أنا لنفسي..وبك..بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
مش معقول يا أمي تكون هي دي أسباب رفضك لبنت بأخلاق وتدين دعاء وأدبها بنت قلبي اتفتح لها وحس بيها وكان شايفها شريكة حياته وبعدين أنا عايز أفهم هو مين فينا أختار لونه ولا شكله ولا أي حاجة فيه يا ماما احنا كلنا منملكش أي حاجة فنفسنا لإننا خلق الله وبعدين فرضا لو على كلامك إن حصل لي أنا حاجة واتغيرت ملامحي يبقى المفروض مراتي تسيبني وتبعد عني علشان اتغيرت ومبقتش بالصورة اللي كنت عليها.
بقولك إيه بلا تتغير بلا ۏجع دماغ وخلاص أنت أخدت نصيبك فملك بنت عمتك أهي متربية على إيدينا وعارفينها وغير كده جميلة وتزين أي بيت تدخله وهي دي الزوجة اللي تستحقها وبعدين مش معقول يعني علشان خاطر الست دعاء دي هتحرج عمتك وتصغرنا أدامها دي تبقى عيبة فحقنا وميصحش.
كاد يجن من تفكير والدته التي تبيح ما تريد وتحرم ما ترفضه فزفر بحنق وأردف
قاطعته نادية بحدة حين شعرت بأنه يريد التنصل من تلك الخطبة وصاحت منذرة إياه
بقولك إيه يا مصطفى هي كلمة الموضوع دا اتقفل خلاص وأتفقنا مع عمتك وملك بقت خطيبتك ولو أنت بقى عايز تصغرنا كلنا زعل ملك وقول أدامها الكلام الخايب وأنا وحياتك عندي فلحظتها هروح على بيت الهانم اللي عامل راسها براس بنت عمتك واڤضحها أدام عيلتها وأقول لهم يلمو بنتهم عن ابني وأنت عارف أني أقدر أعمل كده كويس ودلوقتي تتفضل تروح تتصل بملك وتشوف هتنزل تشتري معاها الشبكة أمته خلينا نفرح بقى بدل السيرة الهم دي.
في حين لزمت دعاء جوار والدتها التي أحست بالړعب لتركها تغيب عن عيناها للحظة تنتظر بزوغ الفجر بفارغ الصبر ليرحلوا بينما كانت دعاء تشعر بأنها تعيش في عالم أخر تتذكر كذبهما عليها دون أن تسعى هي إلى ذلك زفرت پألم والتفتت تحدق بعينا والدتها التي غفت بسبب شعورها بالألم فتركت مكانها وغادرت الغرفة تبحث عن والدها وهبطت إلى الطابق السفلي لتصطدم عينيها بعينا عم والدها عبد العليم الذي ابتسم لها وأردف
هزت رأسها بالنفي وابتسمت بحرج قائلة
لأ أنا هنام خلاص يا جدو بس كنت نازلة أشوف بابا و...
ربت عبد العليم كتفها بحنو وأردف ما أن لاحظ خۏفها منه وترددها
بوك برات الدار جاعد ريح عمك وهدان بيشربوا شاي على الۏلعة تعالي معايا يا بتي وأجعدي جار بوك وخواتك.
ارتبكت وازدردت لعابها وخاڤت أن يغضب والدها إن علم أنها تركت جوار والدتها ولم تستمع لكلامه ونظرت إليه بحرج وأردفت
بترت دعاء كلماتها لتلعثمها فابتسم عبد العليم قائلا حين لاحظ ترددها
طيب خليك أنت أهنة وأني هجوله أنك رايداه.
وبالفعل ظهر والدها خلال ثوان فخفضت دعاء عينيها وأردفت
بابا أنا كنت عايزة أشرب حاجة دافية علشان تعبانة شوية ومش عارفة اطلب من مين ولا حتى عارفة طريق المطبخ فلو ممكن تخلي حد يساعدني.
المطبخ هناك أهو يا دعاء أعملي اللي أنت عايزاه وبالمرة أعملي حاجة دافية لوالدتك كمان واطلعي ولو عوزتي أي حاجة شاوري من شباك الاوضة ومتقلقيش أنا هبقى أبص عليك من وقت للتاني.
أومأت وخطت إلى المطبخ وعاد والدها إلى الخارج ومن مكان ما بالمنزل أعطت إشارة لأحدهم فلم ينتبه أحد إلى ذلك الظل الذي قفز من فوق السور الخلفي وخطى صوب المنزل ببطء وحذر ودنى من المكان وما أن لمح ظلها بالداخل حتى أخرج من جيبه ذلك المنديل المغمس بالمادة المخدرة والتف صوب إحدى النوافذ التي تركت مفتوحة خصيصا من أجله وقفز منها وخطى صوب المطبخ ووقف خلفها تماما ولم يمهلها الوقت قبل أن يكتم أنفاسها بمنديله ولم تتمكن دعاء من المقاومة لسرعة نفاذ المخدر إليها وسقطت بين ذراعيه فحملها مسرعا إلى الخارج من نفس المكان الذي ولج منه دون أن ينتبه إلى الموقد والإناء الصغير الموضوع فوقه.
ومرت ساعة من الوقت والجميع بالخارج يجلسون حول الڼار فوقف على وهتف وهو يجول ببصره حول وجوه الجالسين
أنا هروح اجيب مية حد حابب أجيب له حاجة معايا
طلب منه عمر وسالم إحضار عصير من البراد فابتسم وخطى بأتجاه المنزل وما أن وطأ داخله حتى عقد حاجبيه حين اشتم رائحة غريبة ليدرك أنها رائحة إحتراق فأسرع نحو المطبخ وصاح بصوت عال مناديا أي يأتي أحد بمطفأة إليه
متابعة القراءة