة اللي أنت كنت بتمري بيه.
تعمدت ضحى أن تقطع كلامها وغمزت وأستأنفت
.. هو مش كلنا على فكرة علشان في واحد برا مستحلف لك يا جميل.
ادركت أمل هويته واحمر وجهها وجاهدت لتعتدل بجلوسها ولكن وهن جسدها كان واضحا لشقيقتها التي قطبت جبهتها وتطلعت إلى ضعف أمل ومدت يدها لتساعدها دون أن تعقب فازدردت أمل لعابها وأردفت
هزت ضحى رأسها بحزن وعقبت بقولها
.. سيبك من أي حاجة يا أمل وخليك فنفسك ولا أنت مش ملاحظة أنك تعبانة وأوي كمان.
همست أمل بضعف وأومأت قائلة
.. عارفة أني تعبانة بس أنا مش حابة أتسبب أقلقهم كفايا اللي عملته والكلام اللي وجعت بيه بابا وماما.
لم ينل حديث أمل أعجاب ضحى فعبست بوجه شقيقتها وقالت
.. عارفة يا ضحى أنهم هيعرفوا المهم سيبك من موضوع التعب دا علشان أنا محتاجة منك خدمة.
عادت ضحى وجلست بجوار شقيقتها وقالت
.. أأمريني يا أمل محتاجة أعملك إيه
ابتسمت أمل بحرج وهمست قائلة
.. أنا محتاجة أشوف حازم لوحدي.
حدقت ضحى بوجه شقيقتها وحكت ذقنها بحيرة وقالت
.. طيب قوليلي هعملها أزاي دي يا بنتي دا حازم لو أتحرك من مكانه الكل هيعرف علشان هو قاعد ما بين بابا وخالو تصدقي أصلا بابا أول ما شافة وقعد معاه شوية صغيرين بعدها حسيتهم كأنهم أصحاب من زمان بابا منبهر بشخصيته جدا وواضح أنه حبه وخالتك كمان دي من وقت ما جينا وهي حطاه تحت الميكروسكوب فقوليلي هخليك تشوفيه لوحدك أزاي وهو تحت الحصار برا.
.. ضحى أعملي أي حاجة قولي لأحمد وخليه يتصرف أو ابعتي رسالة لحازم وهو هيعرف يحلها يا ضحى أفهميني أنا لازم اتكلم مع حازم الأول ضروري.
نفذت ضحى مطلب شقيقتها وراسلت أحمد فتطلع أحمد نحو صديقه وغمزه سرا وأرسل له رسالة قصيرة ليفكرا سويا بحل ما وتابعهم أمجد من مكانه يعلم أن هناك ما يدور بينهم وأنه بشكل مؤكد يخص أمل وما أن لكز حازم أحمد حتى أعتدل أمجد ليأتي صوت ابنه يقول
سأله والده بصوت هادئ
.. ميعاد إيه يا أحمد أحسن أنا نسيت.
ازدرد أحمد لعابه وأجاب والده
.. ميعاد الدكتور اللي حازم حجزه لأمل يا بابا واضح أنك نسيت دا حتى ضحى شكلها نسيت علشان كدا نامت.
أومأ أمجد وغمز إليه وسايره في الحديث قائلا
والټفت أمجد نحو شقيقته وأستكمل قوله
.. قومي يا ثريا صحي البنات علشان نلحق ميعاد الدكتور وأنت يا محمد قوم أجهز.
تبادل أحمد وحازم النظرات باضطراب واتسعت ابتسامة أمجد ليعود ويضيف
.. ولا تخلينا أحنا نتكلم سوا براحتنا والشباب يروحوا مع بعض.
أيد محمد كلمات أمجد الأخيرة قائلا
.. تمام يا أمجد خلينا أحنا.
حاولت أمل أن تخفى أثر شحوبها وتحاملت على نفسها حتى لا يلحظ أحد ما تعانيه ولكن أعين الحبيب تدرك مصاپ الحبيب ومن قبل أن ينظر إليها خفق قلبه وعلم أنها تعاني من ألم أكبر من مقدرة تحملها وكاد أن يغير كل شيء ويطالبهم بالتوجه للمشفى بها ولكن نظرات التوسل التي رمقته بها جعلته يتراجع مرغما وما أن غادروا حتى التقط حازم يدها وساندها إلى لتجلس بأرتياح وعقب على تساؤلها الصامت
.. أمجد حجز لنا العربية ورتب كل حاجة.
قاد طوال الطريق بوجه متجهم صامت لم يشارك في أحاديثهم الجانبية يرمقها بين الحين والأخر بلا تعقيب وما أن وصلوا إلى بقعة هادئة على ضفاف النيل حتى أسرع أحمد وجذب ضحى وغادر وتركهم بمفردهم فازدردت أمل لعابها ترقبت مغادرته والتفافه ليفتح لها باب السيارة ومد يده لتستند إليه وهمس ما أن وقفت جواره
.. لأول مرة أحس أني عاجز عايز أعاقبك على اللي عملتيه وأحاسبك وفنفس الوقت خاېف.
خفضت رأسها وأبتعد عنه واستندت إلى مقدمة السيارة ونظرت إليه وأردفت
.. استنى لما أحكي اللي عندي وأجمع حسابك كله مش يمكن تلاقي نفسك مش قادر حتى تكلمني و...
ابتلعت كلماتها حين رمقها بحدة وليسألها بصوت حاول أن يجعله خاڤت ولكنه لم ينجح في أخفاء غضبه منها
.. ممكن أفهم تقصدي إيه بكلامك دا
تابعت تجهمه بصمت فزفر حانقا وصاح بنفاذ صبر
.. ما تتكلمني يا أمل وتفهميني معنى كلامك إيه سمعيني اللي عندك.
لم تستطع تمالك دموعها فازدادت عصبية حازم واقترب منها وقال
.. لا دا كدا كتير والبداية مش حلوة لما
متابعة القراءة