أنا لنفسي..وبك..بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
أصرارها العجيب على دعوة دعاء وحضورها حفل عيد الميلاد ولم تك الدهشة والحيرة من نصيب مايا فقط بل أيضا من نصيب مصطفى الذي تفاجأ بوالدته وبخلاف العادة تقيم احتفالا فتبادل مع مايا النظرات لتشير إليه بسرية لينسحبا بهدوء من أمام والدتهم المشغولة بأعداد الطاولة ووقفا بالشرفة فهمست مايا بصوت خاڤت وأخبرته عما فعلته والدتها ليحدق بها مصطفى بريبة ويقول
مش عارفة يا مصطفى بس بصراحة من طريقة ماما وإصرارها على إن دعاء تيجي حسيت بالخۏف وإن ماما ناوية على حاجة بكرة فارجوك خلي بالك من تصرفاتك وبلاش أبدا تقف مع دعاء فأي مكان لوحدك لتكون ماما ناوية تصوركم وتبعت الصور لوالدها وتبقى مصېبة أنت مش عارف هما مقفلين عليها أزاي وأديك شوفت بنفسك لما اتقابلنا صدفة أخوها اللي اسمه علي كان بيبص لنا أزاي أرجوك يا مصطفى خلي بالك وحاول تمسك نفسك وتبعد عنها حتى لو أنت مكلم بابا عليها هي متعرفش أصلا بالكلام دا ماشي.
في حين صدمت دعاء حين ابلغها عمر بنفسه بأنه سيقوم بتوصيلها إلى منزل صديقتها وسيعود ليأتي بها بعد ساعة بل وطلب منها أن ترتدي ثيابها كي يذهب برفقتها لتبتاع هدية مناسبة لمايا وتابعهما علي بعدم رضا لما يحدث مؤخرا بالمنزل ككل بعدما تفاجئوا بإتصال أحد أعمام والدهم يطالبهم بالمجيء إلى البلدة جميعا ليقرر والدهم تحديد الموعد قبيل امتحانات شقيقته التي نقاشه في تأجيل موعد السفر بعد انتهائها من أداء الامتحانات فرفض طلبه والأن هذه الحفل الذي وافق أن تحضره شقيقته جعله يشعر بالخۏف ولكنه لزم الصمت حين لمح السعادة في عينا شقيقته التي تأبى الدنيا إسعادها.
دعاء مش عايز اوصيك تلزمي مكانك مع البنات وجنب باب الشقة ومتدخليش أي أوض مهما كان اللي طلب منك وخلي الساعة تعدي من غير مشاكل ممكن.
أومأت له بالموافقة لتسرع بالمغادرة حين ناداها عمر وتبعته إلى الخارج وقبيل البناية أوقفها عمر وهو يتهرب من النظر إليها بوجهه الذي غزته الحمرة وهو الأمر الذي صعق دعاء ليزيد من صډمتها بقوله بصوت مضطرب
وافقت دون أن تسأله عن شيء وصعدت درجات السلم لتجد مايا تقف باستقبالها فاحتضنتها وهمست بأذنها بكلمات سريعة بوجهها المكتسب حمرته وسلمتها هديتها وهدية شقيقها لتزيد مايا من صدمة دعاء حين اتسعت ابتسامتها واحتضنتها بلهفة وعقبت بسؤالها
كادت عينا دعاء تغادر محجرها بسبب ما سمعته وكادت تسألها عن مغزى كلماتها ولكنها امتنعت حين ظهرت نادية وجذبت دعاء إلى الداخل ورحبت بها بحفاوة فتابعت مايا بوجه مذهول تصرف والدتها وأسرعت تتبع خطاهم كي تطمئن على صديقتها لتقف على مقربة منها حين رأتها تقدمها إلى عمتها وتجلسها بجوارها فابتسمت بإرتياح واستدارت تتحدث إلى إحدى زميلاتها ولم تلحظ مايا عمتها التي ربتت كتف دعاء ولا ميلها نحوها وهمسها بإذنيها فاضطربت ملامح دعاء كليا حين سمعتها تسألها
إلا يا حبيبتي أنتم بقى من أسوان ولا من النوبة معلش أصل لون البشرة الأسود دا غريب شوية هنا.
لم تصدق دعاء أذنها وحدقت بوجه تحية عمة مايا بدهشة ونجحت بإخفاء إحساسها بالألم وازدردت لعابها وأجابتها وهي تحدق بها بثبات وعلى ثغرها ابتسامة رضى
لا يا طنط أحنا من قنا وقبل ما حضرتك تسألي أنا لوحدي اللي اخدت لون سماري وراثة عن جدتي الله يرحمها إنما أخواتي وباقي العيله كلهم لونهم عادي فاتح مش أسمر.
امتعضت ملامح تحية ونظرت إلى دعاء بشفقة مصطنعة وأردفت
يوة يعني ميجيش النصيب إلا فيك وتاخدي اللون الغامق دا يلا معلش بكرة ربنا يوعدك بواحد يرضى بلونك.
زادها جاوب تحية وتنمرها عليها ألما فارادت دعاء
متابعة القراءة