رواية كان لي.. بقلم منى أحمد حافظ.. الجزء الثالث والأخير
المحتويات
وقولت أشوف أخر رقم و.
قاطعته أمل بقولها
.. كتر خيرك بس لو سمحت كمل جميلك وقولي الأسعاف ودتها أنهي مستشفى.
أخبرها الرجل باسم المشفى وأنه سيرافقها لهناك شكرته وأغلقت هاتفها وأخبرتهم بحديثه معها وسرعان ما أبلغ أحمد والده بما حدث فطمأنه بأنهم على وشك الوصول إليها.
تهربت أمل من نظرات أحمد التي حاصرها بها وازدردت لعابها حين أعترض طريقها وطلب منها أن تجلس ليتحدث معها فانصاعت وجلست أمامه ليبادرها أحمد بقوله
أومأت بأعتراف حزين وأردفت
.. أنا عارفة أني غلطانة بس بصراحة يا أحمد أنا مقدرتش أسكت كنت حاسة أن هيجرالي حاجة لو متكلمتش معاه وقولت له اللي جوايا كان لازم يعرف هو بقى عامل أزاي فنظرنا كلنا لعل وعسى يفوق لنفسه قبل ما يخسر أكتر من كدا.
.. عموما لو محدش فينا جاب سيرة أنها كلمته مأظنش أن حازم هياخد خبر يعني هو مش صح أن أمل تخبي عليه بس منعا للزعل ما بينهم.
والتفتت ضحى وغمزت لخالتها نعمة وقالت
.. مش كدا يا خالتو.
.. وأنا مالي يا ضحى وهو أنت شيفاني رويتر هروح أوقع بين الجدع وخطيبته ماشي يا بت ثريا لما يجي كبيرك هقوله وهو يشوف له صرفه معاك قال وأنا اللي قعدت اتحايل على محمد علشان يعجل بكتب الكتاب عموما أنا هسكت لجل عيون الواد الحليوة اللي قاعد جانبك والجدع التاني جوز بنتي أمل إنما لو على جوز ال ...
.. وبعدين يا نعمة ما خلاص بقى أنسى زي ما أمل وأحنا نسينا.
ضحكت نعمة بتهكم وقالت ساخرة
.. وماله يا أم قلب طيب أنا مش عارفة أنت هتفضلي طيبة لحد أمته أنت وبناتك ولا الخيبة أمل اللي أول ما سمعت صوت المسهوكة بټعيط نسيت كل حاجة وألحقوها دا أنتو هتجننوني معاكم وليهم حق الناس يفتكروا أنكم على نياتكم وساذجين ويجيوا عليكم.
.. بس الطيبة مش عيب يا خالتو وبعدين أحنا لما بنتعامل بنتعامل علشان ربنا وبعدين لو الناس موقفتش جنب بعض وعلقوا لبعض المشانق هنعيش فغابة أحنا لازم نرحم بعض وصاحب الحق ربنا هيرد حقه ويعوضه على صبره دا غير أننا كلنا بشړ خلقنا ربنا وهو سبحانه وتعالى اللي هيحاسبنا وبعدين يا خالتو هو أنا ولا ضحى أتعلمنا الطيبة دي من مين ما هي منك ومن ماما أنتو اللي زرعتوا جوانا التسامح والرحمة.
.. أنا منكرش أني أندفعت وأتهورت لما فكرت أرد الأساءة بالأساءة بس الحمد لله لحقت نفسي قبل ما أغلط فحقنا كلنا ولما راجعت نفسي لاقيت إن تصرفكم مع إيمان كان صح الأب والأم عمرهم ما بيقدروا يقسوا على ولادهم وأنا مكنش ينفع أبدا أطلب منهم يرموها وهي ملهاش غيرهم.
ربتت ثريا وجنة ابنتها فالتقطت أمل يدها وقبلتها ليأتي تعقيب أحمد بقوله
.. أنا فخور بيكم وسعيد أنكم عماتي لإنكم كنز نادر وسط قبح الحياة.
احتضنته نعمة فقبل جبهتها وأردف
.. تعرفي أنك أول واحدة سامحت إيمان لما وافقتي أنها ترجع تقعد فالشقة تحت رغم أن كان سهل ترفضي بس حضرتك اللي مش بتحبي تبيني طيبتك.
ابتسمت نعمة بحرج وقالت
.. وهو أنا هعرف أغلب ابن أمجد فالكلام ربنا يبارك لي فيك أنت والبنات وميحرمنيش منكم أبدا يا رب.
بعدما ساد الهدوء بينهم تعالى رنين هاتف ثريا فأجابت بتمهل قائلة
.. السلام عليكم.
أجابها صوت فتاة مهتز يقول
.. وعليكم السلام بعتذر من حضرتك بس هل الأستاذة ثريا معايا.
أخبرتها ثريا أنها هي لتهتف الفتاة بصوت حزين
.. أنا أسفة لأتصالي مع حضرتك الممرضة المسئولة عن الحضانة اللي فيها أمل بصراحة أحنا حاولنا نتصل بالأستاذ خالد ومدام إيمان معرفناش نوصل لهم.
تسلل الخۏف إلى قلب ثريا فسألتها بقلق
.. هو في حاجة يا بنتي بصراحة صوتك قلقني.
أخبرتها الممرضة بأسف
.. البقاء لله يا مدام ثريا أمل بنت مدام إيمان أتوفت من نص ساعة فياريت حد يجي علشان يخلص الأجراءات ويستلم الچثمان قلبي معاكم وربنا يلطف بمدام إيمان.
سالت دموع ثريا وأخذ لسانها يردد بحزن
.. إنا لله وإنا إليه راجعون لا حول ولا قوة إلا بالله.
حاوطتها ابنتيها وقد نشب القلق أنفسهم وسألتها نعمة بأهتمام
.. في أيه يا ثريا حد جراله حاجة.
أجهشت ثريا في البكاء وأجابت بصوت متحشرج
.. أمل بنت إيمان أتوفت.
بهتت وجوههم وسكنت عيونهم الدموع وشهقت نعمة ولطمت صدرها وصاحت
.. كبدي عليك يا بنتي هتتحملي خبر زي دا أزاي
أجابها أحمد بعدما تحكم في حزنه
.. وأنتم روحتم فين يا عمتو.
انخرطوا في موجة بكاء جماعية فوقف أحمد
متابعة القراءة