أنا لنفسي..وبك..بقلم منى أحمد حافظ
آخر دون بينة ووسط تيهها أتاها صوته الأجش يقول
وه فكرتيني ههملك وأرحل بعيد عنيكي كية ما جولت لك من هبابة ليه مفكراني أنجنيت لجل ما أهمل جلبي حداكي يا حبة الجلب وأبعد وهو معجول بعد ما استنظرتك العمر ده كلاته أسلم أكدة من غير ما أعافر ده حتى تبجى عيبة بحجي وأني بهي اللي بيتباهى وسط الخلج بعشجه ليكي.
اشټعل وجهها فدفنته بصدر والدها بخجل ليزيدها صوت عمها الذي صدح في المكان يقول
ساد الهدوء ودهشت دعاء لأمره حتى خيل إليها بأنها تحلم فأبتعدت مسرعة عن والدها وهي تلتفت لتراه يقف على مقربة منها وإلى جواره عمها فازدردت لعابها وعادت بعينيها تسأل والدها الرأي والمشورة لتتسع ابتسامته وهو يدير رأسه ليحدق بشقيقه ويخبره بسعادة
وها هي تجلس بانتظار انتهاء شيخ المسجد من عقد قرانها ولازال عقلها يبحث عن إجابة لسؤالها كيف يرهن أحدهم حياته من أجل أخر بلا أمل
لتنحي دعاء سؤالي بعيدا عنها حين ولج والدها يتبعه بهي وشقيقيها فخجلت من نظراته إليها ووقفت دعاء ويدها تتشبث بساعد مايا فجذبها والدها نحوه يضمها بحنو مقبلا رأسها فاحتضنته هي الأخرى ليختطفها عمر وعلي من ذراعي والدهم ويحتضناها وهما يصيحا بسعادة
ليضحكوا جميعا بسعادة وهم يهنئونها فأشار والدهم ليغادروا الغرفة وتبعهم لتبقى دعاء برفقة بهي.
فظلت بمكانها تنظر أرضا وتفرك كفيها معا لترتجف حين مست أصابعه ذقنها ورفع وجهها ليحدق بعينيها بأنفاس متوترة ليزدرد لعابه ويقترب منها خطوة واحدة فكانت كفيلة بأن تلفحها أنفاسه الحارة وتثير ارتجافها وتسرع من ضربات قلبها بعدما استطاع بهي أن يأسر عينيها تماما بنظراته ويقول بصوت مشحنون بالعاطفة
هو أنا ينفع أسألك عن حاجة.
التقط يدها بين كفيه ورفعهما إلى شفتيه وقبل راحة يدها ببطء وهو يحدق بها ويهمس
عاوزة تعرفي ليه بتكلم بلهجة بلدنا طالما بعرف أتكلم بلهجة سكان القاهرة.
بتحدت بيها لإني فخور بلغوتنا يا حبة الجلب.
أحرجتها نظراته العاشقة إليها فخفضت رأسها ليضحك بسعادة وهو يجذبها ليضمها إلى صدره بقوة مهمها بصوت أجش بحبه الذي ملأ وفاض بداخله لها وبأشتياقه إليها وأبعدها عنه ليرفع وجهها إليه ويهمس
ظفرت بعشقك كما وعدت قلبي وبحت به لقلبك وأنا أرفع راية أستسلامي أمام عيناك يا فارسة العشق يا أنا يا نفسي المتيمة يا دعائي في كل صلاة بجوف الليل وشدوي الهامس وقت الفجر أحبك وأعدك بألا يفتر حبي لك حتى مماتي.
وهكذا أصبحت دعاء لنفسها وبه متكاملة فعاشت مع زوجها حياة هانئة سار معها بدروب الحياة يدا بيد يدعمها ويدفعها دوما للأمام ولتكون دوما الأفضل ليحقق هو بهي طايع مقولة وخلف كل امرأة عظيمة زوجا أعظم.
ولم تختلف حياة عمر مع مايا كثيرا عن حياة دعاء فالغفران الذي غلف قلبيهما وعفوهما عن ذلات الماضي التي لم يكن لأحد منهما دخل بها جعلت حياتهما هادئة فنجد مايا تحسن لزوجها كما كانت ترى والدتها سابقا تفعل وتبتعد عما قد يسيء فهمه وكما اتفقنا لم يخفي أحدهما عن الآخر شيئا كان الحوار لغتهما والتفاهم سرهما والمودة والحب منزلهما فنعما بحياة ظللها الهدوء برفقة أولادهما.
وكذلك أنتهت رحلة علي ذلك الشقيق الذي أجاد دوره ليكون سندا تفتخر به كل فتاة وتزوج أحدى فتيات عمومة بهي التي نالت اعجابه فتقدم سريعا لها فكسب ودها برجولته وحنانه اللامتناهي وتفهمه الكبير حقا كانت حياة زينة معه شيئا يحاكي الأساطير ولكنها لم تكن أساطير بحبكة درامية بل هي اسطورة عشق خلدت اسم علي بين رجال البلدة ليكون مثالا يحتذى به بين الجميع.
من منا لا يس
للكمال جميعنا نسعى ولكن الأهم من السعي أن ندرك أن لا أحد أبدا يكتمل بمفرده فلكل منا شريك درب ورفيق حياة وعلينا كما فعلت هي والكثيرون أن نحسن أختيار شركاؤنا.
تمت .. منى أحمد حافظ