لم يبق لنا إلا الوداع..بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
وكمان معانا.
عقدت هالة حاجبيها وسألتها باستغراب
واحنا مالنا وهو الموضوع يخصنا احنا كل اللي هنعمله نستنى الفرصة ونقول لبابا.
هزت نهلة رأسها وأردفت بقلق
لا يا هالة الموضوع هيخصنا ولو بابا عاقب منار احنا كمان هنتعاقب معاها دا غير أنه هيشك فينا وهيخاف لتكون واحدة فينا بتعمل زيها من ورا ضهره وهيراقبنا وممكن يحبسنا معاها ولا أنت فاكرة إنه لما يعرف هيخليها تخرج عادي بصي بلاش أحسن وخلينا نتكلم معاها و...
حيلك حيلك هي مين اللي نتكلم معاها الشيخة منار اللي دايما تقول حلال وحرام وبعدين هو من أمته بتقولي على حاجة بنتفق عليها لا ومش عايزة تشاركيني فيها
تجهم وجه نهلة وتطلعت لعين شقيقتها وأجابت
من بعد اللي عملناه فالمدرسة يا هالة ولا أنت مش حاسة بالذنب بعد اللي حصل لمها بسببنا
مها زي منار هما اللي غلطوا مش احنا وكل واحدة فيهم تتحمل نتيجة غلطها.
ازداد إحساس نهلة بالذنب وانهمرت دموعها وأردفت
لا يا نهلة بلاش تكابري في الغلط احنا كمان غلطنا لما كشفنا سر مها أنها بتقابل ولد وخلينا المديرة هزئتها والكلام وصل لوالدها وعرفنا أنه ضربها ودخلت المستشفى ولحد دلوقتي مبتجيش المدرسة ولعلمك ميس رجاء لما اتكلمت عن الستر واللي بيفضح الستر في الطابور كانت تقصدنا ورغم غلطنا محبتش تفضحنا زي ما عملنا ومن وقتها مش عارفة أنام وبحلم بكوابيس وخاېفة من ربنا وحاسة إنه هيعاقبني علشان كده أنا مش هعمل حاجة تاني وهبطل.
أفهم من كلامك إنك مش عايزة تبقي معايا وناوية تسمعي لكلام ميس رجاء.
صمتت هالة لثوان ورفعت حاجبها بتحد وأضافت
تمام يا نهلة براحتك بس خليك فاكرة إنك أنت اللي بتخلفي بوعدك معايا وبتبعدي عني وبعد كده لما أتغير فمعاملتي معاك متبقيش تزعلي.
مع مرور الأيام انهمكت منار في مذاكرتها واشتد تمسكها بحلمها لتسير على درب أمجد خاصة بعد اختلاف الوضع معها فمنذ وافقت على شروطه وهو يهاتفها ليلا ولكنه وعلى خلاف عادته لا يطيل حديثه ويمضي معظمه بحثه لها على المذاكرة ولدهشتها لم يطلب منها ولو لمرة مقابلتها فأزعجها الأمر ويوما بعد يوم ازدادت ريبتها وظنونها ونهشتها الغيرة كلما أتى على ذكر ليان فقررت المجازفة وهاتفته على غير عادتها وسألته مباشرة قائلة
بوغت بسؤالها ومع محاصرتها له لم يستطع التهرب فطلب منها مقابلته أعلى سطح البناية استجابت منار لطلبه وتسللت لأعلى بعدما طمأنت نفسها بنوم الجميع خطت منار بحذر ففاجأها أمجد بجذبه إياها واضعا كفه فوق ودفعها نحو إحدى الزوايا البعيدة عن العين ووقف يحدق بملامحها التي اشتاق إليها كثيرا ولاحق تسارع أنفاسها التي نافست أنفاسه سرعة بينما حاولت منار تهدئة روعها وهربت بعينيها منه وازدردت لعابها فابعد أمجد يده عن ثغرها ومس ذقنها ورفع وجهها ونظر بعينها وأردف
أومأت منار بحرج ونظرت باتجاه أخر هربا من نظراته فأمرها بالنظر إليه وهو يضع يدها فوق قلبه وأضاف
أول سبب حاولت اقنع نفسي بيه أني مشغول بمشاريع الكلية والمذاكرة علشان الامتحانات اللي قربت لكن لو عايزة الحق فأهم سبب هو أني حطيت نفسي مكانك وفكرت بدماغك فساعتها فهمت ليه مينفعش أكون معاك لوحدي أولا علشان لو حد شافك معايا هيتكلم والكلام هيوصل لعم شهدي وطبعا وقتها هيعاند ويرفض ارتباطنا ثانيا خۏفي من نفسي عليك لأضعف لما أشوفك زي ما أنا حاسس دلوقتي بضعفي وأنت واقفة قصادي وحاسس بأنفاسك وبقلبك اللي هيجري من جواك من الخۏف عرفتي بقى ليه بطلت أشوفك
أحست منار أنها ڠرقت حد الثمالة بعشقه وودت لو تقفز من فرط سعادتها لتفهمه سبب ترددها وخۏفها ولكن سرعان ما تلاشت فرحتها بتذكرها ليان فعقدت حاجبيها وسألته بغيرة
هي مين ليان دي يا أمجد
كان يعلم بأنها ستسأله عنها لا محالة لهذا رتب أفكاره وإجاباته فأجابها مبتسما
ليان تبقى زميلتي فالكلية من فترة طلب مني دكتور عوض مني إني أضمها لفريقي فاستغربت ولما عرفت أنها بنت دكتور كبير وله مكانة ونفوذ وقتها افتكرت إنها استغلت مركز والدها لكن بعد كده فهمت أنها كانت مع فريق زميل تاني معروف إن أسلوب تعامله مع البنات مش كويس وإنه تقريبا تطاول عليها فطلبت تتنقل ودكتور عوض هو اللي قالها عليا.
تفهمت موقفه واوصته بالحذر في التعامل معها فابتسم لبرائتها وأدرك من حمرة وجنتها أنها تعاتب نفسها لريبتها به وأحس بالنشوة حين احنت رأسها واعتذرت لظنها السيئ به فاقترب منها حد الالتصاق وقبل أن يميل بوجهه نحوها فوجئ بوالدها يتطلع إليهم بعيون متسعة من هول
متابعة القراءة