لم يبق لنا إلا الوداع..بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
بصي يا هالة أنا مش حابب أفضل أتكلم وأنت ساكتة وبتبص لي وخلاص علشان كده أنا هقولك اللي عندي وهسيبك لنفسك وضميرك وعايزك تقعدي مع حالك وتراجعي نفسك وشوفي هينفع تبني حياتك على نفس النهج اللي ماشية عليه بالظلم علشان لو أنت أخترتي الطريق دا فلازم تعرفي إن هيجي عليك يوم وتخسري وهتدفعي تمن كل حاجة عملتيها باللي اترتب عليها من فساد لحياة غيرك وعموما يا بنتي أنا مش عايز غير مصلحتك وعايز افتخر بيك وأقول بنتي هالة أهي مش أتكسف وأقول يا خسارة وأخر حاجة ليك عليا إني مش همد إيدي عليك تاني ولو فيوم محتاجة تتلكمي فيها معايا حتى لو كنت غلطتي فأنا هسمعك وهنصحك لوجه الله.
رأى شهدي الدموع فعينها متجمدة فانفطر قلبه عليها وجذبها إلى صدره وأردف بحنو
أنا اللي عملت وحقك عليا يا رنا على الخۏف اللي زرعته جواك بقسۏتي واهمالي سامحيني يا بنتي أني سيبتك كده من غير ما افهمك إن مالكيش ذنب فاللي حصل.
أجهشت رنا في البكاء وأخفت وجهها بصدر والدها وأردفت
قبل شهدي رأسها وأبعدها قليلا عنه وكفكف دموعها مردفا
من النهاردة هرجع زي ما كنت صاحبك اللي بتحكي له وهسمع لك وهلعب معاك المهم إنك متقفليش على نفسك ولا تخافي مني يا رنا.
يعني حضرتك كده سامحت منار ومش هتزعق تاني وهتكلمنا زي الأول ومافيش ضړب بالحزام.
ربت شهدي ظهرها وعينها تلمع بالدموع وأومأ فابتسمت نهلة وتركت مكانها وانضمت إليهم واندست هي الآخرى بين ذراعي والدها فأبتعد شهدي ورمقهما سويا ثم دغدغدهم لتنطلق ضحكات سعادتهم معلنة إنتهاء جفائه معهم.
ظلت منار على وضعها بجواره بملامح هادئة تخفي ألمها وحزنها بداخلها بمهارة وتركت يدها بين أصابعه وعقلها يتسألها إلى متى ستظل ملتزمة الصمت معه في حين حاول أمجد إيجاد اللحظة المناسبة ليسألها عن دراستها ووجد أن عليه الأسراع قبل أن تظهر نتيجتها وتضعه أمام الأمر الواقع فضغط كفها ومرر إصبعه فوق باطنه ببطء فنظرت نحوه بقلق فابتسم لردة فعلها وزادها عليها بتقبيله إياها ببطء فجذبت منار يدها منه وحذرته بنظراتها فمال نحو أذنها وأخبرها بصوت أجش
طالت نظرتها نحوه لا تصدق جرأة حديثه وراودتها الرغبة بمحو ابتسامة الثقة التي ارتسمت بعينه فأردفت
مراتك ومحدش يقدر يقول حاجة لكن أنا لسه فبيت والدي وطول ما أنا فبيته فالولاية له لحد ما يسلمني ليك فالفرح ووقتها يبقى من حقك تعمل اللي أكتر من كده إنما قبل كده لا يا أمجد ومش علشان بابا هيعترض لا علشان أنا اللي هعترض وهرفض أصغر من بابا مهما قلت أنه حقك.
تلاتشت ابتسامته وعقد حاجبيه وهتف بحدة
قصدك إيه بالكلام دا يا منار
جائتها الفرصة لتبادله الابتسام فابتسمت بتهكم وأردفت
أنا مقصدش حاجة من كلامي إلا أني حبيت الفت نظرك لوعدك لبابا ولا نسيت كلامك عن الصبر والتحمل علشان نقدر نرجع ثقة بابا لينا عموما متزعلش من كلامي أنا عارفة وفاهمة أنه حقك بس كنت عايزاك تهدى مش أكتر علشان محدش يطب علينا ويحرجنا.
زادته كلماتها ريبة فزفر بقوة وابتعد قليلا عنها وأردف
تمام يا منار طالما شايفة كده فأنا هعمل اللي أنت عايزاه.
ربتت ساقه وأردفت بسخرية مبطنة
اللي عايزاه أنك تبقى راضي ومش زعلان علشان متمشيش من هنا وتغيب لك أسبوع ولا شهر زي ما عملت سابق.
رمقها بغيظ ووقف سريعا فرفعت وجهها نحوه وسألته ببرود
إيه خلاص ماشي بسرعة كده
رماها بنظرة ڼارية وأجابها بحدة
أيوة هروح يا منار علشان مصدع وتعبان واليوم كان مرهق.
وقفت وأومأت قائلة
تمام أبقى طمني عليك لما توصل.
كاد يصفعها لبرودة مشاعرها التي عادت لتسيطر عليها فمالت نحوه وأردفت
هدي نفسك وأفرح هو مش المفروض أنك تفرح علشان النهاردة حققت اللي كان نفسك فيه وارتبطنا فسيبك من العصبية والزعل وقولي ناوي تخرجني بكرة ولا هتبقى مشغول.
أجابها وهو يتجه صوب الباب
على حسب ظروفي عموما هبقى أتصل بيك.
أوقفته قبل أن يغلق الباب خلفه قائلة باستخفاف
طب لما
متابعة القراءة