لم يبق لنا إلا الوداع..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

قياسات الموقع وأنت المفروض تحوليها بالمعادلات وتطبقيها مع نسب التصميم على الورق فأزاي النسب طلعت غلط 
أشعل ذكره اسم فتاة غيرها غيرتها وتابعته وهو يصغي السمع ليعقب قائلا
على فكرة الدكتور لو عرف بالكلام دا ممكن يفتكر إننا مش كف بالتكليف فيسحب المشروع مننا ويسلمه لفريق تاني ودا أنا لا يمكن أسمح إنه يحصل أبدا. 
توارت منار كي لا ينتبه لوجودها وتابعت حركاته وسمعته يقول
يبقى ما فيش غير أني أروح الموقع بنفسي واخد القياسات أقارنها باللي سلمهالك طاهر ولو طلعت مظبوطه هكمل الشغل بدالك من غير ما حد يعرف أما لو طلعت القياسات مختلفة يبقى طاهر بعت لك بيانات غلط علشان يوقعك وفالحالة دي هبلغ الدكتور وهو يتصرف معاه بمعرفته. 
استدار أمجد بعفوية فلمح منار تتوارى فاعتدل وأظهر نفسه ليخبرها بأنه رآها وحدق بها مليا وشرد بملامحها ولم يدرك إنهائه اتصاله مع ليان واقترب من الحد الفاصل بينهما وكاد يتحدث إليها ولكنه تراجع بوجه متجهم وأولاها ظهره حينها نادته منار بصوت معذب
هتسيبني وتدخل يا أمجد من غير ما تتكلم معايا إيه هو أسبوع خصام مكنش كفاية وعايز تزود عن كده 
زفر بقوة واستدار ليواجهها ورمقها لبعض الوقت فلاحظ شحوب بشرتها وعيونها الغائرة ولكنه تغاضى عن ملاحظته وأجابها ببرود
أنا عملت اللي أنت عايزاه يا منار وبعدت وحطيت مسافة بيني وبينك فزعلانة ليه دلوقتي 
انهمرت دموعها بلوعة لبروده معها واقتربت من الحاجز بدورها وقالت
بس أنا مش عايزاك تبعد ولا حتى طلبت منك أنك تبعد و... 
قاطعها أمجد بحدة متناسيا مكان تواجدهم
وأنا تعبت وزهقت من كوني الطرف اللي بيحاول يقرب ويدي والآخر يترفض علشان كده قررت أبعد وأسيبلك الحرية تتصرفي بحياتك زي ما أنت عايزة وبدون أي ضغط مني لأني مش هقبل على نفسي ولا على كرامتي إني أشحت الحب منك. 
تجمدت لوهلة وأحست بعقلها عاجز عن الفهم فسألته پخوف
أنت أنت قصدك إيه أوعى تكون عايز...! 
لم تستطع إكمال الكلمة ولا التلفظ بها وانهمرت دموعها فزم أمجد شفتيه وأردف بعصبية
منار أنت عايزة إيه دلوقتي ممكن أعرف 
أجابته بلهفة ودون تفكير
مش عايزاك تبعد ولا تسيبني وتفضل تحبني زي ما كنت. 
ازدادت ملامح وجهه قساوة ورمقها بغموض لثوان وهم بالحديث إليها ولكنه توقف حين ارتفع رنين هاتفه فأشاح بعينه عنها وحدق بشاشته وزفر بضيق وضغط إنهاء الاتصال وأردف
لو عايزة تحافظي عليا يا منار فالحل كله بأيدك أنت لوحدك وأظن أنت عارفة أنا عايز إيه! 
تغضنت جبهتها واستولى عليها القلق فسألته بريبة وهي تبعد عينيها عنه
حل إيه اللي فايدي 
رمقها بضيق لإبعادها عينيها عنه فأردف بحدة
أولا لما أكون واقف وبتكلم معاك متبعديش عينك عني لأني بعتبرها إهانة منك ليا وعدم احترام ثانيا لو عايزاني فحياتك يبقى توافقي على أي حاجة أقولك تعمليها بدون ما تجدليني ولا تتناقشي معايا وحطي فدماغك يا منار إني لا ندل ولا جبان ولا هتخلى عنك زي ما عقلك بيصور لك ويوهمك أنك لما تخليني أمسك إيدك هشوفك بنت مش كويسة. 
زادتها كلماته حيرة وتجسد قلقها فوق ملامحها فرفع أمجد حاجبه وأردف
مسمعتش رأيك يا منار عايزاني ولا مش عايزاني. 
أحسته منار يسحب من أسفل قدميها بساط توازنها ويضعها وسط صراعها مجددا ويخيرها بين بقاءه أو رحيله رجف قلبها واړتعب من فكرة رحيله خاصة بعد سماعها حديثه مع زميلته راقب أمجد شرودها واستدار عنها حين طال صمتها وأحس أنها لا تريده فانتبهت وصاحت توقفه
أمجد متسبنيش أنت عارف أني بحبك ومقدرش أتخيل حياتي من غيرك. 
لمعت عينه لنيله مراده وزفر ليتمالك انفعاله واستدار نحوها بنفس عبوسه قائلا بجدية
تمام يا منار. 
انتظرته منار بتوتر أن يكمل حديثه وعينيها تترقبه وحين طال صمته سألته باستجداء
 أمجد أنت مش عايز تقول حاجة تانية 
هز رأسه بالنفي فزمت شفتيها بحنق وقالت
طيب أنا هدخل أذاكر علشان عندي امتحان بكرة. 
زاد ضيقها بقوله
طيب ربنا يوفقك عن إذنك. 
تركها وغادر ووقفت منار تحدق بأثره بدهشة لتنتبه لرنين هاتفها فأجابت بضيق دون النظر إلى صاحب الرقم فأتاها صوته يقول
أدخلي ذاكري يا هانم واعملي حسابك إنك لو نقصت ربع درجة هعاقبك. 
أنهى أمجد الاتصال دون أن يترك لها الفرصة لتعقب بشيء ووقفت لثوان تبتسم ببلاهة قبل أن تسرع إلى الداخل بقلب ينبض بسعادة ولم تنتبه منار في خضم سعادتها بتلك التي أسرعت إلى غرفتها المشتركة مع شقيقتها واندست بجوارها قائلة
عندي ليك خبر بمليون جنيه يا نهلة خبر هيخلينا نعمل أي حاجة احنا عايزينها من غير ما منار تقف لنا زي عسكري المرور. 
بعدما قصت هالة ما سمعته تطلعت نهلة نحوها وأردفت
بس أنا خاېفة يا هالة اللي عايزة تعمليه هيسبب مشكلة كبيرة بين بابا ومنار
تم نسخ الرابط