لم يبق لنا إلا الوداع..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

وتبتلعها في حين رفع سامر يده عنها معتذرا بينما ارتسم الجمود على ملامح أمجد الذي عقد ساعديه مردفا
ممكن أفهم إيه اللي بيحصل فالمكتب بينك وبينه يا الأستاذة
أثار سؤاله ڠضبها فرفعت وجهها ونظرت نحوه بكراهية بينما تابع سامر ملامحها وتعجب لنظراتها النافرة وهم بإجابته ليمنعه صوت منار الحانق بقولها
اسمي البشمهندسة منار مش الأستاذة واللي بيحصل هنا ميخصكش يا بشمهندس فيا ريت تلتزم بحدود اللي يخصك وبس.
صڤعته بإجابتها واستدارت عنه بإهمال ونظرت إلى سامر الذي ازداد فضولا ورغبة لمعرفة ما حدث بينهما ليتفاجأ بها تخبره
أنا مضطرة أمشي يا بشمهندس وبالنسبة لعرض الشغل أوعدك إني هفكر فيه بجدية بعد ما استشير والدي وهرد عليك فأقرب وقت وبعدين حضرتك لازم تكون واثق إن مافيش حد عاقل يقدر يرفض عرض مميز زي اللي حضرتك قدمته.
مرت من جواره ورمقته باشمئزاز لم يتحمل أمجد اهمالها إياه ولا تقبل أهانتها له فمد يده وقبض على ساعدها متناسيا وجود سامر انتفضت منار لجرأته ونفضت يده پغضب ودفعته عنها ولوحت بإصبعها أمام وجهه تنهره بقولها
ألزم حدك يا أمجد وأبعد عني وصدقني لو أتكرر اللي عملته دا أنا هقل منك جامد وأظن أنك مش هتقبل إن منار شهدي تعلم عليك تاني.
ألقت كلمتها الأخير بتهكم واضح وغادرت مسرعة وخلفت ورائها رجلا كاد يفتك بها من شدة غضبه وآخر حاول كبح سعادته كي لا يلحظه غريمه وحاول أن يشتت انتباه أمجد ولكنه تفاجأ به يسرع بمغادرة مكتبه بوجه ينذر بحلول کاړثة لم يتمهل سامر أو يفكر بعقاپة قراره ولكنه لبى نداء قلبه وتبع حدس عقله وغادر متتبعا خطوات أمجد الذي عمى الاڼتقام قلبه وغيب عقله وزفر بارتياح حين فشل أمجد في اللحاق بها ولكن ما زاد سامر قلقا واسترعى انتباهه رؤيته أيمن يطرق نافذة سيارة أمجد قبل إنطلاقه وحديثه معه بوجه متجهم فتوارى سامر عن النظر وأدرك سبب رفض أيمن لتصميم منار لذا قرر ملاحقة أمجد ومواجهته.
9 كيد مرودو.
ولجت منار إلى منزلها بجسد منتفض ووجه شاحب واستندت إلى باب مسكنها مغمضة العين لا تصدق رؤيتها لتلك الكراهية بعينه بل وأحستها منه والتي جعلتها حتى اللحظة تتساءل من منهما الضحېة ومن الجلاد كي ينظر إليها وكأنها هي من قامت بخيانته وليس العكس لم تنتبه منار في خضم خۏفها الأعين التي حدقت بها بقلق ففتحت عينيها فجأة بعدما أحست بأن هناك من ينظر إليها لتتفاجأ بشقيقتها عفاف تجلس وبجوراها أخوتها فكان أوان إخفاء ذعرها قد فات حين هبوا على أقدامهم وسارعوا إليها مخطفين إياها بين أذرعهم ليشكلوا حولها درعا أذهب روعها عنها وجعل أنفاسها تهدأ ودموعها تتريث وتلاقت عينا منار بعين عفاف لوهلة أحست بعين والدتها تتفحصها فارتمت بين ذراعيها تنشد اشتمام رائحتها فيها وأغمضت عينها وسردت بصوت ممزق ما حدث لها وما مرت به على سمعهم جميعا وبالخارج وقف شهدي بأنفاس ثائرة ينصت إلى لوعة ابنته وهي تخبرهم بمكنون صدرها فأطرق لثوان استدار بعدها وغادر وقد عزم على حماية ابنته مهما كلفه الأمر.
وقف شهدي أمام مؤسسة علام يحدق بالبناية بوجه متجهم وتقدم نحو رجل الأمن وأردف
لو سمحت أنا عايز أقابل المهندس أمجد المشير أو صاحب الشركة الدكتور علام.
ابتسم الرجل بمودة وأجابه
والله يا أستاذ للأسف المهندس أمجد مش موجود النهاردة والدكتور مالوش أي مواعيد عموما حضرتك ممكن تدخل مكتب السكرتارية وهما يحددوا لك ميعاد.
ازداد تجهم شهدي واتبع الإرشادات فاستقبلته سميرة بابتسامة هادئة واستمعت إلى سؤاله وأجابته بهدوء
لو حضرتك عايز تقابل المهندس أمجد فهو هيكون موجود على الساعة خمسة بالنسبة للدكتور علام فحضرتك ممكن تسيب كامل بياناتك وهنبعت للدكتور وهو اللي هيحدد الميعاد بنفسه وهنبلغك.
رفع شهدي عينه وتطلع إلى ساعة الحائط أمامه وزفر بضيق فما زال الوقت مبكرا على عودة أمجد وليس بيده شيء يفعله غير الانتظار فأومأ لها وجلس خارج مكتبها عازما على مقابلته.
ما أن صف أمجد سيارته أمام بوابة المؤسسة الرئيسية حتى صف سامر هو الآخر سيارته بمواجهته وغادرها بوجه مكفهر واتجه صوبه فزم أمجد شفتيه وأشار إليه برأسه ليتبعه وما كاد أمجد يخطو نحو مكتبه حتى لمح شهدي يجلس خارج مكتب السكرتارية فعقد ما بين حاجبيه وكاد يتراجع لمعرفته سبب وجود شهدي فمن المؤكد أنه جاء لمواجهته ومنعه من ملاحقة ابنته ليقطع سامر عليه طريق العودة في اللحظة نفسها التي رآه شهدي فيها فوقف بوجه عابس ينذر بالشړ واتجه نحوه وواجهه قائلا بحدة
تحب نتكلم هنا يا بشمهندس ونخلي اللي ما يشتري يتفرج ولا نتكلم برا أحسن. 
تلفت أمجد حوله بقلق وأشار لشهدي بمرافقته إلى الخارج ليمنعه من فضحه وتاه عنه وجود سامر الذي لم يشأ تفويت الفرصة بعدما نبأه حدسه أن ذلك الرجل على صلة وثيقة بمنار وبالخارج وقف شهدي بملامح قدت من حجر يرمقه
تم نسخ الرابط