أنا لنفسي..وبك..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

به وتعجبت دعاء من نظرات نادية التي كانت ترمقها بها بين الحين والأخر ولكنها أسرت ما شعرت به بداخلها.
بعد ساعات عادوا إلى المنزل وأصرت دعاء على مساعدة والدتها بتبديل ثوبها وأسرعت تعد لها مشروبا دافئا وجلست برفقتها بعض الوقت وحين اطمأنت لنوم والدتها غادرت متسلله ليعترض علي طريقها ويرافقها إلى غرفتها وتفاجأت دعاء بجلوسه إلى جوارها بوجه متجهم فاقتربت منه بتردد وسألته بريبة
مالك يا علي مكشر فوشي ليه هو أنا عملت حاجة غلط زعلتك
رفع علي حاجبه وهو يتابع ملامحها وزاد من تقطيبة وجهه وأردف
اتمنى متكونيش عملتي حاجة غلط يا دعاء تخليني أشوفك بصورة تانية ودلوقتي أقعدي أنا عايز أعرف منك كل حاجة عن صاحبتك مايا وعلى وجه الأخص أخوها
ازدردت دعاء لعابها پخوف فها هو ما تخشاه يحدث أمامها فرأت أن عليها تشتيت انتباهه ولو قليلا كي لا تخسر احترامه لها وأجابته رغما عنها بقولها
وأنا مالي بأخوها يا علي دا واحد كبير ومش عارفة إن كان بيدرس ولا مخلص إنما مايا فهي كانت معايا فابتدائي ومكنش ليا كلام معاها واتقابلنا السنة دي أصلها اتنقلت للمدرسة واتعرفت عليا وحبت تصاحبني فالأول بابا رفض لكن عمر لما شافها وافق وقالي أنها مؤدبة ومافيش مانع أروح المدرسة معاها وأرجع.
ضيق علي ما بين حاجبيه وسألها بصوت خاڤت
أومال ليه أخوها عينيه منزلتش من عليك طول ما احنا قاعدين وكمان والدتهم نظراتها ليك معجبتنيش زي ما تكون مش حابة أنك تعرفي بنتها عموما نصيحة مني حاولي تقللي معرفتك بصاحبتك علشان متتوجعيش بعد كده ودا لمصلحتك علشان حتى لو مش هتتجوزي حد من ولاد عمك فأظن كمان بابا مش هيوافق أبدا على أخوها.
صډمتها كلمات علي الصريحة والتي لم تدر بما تجيبه عليها فخفضت رأسها أرضا بخزي وأردفت
أنا مش حاطة أي حد فدماغي يا علي غير مستقبلي وبس وصدقني موضوع الارتباط والجواز مش بفكر فيه نهائي علشان أنا عارفة إن أمري مش فإيدي وإني مش هرتبط غير باللي بابا يقول عليه فمريحة قلبي ونفسي وباصة لدراستي وبس فاطمن.
أحس بكلماتها بعيدة تماما عن الصدق فنبرات الحزن التي رافقت حروفها أحس منها بالتحسر على شيء تتمناه ولن تناله فجذبها إليه وأردف
أهو دا اللي أنا خاېف منه عليك يا دعاء الۏجع اللي بتحاولي تخبيه جواك وپتتعذبي بيه ليه تعملي فنفسك كده وتتعلقي بحد وأنت متأكدة أنه مستحيل يبقى من نصيبك
حاولت دعاء نكران الحقيقة ولكن أمام نظرات شقيقها انهمرت دموعها وأجابته بصوت متقطع
أنا والله متكلمتش معاه ولا مرة ولا شوفته غير لما روحت لمايا وعمري ما سألتها عليه بس ڠصب عني يا علي قلبي سهاني واتعلق بيه ويمكن هو ميعرفش كمان باللي أنا حساه ووالله أنا مړعوپة من الموضوع دا علشان بابا ولا عمر حسوا بيه مش بعيد يوافقوا على سالم ولا صالح وتبقى حياتي ضاعت مني.
زفر علي بحزن وقبل جبينها وهتف 
المشكلة مش فدول وبس يا دعاء المشكلة أنك مشوفتيش والدته بتبص لك أزاي يا دعاء أنا لو حتى بابا وافق أنا هخاف عليك من الست دي لأنها مش بتحبك وعلشان أنا عايز أحافظ عليك وأحميك من الكسر بقولك أرجوك شيلي الموضوع دا من تفكيرك وقلبك نهائي قبل ما ټندمي.
...
.وئدتني بقسۏة..
بعد مرور شهر وقبل بدء الأمتحانات بأسبوعين تفاجأت بسمة والدة دعاء بمايا وولدتها أمامها فرحبت بهم بحفاوة فجلست نادية وجالت بعينيها في المكان فوكزتها ابنتها سرا فابتسمت وأردفت
أنا جيت النهاردة وعشمي توافقي على طلبي منك يا ست بسمة يعني بكرة عيد ميلاد مايا وبصراحة كمان بنت عمتها لسه واصلة من بلاد برا ليها كام يوم وقولنا تبقى الحفلة حفلتين لكل الحبايب والاصحاب ولو ممكن توافقي إن دعاء تحضر الحفلة وعلى فكرة هي فالبيت عندنا ومتقلقيش دعاء هنشيلها جوا عينيا زيها زي مايا بنتي قولتي إيه
تلون وجه بسمة حرجا وفركت كفيها قائلة
والله يا أم مايا أنا مقدرش أديلك كلمتي فالموضوع دا إلا لما اسأل قبيصي فمعلش سامحيني هأخر ردي لحد ما يرجع من الشغل وأول ما أبلغه واشوف رأيه هبلغك على طول إن شاء الله.
أومأت نادية بتفهم وأشارت إلى ابنتها بالرحيل ليوقفهما وصول عمر برفقة والده فازدردت مايا لعابها وخفضت عيناها سريعا حين حدق بها عمر بدهشة لتفاجأهم نادية بإعادة طلبها بإصرار فنظر قبيصي إلى زوجته فأعلمته نظراتها موقفها فأومأ بخفة وأردفت
كل سنة وأنت طيبة يا بنتي ولو على حضور دعاء عيد ميلادك فأنا هوافق بس هي ساعة وترجع لإننا مسافرين البلد بعد بكرة ومش هينفع تتأخر علشان تحضر حاجتها.
ابتسمت نادية وأردفت
متقلقش يا حج أحنا هنطفي الشمع بدري ومش هنأخر دعاء.
دهشت مايا من تصرف والدتها وتصميمها على إقامة حفل عيد ميلاد لها فهو يقام كل عام بهدوء ودون ضحة بل والأغرب
تم نسخ الرابط