لم يبق لنا إلا الوداع..بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
وتبتلعها في حين رفع سامر يده عنها معتذرا بينما ارتسم الجمود على ملامح أمجد الذي عقد ساعديه مردفا
ممكن أفهم إيه اللي بيحصل فالمكتب بينك وبينه يا الأستاذة
أثار سؤاله ڠضبها فرفعت وجهها ونظرت نحوه بكراهية بينما تابع سامر ملامحها وتعجب لنظراتها النافرة وهم بإجابته ليمنعه صوت منار الحانق بقولها
اسمي البشمهندسة منار مش الأستاذة واللي بيحصل هنا ميخصكش يا بشمهندس فيا ريت تلتزم بحدود اللي يخصك وبس.
أنا مضطرة أمشي يا بشمهندس وبالنسبة لعرض الشغل أوعدك إني هفكر فيه بجدية بعد ما استشير والدي وهرد عليك فأقرب وقت وبعدين حضرتك لازم تكون واثق إن مافيش حد عاقل يقدر يرفض عرض مميز زي اللي حضرتك قدمته.
ألزم حدك يا أمجد وأبعد عني وصدقني لو أتكرر اللي عملته دا أنا هقل منك جامد وأظن أنك مش هتقبل إن منار شهدي تعلم عليك تاني.
ولجت منار إلى منزلها بجسد منتفض ووجه شاحب واستندت إلى باب مسكنها مغمضة العين لا تصدق رؤيتها لتلك الكراهية بعينه بل وأحستها منه والتي جعلتها حتى اللحظة تتساءل من منهما الضحېة ومن الجلاد كي ينظر إليها وكأنها هي من قامت بخيانته وليس العكس لم تنتبه منار في خضم خۏفها الأعين التي حدقت بها بقلق ففتحت عينيها فجأة بعدما أحست بأن هناك من ينظر إليها لتتفاجأ بشقيقتها عفاف تجلس وبجوراها أخوتها فكان أوان إخفاء ذعرها قد فات حين هبوا على أقدامهم وسارعوا إليها مخطفين إياها بين أذرعهم ليشكلوا حولها درعا أذهب روعها عنها وجعل أنفاسها تهدأ ودموعها تتريث وتلاقت عينا منار بعين عفاف لوهلة أحست بعين والدتها تتفحصها فارتمت بين ذراعيها تنشد اشتمام رائحتها فيها وأغمضت عينها وسردت بصوت ممزق ما حدث لها وما مرت به على سمعهم جميعا وبالخارج وقف شهدي بأنفاس ثائرة ينصت إلى لوعة ابنته وهي تخبرهم بمكنون صدرها فأطرق لثوان استدار بعدها وغادر وقد عزم على حماية ابنته مهما كلفه الأمر.
لو سمحت أنا عايز أقابل المهندس أمجد المشير أو صاحب الشركة الدكتور علام.
ابتسم الرجل بمودة وأجابه
والله يا أستاذ للأسف المهندس أمجد مش موجود النهاردة والدكتور مالوش أي مواعيد عموما حضرتك ممكن تدخل مكتب السكرتارية وهما يحددوا لك ميعاد.
لو حضرتك عايز تقابل المهندس أمجد فهو هيكون موجود على الساعة خمسة بالنسبة للدكتور علام فحضرتك ممكن تسيب كامل بياناتك وهنبعت للدكتور وهو اللي هيحدد الميعاد بنفسه وهنبلغك.
رفع شهدي عينه وتطلع إلى ساعة الحائط أمامه وزفر بضيق فما زال الوقت مبكرا على عودة أمجد وليس بيده شيء يفعله غير الانتظار فأومأ لها وجلس خارج مكتبها عازما على مقابلته.
ما أن صف أمجد سيارته أمام بوابة المؤسسة الرئيسية حتى صف سامر هو الآخر سيارته بمواجهته وغادرها بوجه مكفهر واتجه صوبه فزم أمجد شفتيه وأشار إليه برأسه ليتبعه وما كاد أمجد يخطو نحو مكتبه حتى لمح شهدي يجلس خارج مكتب السكرتارية فعقد ما بين حاجبيه وكاد يتراجع لمعرفته سبب وجود شهدي فمن المؤكد أنه جاء لمواجهته ومنعه من ملاحقة ابنته ليقطع سامر عليه طريق العودة في اللحظة نفسها التي رآه شهدي فيها فوقف بوجه عابس ينذر بالشړ واتجه نحوه وواجهه قائلا بحدة
تحب نتكلم هنا يا بشمهندس ونخلي اللي ما يشتري يتفرج ولا نتكلم برا أحسن.
تلفت أمجد حوله بقلق وأشار لشهدي بمرافقته إلى الخارج ليمنعه من فضحه وتاه عنه وجود سامر الذي لم يشأ تفويت الفرصة بعدما نبأه حدسه أن ذلك الرجل على صلة وثيقة بمنار وبالخارج وقف شهدي بملامح قدت من حجر يرمقه
متابعة القراءة