رواية كان لي بقلم منى أحمد حافظ الجزء الثاني
المحتويات
تحتاج أن تكون بمفردها لتفكر في أمر خطبتها جلست ضحى بغرفتها تحاول الخروج من دائرة الصراع الذي أجتاح داخلها فهى دفنت مشاعرها بعدما وئدها أحمد منذ صغرها وجعلها تغلق قلبها بوجه أي حب يصادفها لتتقبل تقدم إيهاب بتفكير عقلاني بحت وتعايشت معه لتكتسب مع مرور الوقت مشاعر الرضى لوجود إيهاب معها بشخصيته الحنونة ولكنها الآن تواجه ما فجره أحمد بداخلها فلماذا أختار هذا الوقت ليذكرها بما مضى بات ثقل الأفكار يعذبها تتمنى لو عادت الأمور لطبيعتها مرة آخرى.
.. ياترى الجميل اللي حابس نفسه له يومين وحرمني من نور شمسه مش ناوي يخرج ويقعد معايا .
اتجهت ضحى صوب باب غرفتها وهي ترسم ابتسامة واهية فوق شفتيها واستقبلت خالها باضطراب كان جليا لعين أمجد فأجابت عليه قائلة
.. أنا مش حابسة نفسي ولا حاجة يا خالو كل الموضوع إني كنت بفكر وبسأل نفسي أنا هعمل إيه فحياتي أصل يعني أنا مش هفضل هنا ولا حضرتك ناسي إن ورايا سنة دراسية أخيرة.
.. وياترى وصلتي لنتيجة بتفكيرك لوحدك.
اومأت ضحى وهي تفرك كفيها وقالت
.. أنا ناويت أدي نفسي فرصة مع إيهاب يعني هو إنسان طيب وبيحبني دا غير أنه مكافح وأخلاقه كويسة يمكن بس الخلاف اللي زعلني منه إنه خبى موضوع خالد وإيمان بس أنا هلتمس له العذر لإنه كان فموقف حرج أدامنا.
.. وهو يعني مكنش ينفع تفكري غير وأنت حابسة نفسك ولا مكنش ينفع إنك تفكري مثلا وأنت فالجنينة تحت أو فمكان حلو على البحر أو فالمحتف وتفكري فأحمد.
تجمدت ضحى بوقفتها وقالت بتلعثم
.. و أ حمد إ يه د خله.
أجابها أمجد بصوت جاد
.. أحمد له كل دخل بصي يا ضحى أحمد زمان أول ما جينا هنا كان متمرد ورافض وجوده وكان عاوز يرجع بأي شكل ولما سألته قالي ضحى ومقلش غير كدا وبصراحة وقتها أنا شفت إن الوضع مكنش ينفع كنت شايف إنه مراهق مش عارف طريقه وأنت طفلة فعيني وأنا وقتها كنت محتاج إني أهرب من أي حاجة تفكرني بمۏت ليلى حبيبتي فتعمدت إني أشغله ومسبلوش أي فرصة أنه يفكر غير فدراسته وبس وللأسف مكنتش عامل حسابي إنه قفل حياته وقلبه عليكي ويكن عملت حاجة من وراه أذتيه بيها وأذيتك أنت كمان أنا يا ضحى اللي بعت لك الجواب الأخير بدل أحمد علشان تنسيه وعلشان أخرجك من جواه حاولت معاه مرتين وأجبرته إنه يرتبط بغيرك رفض لحد ما عرف إنك سبتي إيهاب لقيته دخل لي المكتب وبيقولي أبعت هات ضحى عندي هنا لإني مش هسمح لك تضيعها مني تاني وكفايا سبتك تضيعها مني زمان فشوفت إني لازم أصلح غلطتي فحقكم وبعت أجيبك علشان أديكم فرصة لعل أقدر أعوض اللي خربته زمان.
.. يا ضحى أنا لأول مرة أكون خاېف أخسر ابني أول مرة معرفش طريقه لإنه من وقت ما خرج بعد كلامه معاك مرجعش البيت وأنت هربتي وحبستي نفسك فأوضتك.
ألتفت ضحى ووقفت أمام خالها لتصدمها عيناه الدامعة فارتمت بين ذراعيه وقالت بصوت منتحب
ربت أمجد فوق ظهرها بحنو وقال
.. عايزة تهربي يا ضحى أنت كمان طيب ليه وأنت بتحبي أحمد زي ما هو بيحبك ولا فكراني مقتنع إنك ناوية ترجعي لإيهاب.
تشبثت ضحى بخالها بضعف وهمست بتيه قائلة
.. أنا معدتش عارفة أي حاجة يا خالو وخاېفة.
وازداد توتر أمجد لفشله للتوصل لمكان أحمد ورغم محاولاته ألا يكشف عن حزنه إلا أن ضحى حملت نفسها الذنب كاملا وبات الأمر من سيء لأسوأ بعد تحاشى حازم لأمل تأثرا بأختفاء صديقه.
وفي صباح اليوم الثامن ولج أحمد بهيئة مشعثة وذقن نام بعشوائية وقد أحاطت دوائر سوداء بعيناه دلت على أرقه وسهره وقف أحمد أمام والده ليتفاجأ بصفع أمجد له فشهقت أمل وضحى من هول الموقف وتجلت الصدمة فوق ملامح أحمد حين أحتضنه أمجد وهو ينتحب بين ذراعيه ليزداد كرب أحمد وحزنه بعد ا
دراكه قسۏة اختفاءه وتأثر والده بفراره فهمس بندم واضح
.. أنا آسف يا بابا أنا بس كنت محتاج أكون لوحدي شوية فمشيت من غير ما أحسب نتيجة أختفائي عليك سامحني يا أبو المجد واعتبرها أخر غلطة.
زفر أمجد بحزن وأبعد ابنه عنه ووقف يبادله النظرات وقال
.. أنا أول مرة أتوجع
متابعة القراءة