لم يبق لنا إلا الوداع..بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
من الأساس وبعدها هفهمك اللي حصل واللي عرفته وهسيب لك أنت وبس حق اتخاذ القرار بدون أي تدخل مني
بادل شهدي نظراته بين ملامح ابنته المحتقنة ووجه أمجد المضطرب وللمرة الأولى يرى نظرة الانكسار تلك بعينيها فأدرك أن هناك أمر ما خطېر وقع بينهما فهو لم يرها بتلك الحالة إلا مرات قلائل فنغزه قلبه وكاد يرفض طلبها ولكنه استجاب وانصرف رغما عنه لعلمه أنها زوجة أمجد حتى اللحظة وأنه لا يستطيع منعها عنه ولا التدخل بينهما إلا إذا أرادت هي.
تنفست منار بقوة وشبكت كفيها معا والتفتت إليه ونظرت نحوه وفحصته بعينيها فأحست أنها تراه للمرة الأولى دون قناعه الذي اعتاد إخفاء حقيقته خلفه وابتسمت ساخرة لسذاجهتها فهي سلمت له أمرها بالكامل منذ سنوات وعاشت تفكر بعقله مرات ومرات لتدرك الآن أنه لم يسع إلا لمصلحته وشخصه لذا عليها أن تضع حدا لكل عبثه! التقطت منار نفسا عميقا وزفرته قائلة
منار الزمي أدبك معايا ومتنسيش إني جوزك يا هانم وبعدين أنا عايز أعرف أنت إيه اللي جابك المؤسسة من غير ما تستأذنيني وأزاي أصلا يا محترمة تسمحي لنفسك تخرجي مع راجل غريب لعلمك أنا هحاسبك على كل غلطاتك دي بس هأجل الحساب لحد ما تبقي فبيت...
بيت مين يا أمجد اللي بتتكلم عنه فوق البيت دا خلاص معدش له وجود وعمر ما هيكون فيه بيت يجمعني بيك ولا هيبقى في حساب من الأساس بينا بعد النهارده علشان أنا معدتش عايزة أشوفك بعد اللي عرفته عنك ولا حتى عايزة يكون لي أي صلة بيك وبالنسبة لموضوع أنك جوزي والكلام الفاضي دا فأنت هتطلقني ودا آخر كلام ليك عندي.
لو في حد فينا محتاج يفوق فهو أنت يا منار علشان أنا مش هطلقك مهما عملتي ولعلمك أنت لو نشفتي دماغك أنا ساعتها هضطر أطلبك في بيت الطاعة علشان مش مستعد أخسرك.
حتى لو طلبتني فبيت الطاعة عمري ما هكون ليك ولا هشوفك راجل يملى عيني بعد ما بعتني بالرخيص وصدقني أنت لو عاندت فأنا كمان هعاند وهرفع عليك قضية خلع ومش كده وبس لا أنا هروح لمراتك بنت الحسب والنسب اللي أكيد ضحكت عليها زي ما ضحكت عليا وهكشفك على حقيقتك وهفضحك قصادها وهقولها إن أمجد المشير الفارس المغوار مش أكتر من محتال لعب بيها وخدعها زي ما لعبت بقلبي وبحياتي وكسرتني بدل المرة تلاتة مرة لما هربت مني وأنا فأشد احتياجي لوجوده معايا ومرة لما اتجوزت واحدة تانية وأنت معيشني في الوهم ومرة لما روحت اتفقت مع المهندس أيمن وطلبت منه يرفض تصميمي علشان أمجد المشير بجلالة قدره مينفعش واحدة زي منار البنت الفقيرة اللي أبوها شغال بدل الشغلانة اتنين علشان يوفر لهم لقمة العيش واللي له سنين مديون تنافسه وتبقى أحسن منه مش دا السبب اللي علشانه روحت استخدمت أقذر الأساليب وكنت عايز ټقتل طموحي وتسرق فرحتي فكل مرة أثبت نجاح فيها للأسف يا أمجد أنا اكتشفت متأخر جدا أنك إنسان أناني ومغرور ومش بتحب إلا نفسك وصدقني مراتك صاحبة الأملاك لو عرفت كل دا عنك ما أظنش أنها هتفضل باقية عليك وأكيد هترميك برا حياتها زي ما أنا هرميك
ود لو يخرس لسانها عن الكلام فهي تكشف عورة عيوبه رغم ضعفها فزفر وأمعن النظر إليها فأخبرته عيناها أنها لن تهدأ حتى تنفذ وعدها ولكن أكثر ما هاله كان انطفاء جذوة الحب خاصته التي كانت تلمع بعمق عينيها فأشاح بوجهه عنها وأردف باستسلام
تمام يا
متابعة القراءة