لم يبق لنا إلا الوداع..بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
واريحهم.
جال شهدي بعينه فوق ملامح عادل المجهدة ولاحظ عينه التي أحاط بها السواد فمال نحو أذنه وأردف
عايز تسمع نصيحتي علشان ترتاح
أومأ عادل بلهفة كالغريق الذي وجد قشته فابتسم شهدي بمكر وأردف هامسا
أخبط دماغ الاتنين فبعض وقول لهم أنك زهقت من الوضع وهتاخد الولاد وترجع لوحدك وخد ولادك من الشقة وروح أقعد يومين فأي حته استجم وغير جو وأقفل موبايلك وسيب الوساوس والخۏف يعلمهم الدرس طالما الاتنين بيعاندوا فبعض على حسابك.
أنا هعمل بنصيحتك يا عمي وهاخد الولاد يومين عن إذنك.
ومن مكانه لمح شهدي ابنته الصغرى فأشار إليها وأردف
عايز وكالة روتير تذيع إن أبيه عادل ناوي يرجع الكويت بالولاد لوحده وأنه قرر يريح دماغه ويسيب عفاف ووالدته هنا دا غير أنه ناوي يروح شرم يقضي يومين استجام مع الولاد قبل ميعاد السفر هتعرفي ولا أشوف وكالة غيرك
اعتبره حصل يا والدي بس بشرط لا هو مش شرط هو تمن خدمات لو أبيه عادل ناوي يروح شرم بجد توافق أني أروح معاه.
مد شهدي يده وقرض أذنها قائلا
بتساوميني يا رنا.
حاولت رنا تخفيف ضغطه على أذنها قائلة
مش بساومك يا والدي بالعكس دا أنا هساعدك على اللي أنت عايز تعمله فعفاف وهساعدك فموضوع سامر كمان.
ربنا ميحرمكش مني أبدا يا بابا.
وتم لشهدي ما يريد وزكت رنا نيران الغيرة يوما تلو الآخر بقلب شقيقتها عفاف التي حاولت التماسك ولكنها لم تستطع فزوجها قرر هجرها وما زاد الأمر سوء عليها هو عدم مبالاة ابنائها وكأنهم سعداء بقرار والدهم بإقصائها عنهم بتلك اللحظة ربتت منار كتفها وأردفت
رفعت عفاف وجهها إليها وأردفت
وأنا عمري ما قلت إن عادي بيظلمني لكن وجود والدته وتدخلها فكل كبيرة وصغيرة خنقني يا منار دي مش بتسيب حاجة إلا وتسأل وتدخل وعايزة تمشينا على مزاجها وأنا تعبت أعيش حياتها هي على حساب حياتي.
تابعت منار حركات شقيقتها المضطربة وأردفت
حدقت عفاف بها بتساؤل فزفرت منار قائلة
مشكلتك أنك شيفاها عايزة تعيشك على مزاجها علشان كده مش متقبلة أي حاجة منها وهي شايفة أنك أخدتي ابنها منها خصوصا لما سافر وسابها علشان كده كل واحدة فيكم شايفة التانية عدوتها على الرغم من إنك لو سألتي نفسك هتعملي إيه كمان كام سنة لما ولادك يكبروا وكل واحد يعيش حياته وتلاقي نفسك بعيد عنهم هتعرفي أنها ست فجأة لقت نفسها لوحدها بعد ما ولادها كل واحد بعد عنها والحياة سرقتهم منها.
حبيها يا عفاف واتقبلي وجودها واحتضنيها واتعاملي معاها على أنها ماما وقتها هتلاقي حياتك بقت أسهل وأريح وكل واحدة بتكمل التانية علشان الحياة تمشي وازرعي جوا ولادك أزاي يبروا بيكم ببرك بوالدة عادل.
غادرت منار غرفتها فوجدت والدها ينظر إليها سعيدا فابتسمت بحرج وأردفت بهمس
عرفت تلعبها صح يا بابا عموما اطمن عفاف دقيقة وهتلاقيها راجعة تقعد مع حماتها وهتعرف تحتوي كل حاجة من تاني.
ربت شهدي كتفها وقبل جبهتها قائلا
طيب وأنت يا قلب بابا مش ناوية تطمني قلبي عليك
ازدردت منار لعابها لتخفي غصتها وابتسمت بزيف قائلة
ما أنا بحاول يا بابا عموما كلها سنة وأخلص وتشوف منار تانية خالص.
جذبها شهدي لتجلس بجواره وأردف
أنا عارف أنك لسه موجوعة يا بنتي ومش عارفة تتأقلمي على الحياة من غيره بس هو...
وضعت منار يدها فوق شفتي والدها وأردفت
بابا أرجوك متجبش سيرته ولا تتكلم عنه تاني حقيقي أنا مش متقبلة أسمع اسمه خصوصا بعد ما عمو حمدان جالك وقالك على اللي عايز يعمله فيك ولولا أنه وعمو شكران والناس اللي ليها فلوس عندك عندهم ضمير كان زمانه أذيك.
انهمرت دموع منار ونكست رأسها بخزي وهتفت بلوعة
أنا لا يمكن كنت هسامح نفسي لو أمجد أذاك ولا مسك بسوء وصدقني من لحظة ما عرفت أنه كان بيخدعني وبيمثل عليا الحب وهو سقط من نظري ويمكن من قبلها من يوم ما عرفت أنه السبب فضياع الفرص مني علشان كان خاېف من نجاحي وظهوري.
كفكف شهدي دموعها وأردف
صدقيني يا بنتي البني آدم دا ميستحقش دمعة واحدة تنزل من عينك علشانه وربنا رحيم بيك أنه كشفه قبل ما تتورطي أكتر معاه ويا عالم لو كان اتجوزك كانت حياتك هتبقى شكلها إيه معاه.
أومأت منار قائلة
أنا بحمد ربنا ليل نهار وبصلي كل ليلة وبشكر ربنا أنه كشفه ورحمني من ابتلاءه.
أحاط شهدي وجه ابنته
متابعة القراءة