رواية كان لي.. بقلم منى أحمد حافظ.. الجزء الثالث والأخير

موقع أيام نيوز

البيت حضروا نفسكم علشان هنرجع مصر أحنا كمان.
وفي إحدى قاعات الأنتظار بأرض المطار جلست أمل تنتظر وبجوارها مندوب من السفارة فهي ما أن خطت إلى داخل السفارة وقدمت نفسها وأدركوا هويتها حتى سارع الجميع بالعمل على مساعدتها وبعد أنتظار لم يتعدا الدقائق وجدت السفير بنفسه يستقبلها إلى مكتبه لتخمن أمل أنه تحدث إلى خالها فمعاملته لها وترحبيه بأعادتها إلى مصر لم يكن بالأمر السهل هكذا ولكنه تم بسبب صلة خالها تم كما تريد.
وها هي تجلس داخل الطائرة تساعدها المضيفة على الجلوس باسترخاء وزفرت أمل وأغمضت عينيها أمام الأهتمام الذائد بها لتوقن أن خالها سعى من أجل تنفيذ رغبتها على الرغم من رفضه. 
عاد أمجد إلى منزله يشعر بالثقل لتلبيته رغبة أمل رغم حالتها الصحية المتأخرة ليقابله أحمد وعلى وجهه ملامح الحيرة وسأله ما أن وجده يجلس بصمت
.. بابا طمني لاقيت أمل فالسفارة زي ما قولت.
أومأ أمجد ونظر إلى ابنه وقال
.. السفير كلمني وأنا فالطريق له وقالي أنها عايزة ترجع مصر مش عارف ليه لحظتها لقيت نفسي بقوله نفذ لها اللي هي عيزاه وساعدها ترجع مصر على أول طيارة ووقفت فنص الطريق ورجعت تاني ومن دقيقة بلغني أنها ركبت الطيارة على مصر.
جلس أحمد أمام والده وقال
.. طيب وأحنا هنسافر ولا حضرتك ناوي على أيه.
زم أمجد شفتيه وأجابه بحدة طفيفة
.. هسيب لها الوقت علشان تتصافى مع محمد وهأجل السفر يوم ودلوقتي أتصل لي بحازم شوف أختفى فين هو كمان علشان نرتب نفسنا.
حاول أحمد التواصل مع صديقه ولكنه فشل فقرر الذهاب إليه ليقينه أنه أختار الأبتعاد عن أمل ليتيح لها الفرصة لتهدأ على الرغم من أحساسه هو بالألم.
.. مينفعش تستسلمي للضعف دلوقتي خلاص وقت الندم والتراجع فات وعدى من ساعة ما قررتي ترفضي كل حاجة وترجعي ولا عايزة يتقال عليك ضعيفة زي ما إيهاب قالك فوقي يا أمل ووريهم كلهم أنك مش لعبة بيحركوها زي ما هما عايزين أنت مش عروسة مريونت ولا كم مهمل أنت لازم تثبتي لهم أنك قوية وقادرة تواجهي الكل حتى لو ھتموتي بعدها 
لازم تبثبتي إن أمل الضعيفة المستكينة ماټت وأنتهت للأبد لازم تخليهم يتحسروا أنهم خسروك وتكشفي لهم غلطهم لما سمحوا لها ترجع بينهم تاني هما أختاروها على حسابك ومهما كانت أسبابهم مكنش لازم يغلطوا أبدا الغلطة دي علشان أنا اللي بنتهم مش إيمان لازم يعرفوا أنها سړقت حياتك وكانت عيزاكي تفضلي عايشة فالضل من غير أي شخصية أجمدي يا أمل وأياك تسمحي أنك تكوني ضل يختفي لما النور يروح.
انتفضت أمل حين أرتفع صوت السائق يقول
.. أحنا وصلنا يا أنسة تحبي حضرتك أنده لك حد يساعدك. 
رمته بنظرات حادة وأجابته برفض
.. لأ طبعا أنا مش محتاجة لأي مساعدة من حد.
ختمت قولها ومدت يدها إليه بالمال وغادرت سيارته سريعا وولجت إلى منزل خالتها ووقفت تتطلع إليه ساخرة وصعدت درجات سلمه ببطء حتى توقفت أمام باب شقة خالد السابقة وطرقت بابها مرة واثنتان وأنتظرت.
وبالداخل تعجبت إيمان واتجهت بخطى مترددة نحوه تتساءل عن هوية الطارق وهمست بحيرة
.. معقول يكون خالد لأ بس معاه مفتاح. 
حسمت أمرها وفتحت الباب ووقفت أمام أمل متسعة العين لا تصدق أنها تراها أمامها لتقابل أمل نظرات الصدمة بأخرى محتقرة وبادرتها بقولها الساخر
.. إيه هتفضلي واقفة متنحة فيا كدا عموما ليك حق تتنحي المهم هتدخليني ولا البيه جوزك جوا وغيرانة عليه أحسن يشوفني ويحن لي وينساك.
احمر وجه إيمان حرجا وابتعدت عن الباب وأفسحت لها الطريق فولجت أمل وهي تشعر بقشعريرة باردة تسير بجسدها فالمرة الأخيرة التي تواجدت هنا غادرتهم منكسرة ذليلة فشمخت برأسها بكبر وأكملت سيرها برأس شامخ.
ازدادت حيرة إيمان لرؤيتها أمل تتجه صوب غرفة خالد القديمة ولجلوسها فوق مقعده المعتاد واضعة ساق فوق الأخرى رومتها بنظرات ساخرة وباغتتها قائلة حين خفضت رأسها
.. برافو عليك يا إيمان أهو أنت عملتي الصح لما وقفتي أدامي وراسك فالأرض أصل دا مكانك الطبيعي أن نظرك يكون فالأرض علشان دا مقامك.
أثارت كلماتها حفيظة إيمان فرفعت عينيها بحدة وقبل أن تنبث بكلمة هاجمتها أمل بقولها
.. هشش وفري كلامك علشان أنا مش جاية هنا اسمعك أنا أساسا مش عايزة لا أسمع صوتك ولا حتى نفسك وبصراحة مش عايزة ألوث وداني بصوتك فياريت تخليك واقفة كدا وأنت حاسة بالحقارة لنفسك وعينك متترفعش ولا تبص للي أعلى منها.
تمردت إيمان عليها واتجهت صوب مقعدها الأخر وجلست فوقه بتحدي واضح فڼهرتها أمل بصوت قاس أرهب إيمان وجعلها تنتفض من مكانها حين قالت
.. أنا مأمرتكيش تقعدي قومي أقفي أنت مش فبيتك علشان تفتكري أنك صاحبة ملك وبلاش تنسي نفسك أنت واحدة جاية من الشارع واحدة قليلة الأصل لميناها وسطنا وعضت إيدنا زي أي حيوان.
صڤعتها أهانة أمل واتسعت عينيها پصدمة فهي لا تصدق أن تلك التي تجلس أمامها
تم نسخ الرابط