لم يبق لنا إلا الوداع..بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
تحدق بجسدها المهتز بحزن واستدارت عنها واتجهت صوب شقيقتها وزفرت بضيق قائلة
هو احنا هنفضل ساكتين وسيبين منار فالحالة اللي هي فيها دي أنا مش عارفة هي هتفضل ټعيط وتتعذب لحد أمته دي بقت بتيجي كل يوم من الكلية وتدخل سريرها تستخبى تحت الغطا وټعيط.
ربتت هالة كتفها برفق وأردفت
الموضوع مش سهل عليها يا رنا وأختك محتاجة لوقت علشان تنسى وللأسف احنا ما فيش فأيدنا أي حاجة نعملها غير أننا ندعي لها إن ربنا يهون عليها ويخفف عنها ۏجعها.
يعني هي تتألم وتتوجع هنا وأمجد عايش حياته ولا على باله عارفة أنا ساعات بفكر أروح أقول لمراته على اللي عمله فمنار علشان يدوق الۏجع زيها لما تسيبه.
تجهم وجه هالة وقبضت على كتفي شقيقتها بحزم وأردفت
إياك يا رنا تفكري في حاجة زي كده وأوعي تستسلمي للشيطان وتفتكري إنك لما تكشفيه ويطلق مراته أنك بكده رديت حق منار لا يا رنا أنت كده هتبقي وجعتي مراته وبدل ما أختك بس اللي پتتعذب هتبقى مراته كمان وبعدين متنسيش إن منار قالت إنها حامل يعني كلام زي دا ممكن يأثر فيها ووقتها هيبقى ذنبها وذنب البيبي فرقبتك.
أستغفر الله العظيم أنا مش عارفة أزاي فكرت كده ربنا يسامحني بس أنا مكنش فدماغي أي حاجة من دي وكنت فاكرة إن هو بس اللي هيتوجع.
هزت هالة رأسها بالنفي وأردفت
لا يا رنا لو على أمجد فهو مش هيتوجع مهما عملنا علشان هو مرتب نفسه لكل حاجة وإلا مكنش قدر يخدع منار ويخدعنا كلنا طول الوقت دا ولو على مراته فهي ملهاش ذنب وحرام نأذيها عموما أنا زي ما قلت لك أدعي لأختك وإن شاء الله ربنا هيخفف عنها ويعوضها عنه بالأفضل.
ولم تدرك هالة ورنا في تلك اللحظة أن القدر كان له ترتيبه الخاص للأطراف كلهم فلا شيء يترك للصدفة ولا لعبث الأشخاص فلكل أمر مهما استصغره المرء ثمنا عليه سداده مهما طال أو قصر الزمن خاصة حين يمس القوارير الذي أوصى النبي عليه الصلاة والسلام برعايتهن بقوله استوصوا بالنساء خيرا.
بعد مرور شهر على طلاق أمجد لمنار وتعمده الظهور بكل مكان هي فيه أرسل أحدهم وعقد صفقة عمل بينه وبين شركة سامر وها هو بات على موعد جديد معها ليزكي نيران عڈابها فرؤيته شحوب وجهها وضعفها يزيده نشوة وعليه زيادة معاناتها لتدرك ما خسرته.
حدقت به منار بشيء من التيه في بادئ الأمر وحين تفهمت عرضه أدركت أنها بعملها بشركته ستكون عرضة بشكل أكبر لمصادفة أمجد وهو الشيء الذي باتت تبغضه وتكرهه وتتمنى ألا يقع بصرها عليه مجددا فزفرت بأسف وهزت رأسها مردفة
أنا حقيقي مش عارفة أقول لحضرتك إيه بس أصل أنا كنت جاية النهاردة علشان أقدم لك التصميم وأبلغك أني مش هقدر أعمل أي تصاميم تانية الفترة الجاية علشان محتاجة أركز فدراستي بشكل أكبر.
باغتته بقولها وبهتت ملامحه وهو ينظر إليها وأدرك من تهربها من مواجهة نظراته بأن الأمر أكبر من احتياجها للتركيز فزم شفتيه وترك مقعده وسألها بقلق
منار هو أنا ينفع أسألك سؤال شخصي وتجاوبيني بصراحة
ارتجفت من نظراته وتراجعت هربا وهزت رأسها بالرفض ولكنه لم يقبل رفضها واقترب منها قائلا
مين السبب فالحالة اللي بقيتي فيها دي
استدارت عنه ورفضت إجابته وهمت بمغادرة مكتبه فسارع سامر واعترض طريقها مردفا
أمجد السبب فالحالة دي مش كده
تصلبت ملامحها وهي تبادله النظر وزفرت بقوة قائلة
لو سمحت يا بشمهندس سيبني أمشي ويا ريت بعد كده تخلي كلامنا فحدود الشغل وبس عن إذنك.
تجاوزته لتغادر وليتها لم تفعل فما أن مست يدها مقبض الباب حتى دفعت بغتة إلى الخلف وقد اختل توازنها فسارع سامر بإسنادها في اللحظة نفسها التي ولج فيها أمجد فوقف يبادل نظره بينها ملامحها الباهتة وبين ساعد سامر الملامسة لخصرها حينها تمنت منار لو تنشق الأرض
متابعة القراءة