رواية كان لي.. بقلم منى أحمد حافظ.. الجزء الثالث والأخير

موقع أيام نيوز

لتلك الدموع التي نبتت من العدم بداخلها وازداد حزنها وأحست بمدى الحزن بداخلهم فهمست من بين دموعها
.. سامحني يا رب وأقبل دعوتي وأعفي عنها وقومها بالسلامة.
التفتت نعمة إليها فخفضت إيمان عينيها بخزي وهمست تخبرها
.. أنا عارفة أني غلطت فحق أمل كتير وفحق الكل ويمكن فحق نفسي وعارفة أني هدفع تمن غلطي وأن اللي حصل لي دا يادوب البداية بس أنا بجد أتغيرت ونفسي ربنا يسامحني وو...
تفهمت نعمة مقصدها فمالت صوبها وقالت
.. ربنا باب توبته دايما مفتوح المهم تصدقي النية وتستغفري ربنا وقولي يارب ومتقلقيش الكل جنبك ومحدش هيسيبك لوحدك طول ما أنت عدلة وفحالك.
لم تدر لما زرعت نعمة الابتسامة بداخلها بقولها الأخير فهتفت إيمان وقالت
.. هبقى عدلة وفحالي بس تفتكري هلاقي اللي يساعدني.
نظرت إليها نعمة بتمعن وقالت
.. أه هتلاقي وأنا أول واحدة همد إيدي وأساعدك علشان لما تغلطي أبقى أول واحدة تفوقك ودلوقتي بطلي كلام وعياط وريحي أنت الدكتور موصي أنك لا تتحركي ولا تزعلي فاسمعي الكلام بقى وأحمدي ربنا أنه وقف معاك ووقف جانبك ولاد الحلال اللي اتبرعوا لك پالدم وقت حوجتك له أقولك أنا هجيب لك حاجة تشربيها تعوض شوية الډم اللي فقدتيه بدل ما هو وشك أصفر وبهتان كدا.
بالأسفل وخارج غرفة الجراحة جلس حازم وبجواره أحمد وأمامهما جلس محمد الجميع يقرأ بكتاب الله وعلى مقعد بعيد جلس أمجد يبدو بعالم آخر غير عالمهم شارد بوجوه غير الوجوه فقد أعادت إليه جلسته تلك ذكريات الماضي وتذكر رحلة معاناة زوجته مع المړض وكيف كان يجالسها ساعات جلسات علاجها الكيميائي لتبدو أمامه هشة ضعيفة ببشرة شاحبة لتهاجمهة لحظاتها الأخيرة معها حين تسطحت أمامه ليلى فوق فراش المړض يحتضن يدها الهشة پخوف وصوتها الرقيق العذب يقول
.. أمجد حاول أنك تنسى كل اللحظات الموجعة اللي عشتها معايا وعيش حياتك لو بتحبني متوقفش حياتك عند اللحظة دي وعديها.
اقترب منها أمجد وقبل جبينها ودموعه تسيل بصمت خائڤ من محادثتها وخائڤ من أن تغافله وترحل لتغادر الكلمات حلقه رغما عنه تقول
.. أنا لو عشت العمر كله أدور على واحدة تشبهك عمري ما هلاقي اللي تعوضني عن لحظة واحدة عشتها وقضتها معاك أنت حياتي يا ليلى وماليش حياة إلا بيك وبس فأرجوك قاومي وبلاش تستسلمي بالشكل دا علشان خاطري يا ليلى وعلشان خاطر ابننا أحمد اتمسكي بالحياة.
.. خلي بالك من أحمد وعلمه أزاي يحب يا أمجد وعوضه عن حبي ولو ف يوم لاقيت اللي هتحاول أنها تعوضك أمسك فيها وبلاش تسيبها تضيع منك صدقني أنا لو بايدي كنت دورت لك عن اللي تبقى مكاني ف حيات...
.. أرجوك أنا مش عايز أسمع الكلام دا لو بتحبيني خليني أعيش حياتي فحبك ومع حبك أنت وبس أنا بعشقك يا ليلى وبعشق كل حاجة فيك.
همست وعيناها تلاحق وجهه المحبب إليها وأردفت
.. وأنا تخطيت الحب بمراحل يا أمجد ورغم أن حياتنا سوا كانت قصيرة إنما الحب اللي عشته معاك كان أكتر وأكبر من العشق نفسه عشق بحمد ربنا أنه كان من نصيبي أنت كل حاجة ليا يا أمجد واتمنى أكون زوجتك فالجنة زي ما كنت ليك فالدنيا.
انتشله من شرودة وذكرياته صوت يقول
.. بابا معقول حضرتك بټعيط.
انتفض أمجد ووقف سريعا وكفكف دموعه فضمھ أحمد بقوة ومن مكانه تابع حازم ما يدور وأحس بالحزن يتوغل بداخله لرؤيته أمجد بتلك الحالة وترك محمد مكانه واقترب منهما لعلمه كل شيء وقال
.. إيه يا أمجد ما تجمد يا ابني ولا أنا اللي هقويك على فكرة أنت مينفعش تضعف كدا وټنهار صدقني الكل هنا متقوي بيك فبلاش تخذلنا وتنكسر كدا وبعدين أدعي لها بالرحمة أحسن ما تسيب نفسك لهواجس ابليس تزود وجعك أكتر ما هو.
جذب محمد أمجد ليجلس إلى جوار ابنه فضمھ أحمد وقال
.. على فكرة أنا بحبك وفخور بحضرتك ومبسوط أن والدي راجل عنده كل المشاعر والأحاسيس الطيبة دي بس علشان خاطري بلاش تخليني أتوجع بدموعك تاني ممكن.
انهى أحمد قوله والتقط يد والده وقبلها وسكن الوضع بينهم جميعا هدوء غريب ساد قطعه صوت الطبيب الذي غادر غرفة الجراحة بغته يقول
.. الحمد لله العملية نجحت.
تعالت أصوات الحمد والثناء لله وسجدوا جميعا أرضا يشكرون الله على فضله وعلى نجاة أمل ووقفوا فبادر حازم بسؤاله عن حالتها وقال
.. طيب وعملتم إيه فموضوع القلب اللي عندها.
اجابه الطبيب بكلمات موجزة
.. العملية تمت بسلاسة ويسر لإن الأستاذ أمجد كان مرتب كل حاجة حتى القلب البديل الحمد لله وصل فميعاده.
اتسعت ابتسامة حازم وزفر بقوة وقال
.. طيب حضرتك هتسمح بالزيارة أمته يعني أنا كنت حابب أطمن عليها.
أجابه الطبيب وعلى وجهه ابتسامة هادئة
.. حاليا مقدرش أوعدك وأقولك هسمح بالزيارة أمته يعني مش قبل يومين علشان الحالة تكون استقرت وقدرنا نعرف أن كان جسمها هيقبل القلب ولا هيرفضه فلو ينفع اديني تلت ايام وبعدها هسمح لكم
تم نسخ الرابط