لم يبق لنا إلا الوداع..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

مش قادر أسمع صوتك ولا متحمل أشوف وشك وبدل ما أنت قاعدة تتبجحي قصادي إنه محاولش يلمسك روحي استغفري وتوبي عن الذنوب اللي مغطياك بكلامك معاه ولا يا أستاذة ياللي بتروحي دروس الفقه والدين متعرفيش إن كلامك معاه من البداية حرام. 
دفعها عنه فارتطم رأسها بالطاولة ولكنها لم تهتم بألمها وتطلعت نحوه باكية وأمام نظراته المحتقنة بغضبه نكست رأسها فسمعته يضيف بحسرة
أنت لا عملتي حساب لربنا ولا عملتي حساب لسمعتي وشيبتي وكنت لازقة فحضنه على الملأ ومفكرتيش إن لو حد شافك من الجيران كان زمان سيرتك على كل لسان. 
حاولت منار استجداء عفوه ولكنه تشبث برفضه وحكم عليها بملازمة غرفتها وبعدم مغادرتها المنزل حتى لدروسها ظل شهدي بغرفته يسير بلا هوادة حتى تذكر أمر هالة فاتجه إلى غرفتها وولجها فهبت الفتاتان پخوف وحين أحكم شهدي غلق الباب ونزع حزام بنطاله أصابهم الفزع فانهال عليهم ضړبا حتى أفرغ شحنة غضبه ووقف يتطلع إليهم باشمئزاز ونفور وأردف
من النهارده لو عرفت إن واحدة فيكم نقلت حرف ولا قالت كلمة عن حد مش هكتفي بضربها لا أنا هحلق لها شعرها وهكسرها لحد ما تعجز عن الحركة وهقطع لسانها طالما مش عايزين تحترموا نفسكم وتبطلوا نقل كلام وفتنة واعملوا حسابكم أنا خلاص قاعد لكم وهربيكم من أول وجديد ويا تتعلموا الأدب يا هدفنكم وأخلص منكم قبل ما تفضحوني بين الناس. 
لم يغمض لشهدي جفن طوال الليل فكيف ينام وكرامته استباحت على يد ابنته وربيبه الذي ظنه سيصون معروفه معه ألم أحتشى بقلبه ودمعة ألهبت عينه زفرة حارة غادرت حلقة صاحبها تأوه مكتوم والتفاتة نحو صورة جمعت بينه وبين زوجته الراحلة فخفض بصره بخزي وأردف
معرفتش أصون الأمانة يا حنة واتكسرت بنتك اللي كنت حاطط عليها أمل كبير غدرت بيا.
ترك فراشه ووقف أمام الصورة واستطرد
أكيد أنت حاسة بيا وبوجيعتي لحظة ما شوفتها وهي... مش قادر أنطقها يا حنة ولا عارف أنسى صورتها وهي بالمنظر دا أنا كان عندي أموت ولا أشوف واحدة من بناتي بتدوس عليا بالشكل دا.
لم يدرك شهدي أن دموعه انفرطت وسالت فوق وجنتيه وهو يردد بأسى
قوليلي أعمل إيه يا حنة أنا شيطاني بيوسوس لي أنها مرمغت شرفي فالطين ومصورلي عنها حاجات بشعة لدرجة أني حابس نفسي هنا علشان مروحش أقتلها وأخلص من عارها.
أغمض عينه مستغفرا وغادر غرفته واجه إلى المرحاض ليتوضأ بعدما أحس بنيران الظنون تنهشه وأسرع إلى غرفته يناجي ربه لعله يطفأ عنه فتنة ظنه ذاك.
وفي اليوم التالي تجنب شهدي الحديث إلى بناته ولزم غرفته حتى أخبرته رنا بسؤال أمجد عنه فتطلع لساعة يده وغادر دون أن ينبث بكلمة واتجه نحوه وأشار إليه بجمود أن يحلق به وجلس مكرها أمامه واستمع لطلبه المهتز ليد ابنته فوافقه دون جدال وأخبره بجمود أن يرتب أمره ليعقد قرانه عليها فور انتهاء اختباراتها وقبيل مغادرته طالبه بالالتزام بعدم رؤيته لابنته حتى موعد عقد القران فوافقه أمجد ووعده كبادرة منه لاستعادته ثقته به مجددا.
واستمر الحال أسابيع طويلة فاتر وصامت بين منار ووالدها الذي لم يتقبل أيا من محاولاتها بطلب الصفح بل وشمل أبنائه جميعا بمعاملته الصارمة فباتوا يخشون غضبه عليهم وسعوا لإرضائه بتغيرهم في بادئ الأمر تجنبا لعقاپ الضړب الذي انتهجه معهم ليتحول تغيرهم هربا من العقاپ إلى التغير حبا بصلاح النفس وسعيا لكسب الاحترام بدء بجدية أحمد الذي استعاض بشرح معلمين بعض مواقع السوشيال ميديا عن الدروس الخصوصية توفيرا للمال وشارك شقيقاته واجباتهم المنزلية وتقرب من رنا التي وعلى العكس منهم انعزلت ولزمت الصمت وأصبحت كلما لمحت والدها تهرع إلى فراشها وتنكمش پخوف في حين أصلحت نهلة ذات البين بينها وبين منار ولازمتها معظم الوقت وواظبت على صلاتها وشغلت أوقات فراغها بتعلم أمور دينها الغافلة عنها بينما تابعت هالة ما يدور بتمرد ورفضت محاولة نهلة لفت انتباهها لما تفعله من خطأ وأصرت على موقفها العدائي الغير مبرر منهم.
كل هذا ومنار تدور بفلك ندمها يأكلها الذنب فباتت تصلي وتستغفر ليل نهار ولكنها باتت على يقين أنها لم تكفر عن ذنبها بحق والدها بعد وأن عقاپ الله لها لم يحن موعده. 
وبعالمه وبعدما اطمئن أمجد أنها أصبحت له أرسل إليها يخبرها أنه سيلزم وعده لوالدها ويكف عن الحديث معها حتى موعد عقد قرانهم وعليها تحمل فراقه ومساعدته ليثبت جدارته بها وحثها على التحمل والجلد حتى تحين له الفرصة ويصلح ما فسد بينها وبين والدها ويستعيدا ثقته.
وعلى الجانب الآخر سعى لترسيخ أقدامه بمنزل ليان فعمل على توطيد أواصر الصداقة بينه وبين والدها فشاركه ألعابه المفضلة وسمح له في الكثير من الأحيان بالفوز عليه حتى بات أمجد بمثابة الأبن لضياء وتردد صدى علاقته به بدائرة أصدقائه وأساتذته والمحيطين به فتبدلت معاملتهم له تقربا لضياء أما ليان
تم نسخ الرابط