لم يبق لنا إلا الوداع..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

منار أنا هعمل لك اللي أنت عايزاه عن إذنك. 
هم  أمجد بالانصراف ولكنه توقف حين ارتفع صوت شهدي الذي استمع إلى حديثهم بقوله
استنى عندك وقبل ما تروح لحال سبيلك أرمي على بنتي يمين الطلاق علشان منار مش هتبات ليلة زيادة وهي على ذمتك ولو على للمأذون فأنا كلمته وزمانه على وصول واطمن بنتي هتبريك وهتتنازل عن أي حق ليها عندك حتى شبكتك هسلمهالك هي وكل حاجة جبتها الله الغني عن أي حاجة تيجي من طرفك ولو على حق بنتي برقبتك فربنا قادر وعادل وبكرة يجبر خاطرها ويطيب كسرها وينسيها حتى اسمك. 
جلست أمامه تحدق بعينه بثبات وقوة ولم يرف لها جفن تعلم أنه سيمضي بعيدا عنها ويرحل ولكنه سيخلف بقلبها چرحا غائرا تعلم أنه لن يندمل أبدا وبلحظة مر شريط حياتها برفقته أمامها وأحست بيد باردة تنزع وجوده من داخل كل ذكرى جمعتهما معا ذات يوم فجأة ساد المكان هدوءا مريبا فرفعت عينيها فأبصرت الشيخ يغلق دفتره ويغادر مستغفرا بينما تجمد أمجد بمكانه بوجوم وقبل أن تشيح وجهها بعيدا تلاقت أعينهما وبثوان وجدته يجثو أمامها ويتطلع بملامحها بحزن ولم تدر كيف السبيل لتمنع دموعها من الانهمار أمامه فتلك هي نهاية قصتهما ولحظة وداعهم الأخيرة ومن مكانه تابعهم شهدي فتسلل بعدما أدرك أن لا خوف على ابنته من الآن فصاعدا ظل الصمت يغلفهم لدقائق قطعها أمجد بقوله
أنا لو لفيت الدنيا مستحيل هلاقي قلب زي قلبك للأسف بغبائي خسرتك ومعرفتش أحافظ عليك منار أنا عمري ما كذبت عليك لما قلت لك إني بحبك وهفضل أحبك لآخر نفس جوايا أنا عارف إنك مش مصدقاني وفاكره أني بمثل عليك بس صدقيني الراجل اللي قاعد تحت رجلك هو أمجد حبيبك اللي مكنش يتخيل إن هيجي عليه اليوم وتضيعي منه. 
تحشرج صوت أمجد وهو يخبرها كم أحبها فكتمت منار أنفاسها لرؤيتها دموعه تسيل فوق وجنتيه وودت الهرب ولكنه التقط يدها قائلا
أنا ضعفت وشيطاني عماني وخلاني مش شايف إلا نفسي وافتكرت إن طالما بتحبيني أبقى ضمنتك ومش هنكر أني فعلا حسيت بالغيرة منك بس فنفس الوقت كنت خاېف عليك خۏفت أحسن يكون في حد شبهي ويضايقك علشان كده اتصرفت وبدأت أضيع منك أي فرصة تجيلك.
ترك أمجد يدها ووقف أمامها واستطرد قائلا
أنا همشي زي ما أنت عايزة وهختفي بس مش خوف منك ومن تهديدك أنك تفضحيني لا أنا همشي لأني مش قادر أشوف نفسي صغير في عينك أكتر من كده. 
غادر فأسرع والدها وضمھا بقوة لټنهار منار بين ذراعيه تنتحب حبها المسلوب وجرحها الغائر فمد شهدي يده ورفع وجهها نحوه وأردف
عارف أني مينفعش أتكلم وأنت بالحالة دي لكن حقك عليا يجبرني أقولك إن اللي اتبنى بينكم على الغلط كان لازم يتهد وأحمدي ربنا إن قصتك أنت وأمجد انتهت قبل ما خسارتكم تكون أكبر.
تعلم أنه على حق فهي خانت ثقته ولكنها رغم ذلك تشعر پألم فاق تحملها فأغمضت عينها وأسندت رأسها فوق صدر والدها فربت شهدي ظهرها برفق مضيفا
كل شيء فأوله صعب ومن رحمة ربنا أنه أنعم علينا بالنسيان وواحدة واحدة الأيام هتداوي چرحك وهتلاقي وجعك قل صحيح بس هيسيب أثر فأتمنى أن الأثر دا يخليك تاخدي بالك بعد كده علشان متقعيش بنفس الغلط وتعيدي نفس المأساة والمعاناة. 
لم يستطع أمجد العودة إلى منزله وقاد سيارته حتى صفها بأبعد نقطة فوق قمة المقطم وأسند رأسه بانهزام فوق مقود سيارته يفكر بخسارته الفادحة لمنار والتي لن تعوض أي فتاة أخرى حتى ليان فهو شكلها طويلا على يده وزرع خصاله بداخلها وأطلعها على طباعه حتى بدت في نهاية الأمر بالصورة التي تمناها دائما والآن ضاعت من يده ولا فرصة أمامه ليستعيدها مجددا فمن المؤكد أن والدها سيحيطها بدرع حمايته ليمنعه عنها زفر أمجد ورفع رأسه وتطلع حوله وتذكر نظرتها حين علمت بحمل زوجته كم ود بتلك اللحظة أن ينفصل بها عن العالم ويضع كفيه على كتفيها ويهزها بقوة لتمردها على أمره واقتحامها مكتبه دون إذن ولكنه خشى أن تسأله ليان وتصر على معرفة صفتها بحياته حينها كان سيخسر على الرغم من تأكده أن زواجه بليان لم يك إلا رغبة مؤقتة فاز بها وبالنفوذ الذي طالما رأى أنه حقه وناله بصفقته مع والدها وأن ما جمعه بها هو الواجب الزوجي وليس الحب إلا أنه لا يقدر على ضياعها منه أو خسارتها أبدا.
فجأة تبدلت مشاعره وغامت عينه وتفجر غضبه وحنقه عليها فضړب مقود سيارته بقوة وصړخ پغضب
هرجعك وهدفعك تمن رفضك ليا غالي يا منار علشان مش أمجد المشير اللي تتكلمي معاه ببجاحة وصوت عالي وتطلبي منه الطلاق وأنت المفروض تبوسي إيدك وش وضهر أنه اختارك وحبك ودخلك حياته والله ونسيت أصلك يا بنت شهدي ووقفتي
تم نسخ الرابط