رواية كان لي بقلم منى أحمد حافظ الجزء الثاني
المحتويات
ورمته بنظراتها القاتمة وجذبت رسغها منه بقوة ورفعت سبابتها أمام وجهه محذره إياه من التمادي معها وحركت شفتيها پغضب تخبره بكلمات صامته
.. إياك تنسى نفسك وتلمسني تاني وافتكر كويس تصرفاتك قبل كدا عملت فيا إيه قبل ما تتطاول عليا تاني وبعدين هو أنا مش وصلت لك رسالتي بأكتر من طريقة إني رافضة أشوفك أو أكلمك ولو مش قادر تفهمني فأنا هعيدها تاني أنا وأنت مافيش بينا أي حاجة تستدعي إننا نتكلم أنت بالنسبة لي مجرد صاحب ابن خالي يعني غريب عني فاهم يا أستاذ حازم أنت غريب ودا مكانك عندي ومش هيتغير أبدا عن إذنك.
استدار مرة أخرى وأسرع إلى مدخل الفيلا الأمامي وطرق باباها بإلحاح أجفلها طرقه المستمر فهي ما أن أبتعد عنها أغلقت الباب وأستندت إليه تمالكت رجيف قلبها وعقدت حاجبيها وفتحت له من جديد ليصدمها حازم تلك المرة وهو يلوح بجزء الورقة المحترق أمام وجهها ازدردت لعابها وهمت بتوبيخه لتلصصه عليها فلم يدع حازم لها الفرصة ووضع إصبعه فوق شفتيها ليدرك فداحة خطأه فلمسته لشفتي أمل أربكه تجمد كلاهما وتهدجت أنفاسهما سويا ازدرد لعابه وهو يخطو ليدنو منها أكثر سرت قشعريرة غريبة بداخلها جراء تلك اللمسة أغمضت عيناها فتسارعت أنفاس حازم وبات قلبه يرجف بقوة فلم يعد بوسعه شيء أمام سيل مشاعره الذي تفجر ليهمس أمام وجهها بأعترافه رغما عنه
انتفضت وفتحت عينيها لا تصدق بأنه همس بها لم تكن تريده أن يؤكد خطأها بحبه لها دمعت عيناها وبدت كمن ېحترق هزت رأسها بالرفض واولته ظهرها الټفت فلم يعد بيده شيء فقد سبق السيف العزل وأخبرها بمشاعره لاحقها بعيناه وأحزنه بكاءها فمد يده ليكفكف دموعها ولكنها قبضت على يده ومنعته من لمسها لتخبرها عيناه بمشاعره وحين هم ليهمس مرة أخرى لم تشعر أمل أنها صاحت برفضها
لم تدري أمل من منهما تفاجيء كلاهما ارتسمت الصدمة على وجههما.
صدمة أمل التي تفاجأت بصوتها يعود إليها فأعادت الكلمة بتلقائية تختبر صوتها وقالت
.. لأ.
وصدمة حازم لجرحه حين أدرك بأن أعترافه كان بمثابة الصدمة التي أعادت صوتها إليها لتعلن رفضها لحبه بقوة.
غفلت أمل عن وجه حازم المهزوم وفرت دموعها لا تصدق بأنها عادت تتحدث فابتسمت ببلاهة وحدقت بوجه حازم وسألته بعفوية
أبتلعت كلماتها وشحب وجهها ما أن لمحت عيناه لتدرك فداحة ما فعلته فهي رفضته قولا وفعلا ازداد تجهم وجه حازم وعيناه تكتسي بسحاب قاتم ليزيد حازم من إحساسها بالذنب تجاهه حين همس بصوت ساخر يخفي تألمه
.. أنت مش بتتخيلي يا أمل أنت فعلا أتكلمتي وتعرفي صوتك طلع حلو زي ما كنت حاسس رغم إنك قولتي لأ.
.. لأ ليه يا أمل
لما لم يرحل ويكفيها المزيد من الألم لما يصر أن تزيد من ۏجع كلاهما عليها أخباره لتغلق صفحته فجاء صوتها يخبره بتردد أغضبها
.. علشان أنا أنا أساسا مش جاية هنا أحب و ولا عاي زة أحب أنا جيت علشان أ أ.
لعنت ترددها ونهرت نفسها لمجازفتها تلك أما حازم فترقب حروفها المهتزة وحين ازداد تعلثمها استدار ليواجهها ويكمل عنها ليطيح بتعقلها تماما وهو يضع جزء الورقة المحترق براحة يدها ويقول
.. خليكي صريحة وأعترفي إنك جيتي علشان ټحرقي مذكراتك مع خالد يا أمل.
خفضت عيناها وحدقت بيدها فقبضت بقوة فوقها وجعدتها وألقتها أرضا أمامه پغضب وصاحت بعصبية تقرظه بلسانها
.. وأنت يخصك بإيه أنت
متابعة القراءة