رواية كان لي.. بقلم منى أحمد حافظ.. الجزء الثالث والأخير

موقع أيام نيوز

سريعا وقال
.. لأ أنا مش هتحمل الوضع دا في أيه يا جماعة دي أمانة وربنا استردها تاني أدعولها وبعدين ما تجمدوا كدا عموما أنا هروح أبلغ بابا علشان يشوف هيوصلوا لها الخبر أزاي.
بالمشفى وصل الخبر إليه فوغزه قلبه يدرك أنها حتما بحالة كرب تبكي كعادتها انسحب حازم بروية وهاتف حبيبته ليصدق ظنه فصوتها الباكي وهي تجيبه ألمهفسارع بحنو يقول
.. حبيبتي أهدي أرجوك أنا مش قادر أتحمل أبقى بعيد عنك وأنت فالحالة دي بالله عليك يا أمل حولي تتماسك.
قطع حازم كلماته حين سمع صخب فاستدار ليرى أحدهم ينهار أرضا ويجهش في البكاء فاستأذن من أمل لينهي حديثه مؤقتا وعاد إلى مكان محمد وأمجد ليجذبه أمجد من ساعده ويقول
.. دا خالد يا حازم عمك محمد أتصل وقاله أحنا فين ولما وصل بلغه پوفاة بنته.
تبدد هدوءه وسكنته غيره مفرطة أن يراه أمامه ويتعامل معه لهو فوق الأحتمال كاد يتحشاه ولكنه أرغم على مد يده إليه حين نفذ صبر محمد معه وهتف به بحدة لا تلائم الظرف قائلا
.. على فكرة اللي بتعمله دا حرام وبنتك اللي ربنا استرد وديعته فيها بريئة من تصرفاتك دي وبعدين مفروض أنك تجمد علشان خاطر زوجتك اللي فالعمليات وتشوف هتعمل إيه لما تعرف بالخبر دا غير أن لازم تتحرك وتروح على المستشفى علشان تخلص أجراءات الډفن.
صفعه صوته الحاد فرفع بصره بدهشة وحدق به ليدرك هويته دون أن يخبره أحد نيران ألتهمت قلبه لرؤيته لحازم خصمه الذي أستطاع سلبه أمل وكأن نظراته أخبرت حازم بما يدور بخلده فرمقه پغضب وسحب يده ليتدخل محمد سريعا ويقول
.. قوم يا خالد علشان تلحق تاخد البنت وتسافر تدفنها فمدافن العيلة دي بردوا فالأول والأخر حفيدتي وأنا أولى بيها وعلى ما تخلص كل حاجة هكون أنا بلغت الجماعة علشان يجوا يقعدوا مع إيمان لما تفوق. 
لازمت غرفة إيمان بعدما غادرت غرفة الجراحة تشعر بالحزن يتراكم بداخلها شجار حازم معها حين أخبرته باتصالها بخالد ورفضه بقائها بالمشفى بجوار إيمان واصرارها على البقاء فغادرها غاضبا وحزنها لما أصاب إيمان فلولا تدخل العناية الألهية لكان الڼزيف تمكن منها وتسبب بخسارتها للرحم وحرمانها من فرصة الأنجاب مرة أخرى لتصدم بخبر ۏفاة ابنتها فاڼهارت مما اضطر الطبيب لمدها بجرعة من المهدأ زفرت أمل بسخط لعاندها غير المبرر.
وكما كان الخۏف يراود حازم راود أحمد فاشتعلت غيرته أن يظهر إيهاب إلى جوار صديقه فأصر على ضحى بالعودة مع عمته نعمة وتفهمت ضحى رغبته.
وما أن هدأ الوضع جلس محمد بجوار ابنته وعاتبها برفق قائلا
.. ليه رفضتي تروحي مع خالتك وأختك يا أمل وليه اتمسكتي برأيك وعاندتي حازم على فكرة العناد دا هو أساس المشاكل كل واحد يا بنتي عايش فالدنيا شريك ولو عاندنا يبقى على الدنيا السلام الندية اللي وقفتي بيها لحازم مرفوضة مش علشان هي مش من حقك لأ علشان أنت استغليتي حقك غلط وقفتي أدام الكل وقولتي لأ.
نكست رأسها بحرج فهي وعت خطأها ولكنها لم تتمكن من التراجع انتبهت لربتة والدها على ساقها فنظرت إليه لتسمعه يضيف
.. كلمي خطيبك يجي ياخدك ويروحك ولو على إيمان فاطمني ولدتك هتبقى معاها وأنا كمان يعني مش هنسيبها لوحدها.
احتضنته أمل وقبلت مقدمة رأسه وقالت
.. ربنا ميحرمنيش منك يا بابا أنا والله ما عارفة من غيرك كنت هعمل إيه وأرجوك تسامحني على غلطي فحقك بس أنا حقيقي مقصدتش أعاند أو أتعامل بندية أنا يمكن لإن إيمان استنجدت بيا فأنا كنت حابة أكون معاها كنوع من التكفير عن غلطتي لما كلمتها بعجرفة.
استأذنها والدها وولدتها للذهاب للصلاة وجلست أمل بجوار إيمان بوجه متجهم بعدما رفض حازم التحدث معها لتنتبه لصوت إيمان الواهن يقول
.. ربنا انتقم لك مني وأخد لك حقك حرمني من بنتي ومن أني أحضنها زي ما حرمتك من خالد و...
وضعت أمل كفها فوق شفتي إيمان وأردفت بحزن
.. أستغفري ربنا يا إيمان وأعرفي إن بنتك كانت وديعة وربنا استردها وبعدين ربنا رحيم بعباده ومش بينتقم من حد على حساب حد تاني استودعي بنتك عند ربنا وارضي بحكمه واصبري علشان تنولي غفرانه وعوضه وصدقيني بكرة ربنا هيعوضك بالذرية الصالحة وهيبقى عندك ولاد كتير يملو عليك حياتك المهم أنك تبقي الأم اللي تستحق الكلمة.
ذرفت إيمان الكثير من الدموع وأردفت بصوت منكسر
.. بس أنا مش هيبقى عندي يا أمل أنا خلاص مبقتش قادرة أكمل الحياة دي مبقتش عايزة أعيش حياتي مع البني آدم دا تاني خليه يطلقني ويسيبني فحالي خصوصا بعد اللي بيربطني بيه ما راح.
لم تدر أمل أتواسيها أم تؤيد قرارها ولكنها ارجعت الأمر لعقلها لتحدثها ببعض التعقل قائلو
.. يعني يا إيمان بعد كل دا تقولي عايزة أطلق أنا مش عارفة هو الجاوز لعبة يوم حلوة ماشي ويوم مش تمام يبقى طلاق بصي أنا مقدرة الحالة اللي أنت فيها
تم نسخ الرابط