لم يبق لنا إلا الوداع..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

بنفور لعلمه أنه لن يردعه عن ابنته إلا الخۏف الخۏف من خسارة ما جمعه فزفر شهدي مستجمعا قواه وبادره بقوله 
بص يا ابني أنا طول عمري بعاملك بما يرضي الله وكنت بعتبرك زي أحمد ابني وفتحت لك بيتي وأمنتك على بناتي وكنت فاكرك هتصون العشرة والمعروف اللي بينا لكن أنت لفيت من ورا ضهري وشاغلت بنتي ووقعتها فحبك ورغم كده سامحتك وأديتك فرصة تانية تثبت لي فيها حسن نوياك ووافقت تخطب منار وتكتب كتابك عليها وقلت أنك أكيد راجل زي والدك الله يرحمه وهتحافظ عليها لكن عرفت معاك إن القول حاجة والفعل حاجة تانية علشان القول للي شبهك بتوع مصلحتهم إنما الفعل للرجاله اللي أنت بعيد عنهم ولا تمت لهم بصلة.
زفر أمجد بحدة ورمقه شذرا فرفع شهدي حاجبه بتحدي وأستطرد قائلا
على فكرة أنا مش هخاف من نظرة الڠضب دي ولا من المركز اللي وصلت له بالدحلبة والضحك على الدقون ولا كمان يفرق معايا العنجهية الكدابة اللي محاوط بيها نفسك أنا جايلك راجل لراجل يا ابن المشير وخلاصة قولي ليك أنك لو مشلتش منار من دماغك وسيبتها فحالها وبعدت عنها أنا هخليك تخسر الهيلمان اللي أنت عايش فيه وهعمل اللي بناتي استحرموا أنهم يعملوه فيك وهروح لحد بيتك وهفضحك قصاد حماك الدكتور ومراتك ومش كده وبس لا دا أنا هفضحك فكل مكان حتى الجامعة وعلى النت وهخلي أصغر عيل يبص لك باستحقار فاتقي شړ الحليم إذا ڠضب يا أمجد وأبعد عن طريق بنتي علشان مترجعش ټندم وأحمد ربنا أني سيبتك تروح لحال سبيلك من غير ما أحاسبك على اللي عملته فبنتي ووجعك ليها وقهرتها وكسرة قلبها.
أنهى شهدي قوله واستدار مغادرا وتابعه أمجد بعيون قاتمة وهو يلعنه واشاح بوجهه أخيرا ليصدمه وقوف سامر على مقربه منه يحدجه باشمئزاز وقبل أن ينبث بكلمة غادره مسرعا بخطواته حتى لحق بشهدي وسار بجواره فالټفت شهدي نحوه ونظر إليه بحيرة فابتسم سامر ومد يده نحوه وصافحه قائلا
سامر عثمان مدير الشركة اللي بنت حضرتك بتشتغل فيها كنت حابب اتكلم مع حضرتك فموضوع مهم فإيه رأيك لو نقعد فأي كافيه ونشرب القهوة سوا
وما ربك بغفل عما تعملون 
ليته أدرك معناها وتدبره ولكنه طغى وافترى فما أن ولج أمجد مكتبه حتى التقط هاتفه وضغط بضعة أزرار وحين أجابه الطرف الآخر بادره بقوله
عايزك تطرد شهدي أبو منار من المصنع وتلبغ المعلم شكران يستغنى عن خدماته وتجمع كل الديانة اللي شهدي مديون لهم وتقولهم أني عايز أقابلهم ضروري.
أنهى أمجد محادثته وارتمى فوق مقعد مكتبه وأردف بكراهية
وماله أما نشوف هتاكل أنت وعيالك منين يا عم شهدي وأبقى وريني هتعمل إيه لما يقبضوا عليك بسبب إيصالات الأمانة اللي عليك.
وعلى الجانب الأخر جلس حمدان يحدق بهاتفه يحاول استيعاب كلمات أمجد فهو حين لجأ إليه عدة مرات لم يخيل إليه أنه سيطلب منه طرد شهدي نظير مساعدته له فهب على قدميه وسار نحو بوابة المدبغة فاستقبله شكران بالترحاب ولكنه ما أن وقع بصره عليه حتى سأله باهتمام عما أصابه فجذبه حمدان بعيدا عن السمع وقص عليه كل شيء.
توالت الأيام ثقيلة على شهدي حتى مر أسبوع وهو يبحث عن عمل من مكان لمكان فبائت كل محاولاته بالفشل فعاد يجر أذيال الخيبة إلى منزله بينما اتسعت ابتسامة أمجد ومراقبه يصف له المشهد فأمر بملازمة شهدي كظله وأنهى الاتصال وسمح لسكرتيرة مكتبه بإدخال الرجال واستقبلهم بكبر وجلس أمامهم متفاخرا بنفسه وبادرهم بعرضه فتبادلوا النظرات بحيرة حتى قطع أحدهم الصمت بقوله
يعني حضرتك عايز تدفع كل ديون شهدي ونسلمك إيصالات الأمانة
أومأ أمجد تأكيدا فزوى الرجل حاجبيه قائلا
معلش يا بشمهندس بس أنا عندي فضول أعرف أنت هتستفاد إيه لما تدفع فلوس معودمة
لمعت عين أمجد پشماتة وأجابه بإيجاز
هستفاد كتير المهم أنا مستني أسمع ردكم موافقين تسلموني إيصالات الأمانة وتاخدوا فلوسكم ولا لا
فجأة وبدون مقدمات ولج ضياء الغرفة وجال بعينه بين الحضور حتى حط بصره على أمجد الذي هب على قدميه واتجه صوبه مرحبا فازاحه ضياء بإهمال وتجاوزه متخذا مكانه على رأس الطاولة فازدرد أمجد لعابه لتصرفه الغريب واستدار مواجها الحضور وأردف بتردد
زي ما قلت لكم أنا هستنى ردكم ولو وافقتم هبعت لكم الفل...
ابتلع أمجد باقي كلمته حين فاجأه ضياء بقوله
ومين قالك إن في حد من الرجالة ممكن يوافق على عرضك يا بشمهندس
اضطربت ملامحه وزاغ بصره بين ملامح ضياء القاتمة ونظرات الأسف من ضيوفه فردد بتلعثم
م ش ف اف ه م ح حضرتك تقصد إيه
ضغط ضياء زرا جانبيا والټفت نحو الباب فاستدار أمجد بتوجس فصډمته رؤيته لشهدي يلج إلى الداخل ويتبعه مراقبه فتراجع بحيرة وأردف بحدة
أنت إيه اللي جابك هنا
هز شهدي رأسه بأسف واتجه صوب ضياء وصافحه قائلا
أنا مش عارف
تم نسخ الرابط