لم يبق لنا إلا الوداع..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

بكل طريقة ممكنة كم يعشقها ويتمناها ولكنه سيهدأ حتى تحين فرصته ويقتنص منها ما يشبع به رغبته المشټعلة نبهه عقله وذكره بخطوته التالية فالتقط بيدها المرتعشة ورفعها نحو شفتيه وقبلها قائلا بهمس
حقك على قلبي أني كنت السبب فعذابك طول الفترة اللي فاتت حقك على قلبي أني سيبتك لوحدك ومكنتش جنبك فأكتر وقت أنت كنت محتجالي فيه ويعلم ربنا أني كنت بټعذب زيك ويمكن أكتر لأني كنت ما بين نارين ڼار وعدي لعمي وڼار حبي ليك وقلبي اللي هيتجنن علشان يطمن عليك وأوعدك يا منار إن من اللحظة دي أني هحاول على قد ما أقدر أعوضك وأنسيك كل لحظة حزن عدت عليك وأنا مش معاك. 
لم تصب كلماته مكانها المعتاد بقلبها وللمرة الأولى تستمع إليه وتتصنع السعادة كي لا تلفت الانتباه إليها خاصة ووالدها يحدق بها بتوجس وكيف لا تتصنعها فهي سعادة ناقصة فكلماته تأخرت كثيرا لتقال وتساءلت أين كان وهي تبكي ليل نهار منهكة الروح ومستنزفة القوى تبحث عن ملاذ تخبأ بداخله حزنها وسندا تتكأ إليه لتشد أزرها ولكنها كانت بمفردها تماما أما هو فتعلل بالتزامه بوعده لوالدها واختفى تماما بل وانتقل إلى مكان آخر ولم يكلف نفسه عناء التوضيح وتركها لظنونها تنهشها بلا رحمة والأصعب وأده لفرحتها بمهدها قبل أن تولد فهي ظنته سعى من تلقاء نفسه لإعداد ذاك الحفل لعقد قرانهما ليخبرها بطريق غير مباشر أنه لن يترك أي فرصة ليظن أحد بها السوء أو يلوك سمعتها بلسانه ولكنه صفعها بحقيقة أنه وافق أن يتم عقد قرانهم بسرية ولولا والدها لكان تم بكل خزي تاهت منار بيم أفكارها تتقاذفها أمواج الحيرة والتشتت يمينا ويسارا وضاعت منها كلمات أمجد التي أخذ يمطرها على سمعها فظنها أمجد تشعر بالخجل فأختلس النظر نحو والدها متصنعا الحرج حينها تفهم شهدي الموقف وأشار إلى أبنائه بالانصراف واتجه صوب غرفته فاسترعى انتباهه نظرات ابنته هالة الغامضة التي خصت بها شقيقتها فعقد حاجبيه ورمقها پغضب فهو لم ينس محاولتها لتسميم فكره وعليه معرفة السبب الذي دفعها لفعل ذلك فاتجه نحوها ودفعها خلسة لداخل الغرفة وأوصد الباب خلفه بينما تبادلت رنا ونهلة النظرات لتدرك الأخيرة أن شقيقتها على وشك الإصابة بنوبة ذعرها فابتسمت وأشارت إليها بدخول غرفتها بينما اتجه أحمد للشرفة وجلس بداخلها وبغرفة هالة وقف والدها يتابع حركات يدها فأدرك خۏفها منه فطلب منها الجلوس برفقته وأردف
أنا عايزك تنسي أني والدك وتتكلمي معايا بصراحة وتطلعي اللي جواك علشان أنا مش عاجبني حالك ولا نظراتك لأخواتك وبعدك عنهم حتى نهلة بعدتيها عنك وبقيتي تتعاملي معاها بجفاء اتكلمي يا هالة وفهميني ليه بقيت شايف فعينك نظرة عداوة لأخواتك كأنك بتكرهيهم.
شبكت هالة كفيها وعيناها تحاول استشفاف نوياه ولاحظت أسفه وحزنه فامتعضت ملامحها وأجابته بجمود
قبل ما أجاوبك ممكن حضرتك تقولي ليه ضړبتني رغم أني جيت وقلت لك على اللي بتعمله منار من ورا ضهرك على السطوح وليه من بعدها بتتعامل معانا بزعيق وإهانة وضړب وعقاپ
بادلها شهدي النظرات وفهم مرادها من السؤال فأردف بجدية
ضربتك علشان أنت ڤضحتي أختك ومخوفتيش عليها مني وكنت قاصدة تبلغيني علشان تشوفيها وهي مکسورة أنت عارفة يا هالة أنت عيبك إيه عيبك أنك فاكرة إن اللي بتعمليه صح طالما أنت مبتعمليش نفس الغلط اللي غيرك عمله وبتدي لنفسك حق مش ليك ونسيتي إن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته.
ازدردت هالة لعابها باضطراب وهمت بالدفاع عن نفسها فأوقفها شهدي بقوله
أنت أخدتي بالك من اللي فالحديث يا هالة أخدتي بالك إن ربنا عز وجل هيتتبع اللي بيكشف عورة غيره ودي حاجة كبيرة  معناها إن ربنا هيرفع ستره عنه وهيبقى عقابه كبير فهل تحبي إن ربنا يرفع ستره من عليك ويبعت اللي يفضحك زي ما ڤضحتي أختك وقبلها زميلتك مها!
ألقى شهدي كلمته الأخيرة متعمدا ونظر إلى ابنته التي شخصت بعينها پخوف وكادت تفر من جواره ولكنه هز رأسه بالنفي وأضاف
مخافيش أنا لو كنت عايز أضربك كنت ضربتك من وقت ما عرفت اللي عملتيه فزميلتك.
ازدردت هالة لعابها وسألته بتردد
وهو حضرتك عرفت من مين
زفر شهدي للخوف البادئ على ملامحها وأجابها
أختك نهلة جت وقالت لي على كل حاجة كنتم بتعملوها وطلبت أروح معاها لبيت مها علشان تعتذر لها ولما روحت البنت طلعت زوق جدا وقبلت اعتذار أختك وقعدت معاها تتكلم وأنا قعدت مع والدها واتكلمت معاه كتير وطلبت منه يسامحك أنت وأختك وساويت الموضوع معاه.
أوقف شهدي استرساله وعينه تتفحصها بحثا عن بادرة ندم ولكنها أغمضت عينها وتهربت منه فزم شفتيه لعنادها المبالغ به في الخطأ وأردف
تم نسخ الرابط