رواية كان لي.. بقلم منى أحمد حافظ.. الجزء الثالث والأخير

موقع أيام نيوز

سمحت يا حازم أنا مش عايزة شفقة من حد كفايا لحد كدا أنا كل اللي بطلبه أنكم تسيبوني فحالي أنا تعبت من كل واحد بيشكل حياتي على مزاجه كفايا لو سمحت وسبني لوحدي.
أثارت كلماتها حفيظته وحنقه فصاح قائلا باستنكار
.. أيه الكلام اللي بتقوليه دا شفقة أيه وكلام فاضي أيه ومين اللي بيشكل حياتك على مزاجه على فكرة يا أمل أنا حازم مش حد تاني فاهمة.
بادلته أمل الصياح لتدفعه للأبتعاد عنها مستغلة خوفه عليها من أنفعالها
.. مش فاهمة غير أن اللي أنا عيزاه هو اللي هعمله فلو سمحت ممكن تسبني بقى علشان أنا مش حابة وجودك معايا.
ضغطت أمل علي زر استدعاء الممرضة وأخبرتها بأنها تريد أن تكون بمفردها وأن تمنع عنها الزيارة فأحس حازم بالأحراج الشديد منها وغادر غرفة العناية وأسرع بخطواته ليغادر المشفى بأكمله دون أن يلتفت لنداء أحمد أو أمجد .
الفصل السابع والعشرون.. اڼتقام  .
لم تستطع أمل تمالك نفسها فأنخرطت في موجة بكاء عارمة فهي تدرك أنها بطريقها لخسارته وبعد مرور بعض الوقت تنبهت أمل لصوت أمجد يحدثها بصوت مكلوم ويقول
.. بټعيطي ليه دلوقتي يا أمل هو مش أنت عملتي اللي عيزاه ولا حد غصبك تتصرفي بالشكل دا.
رفعت وجهها وحدقت بملامح خالها الحزينة وكفكفت أثار الدمع عن عينيها وزفرت بقوة ليكتسي وجهها بجمود غريب وهي تردف بقولها
.. لأ لسه أنا معملتش أي حاجة من اللي أنا عيزاها ولعلمك دا مش هيتحقق إلا لما أرجع مصر.
حاول أمجد أن يتماسك بقدر أمكانه حتى لا يثور عليها وېعنفها فحدثها برفق
.. يا بنتي أعقلي على فكرة اللي أنت بتعمليه فنفسك دا حرام دا اسمه أنتحار أنا مش فاهم أنت إيه اللي جرالك علشان تبقي بتدوري على المۏت بالشكل دا.
زمت أمل شفتيها وأشاحت بوجهها عنه وأجابته بفتور
.. مافيش أي حاجة حصلت وعلى فكرة أنا لو مكتوب لي أموت ھموت حتى لو عملت العملية وبعدين أنا مش عايزة أعملها وعايزة أرجع مصر لو سمحت يا خالو سيبني أرجع وريحني.
زفر بأحباط لإصرارها وتشبثها على العودة فحاول أن يماطلها قائلا
.. عموما لسه في أجراءات كتير وترتيبات علشان ترجعي هحاول أخلصها أديني يومين تلاتة كدا.
أدكت كذبه عليها فابتسمت بغموض وأجابته
.. وماله يا خالو استني يومين تلاتة زي ما حضرتك عايز. 
لم ينل استحسانه أجابتها تلك فقد أثارت ريبته نحوها فسألها بحيرة
.. نفسي أعرف أنت بتفكري فأيه!
هزت رأسها بالنفي وأردفت
.. مش بفكر فأي حاجة هفكر فأيه يعني بحالتي دي.
تمعن بالنظر إليها واقترب منها و مال نحوها يقول
.. مبقتش مرتاح لأسلوبك فالكلام يا أمل عموما دا مش وقت أي كلام ولا حتى حساب المهم مش ناوية تسمحي لأختك تدخل تطمن عليك ولا خلاص هتسبيها قلقانة كدا وكل ما تدخلك تبقي نايمة.
زفرت بقوة وأخبرته بصوت هادئ
.. مكنش فأيدي حاجة أعملها يا خالو الدكتور هو اللي كان بيديني منوم عموما أنا صاحية أهو خليها تدخل.
.. وحياتي يا أمل متزعليش بسبب الكلام اللي إيهاب قاله حقك عليا بصي حازم كلمه وجاب لك حقك منه بهدله و.
تجهم وجه أمل وأوقفت حديث شقيقتها بسؤالها
.. هو حازم كلم إيهاب كمان وعلى كدا إيهاب رد عليه بأيه.
مطت ضحى شفتيها وأردفت لاحقا
.. بصراحة مش عارفة الكلام اللي دار بينهم هو خالو اللي قالي أنه سمع حازم بيزعق جامد لإيهاب.
ربتت أمل يد شقيقتها وأدعت النوم وقالت بصوت واهن
.. عموما أنا مش زعلانة منك ولا حاجة يا ضحى واللي حصل خلاص حصل المهم أنا هستأذنك أنام صدقي أنا مش عارفة هو في أيه الدكتور دا زي ما يكون قاصد أنه يخدرني وميخلنيش صاحي.
بعد مرور بضع ساعات لم تستطع ضحى البقاء ساكنة فالټفت أحمد إليها وقال
.. يابنتي مالك من وقت ما خرجتي من عند أمل وأنت بتتحركي كتير ما تفهميني مالك.
حدقت به بحيرة لا تدر لما ينتابها قلق غريب فالتفتت إليه وقالت
.. أنا مش عارفة في إيه حاسة أني مش مرتاحة وإن في حاجة هتحصل بص أنا هقوم أكلم الممرضة وأخليها تدخلني أطمن على أمل و.
ما كادت تقف بمحلها حتى ظهر طبيب أمل من العدم وعلى وجهه ارتسمت ملامح الأرتباك فالتفتت ضحى پخوف تحدق بأحمد الذي أنضم سريعا لها ليمد الطيبب يده بورقة مطوية أعطاها إلى أحمد وأردف
.. لقد غادرت أمل المشفى وتركت تلك الرسالة بعد أن دونت فيها إقرارا تفي الجميع من مسئولية تبعات رفضها الجراحة أعتذر منك فهي غادرت بغفلة عن الجميع.
.. أنا قلبي مكنش مرتاح كنت حاسة أنها ناوية على حاجة طريقة كلامها معايا مكنتش هي أمل بس هتكون راحت فين دلوقتي.
أنهت ضحى قولها والتفتت إلى خالها الذي جلس بمكانه يتابع ما يدور بوجه متجمد ليقول بسخط
.. أمل نفذت اللي فدماغها وأكيد راحت السفارة علشان يرجعوها مصر عموما أنا هروح على هناك أشوف الموضوع وأنتم أرجعوا على
تم نسخ الرابط