أنا لنفسي..وبك..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

ماما كانت دايما تكلمني بنفس طريقتك دي يا علي حتى لما كانت بتبقى متعصبة وتعبانة من العلاج وجلسة الكيماوي كنت لما أروح لها وأسألها عن حاجة كانت تجاوبني بنفس أسلوبك الهادي دا أنا كان نفسي أشوفها يا علي قوي وتاخدني فحضنها أنا مشبعتش منها واتحرمت ڠصب عني من وداعها.
احتضنها علي بقوة وربت ظهرها بحنو وأردف
ادعي لها يا دعاء وكل ما تفكري فحاجة هتخليك ټعيطي أدعي أكتر وخليك فاهمة إن ماما محتاجة الدعاء والصدقة مش الدموع.
وبالخارج جلس عمر بملامح وجه مكفهرة مقطب الجبين بعدما استمع إلى كلمات شقيقته فشعر وكأنها طعنته بقوة ووقف فجأة واتجه صوب غرفته مغلقا بابها خلفه وهو يفكر في كل كلمة افصحت عنها شقيقته.
...
..سأقول لا..
شهور مرت حتى اقتربت من العام ما بين حزن وإحساس بالفقد عاشوا فيه ورغم كل شعور استحوذ على قلوبهم أكملت الحياة مسيرتها.
فها هي دعاء بعد عناء وعدة محاولات لاستئناف حياتها من جديد استذكرت بتركيز تام دروسها وخطت خطواتها التي تأجلت بسبب ۏفاة والدتها وانهت اختبارات الثانوية وهي تشعر بالامتنان لوجود شقيقيها ووالدها إلى جوارها بعد تبدل الواقع معها ليصبح أهدأ مما كان بترقق والدها بمعاملته معها لتفاجأ الجميع بصباح اليوم التالي لانهائها اختبارتها بعمر يجلس بينهم ويقول
أنا عارف إن الكلام اللي هقوله مفروض أأجل فيه كلام لحد ما تعدي سنة كمان بس في الحقيقة أنا ارتبطت بكلمة من فترة وحابب أني انفذها دا بعد أذنك يا بابا وموافقتك طبعا.
سأله والده عن مغزى كلماته تلك ليجيبه عمر
بصراحة أنا كنت حابب أخطب وأكتب كتاب.
لم تدر دعاء لما شعرت بالقلق والريبة لما هو قادم واختلست النظر إلى ملامح والدها الذي طرق برأسه يفكر ليزفر أخيرا ويردف
وياترى الكلمة اللي أديتها كانت لمين يا عمر
أجابه عمر بصوت هادئ
بصراحة أنا كلمتي كانت مع الانسانه اللي حابب أنها تكون شريكة حياتي إنما أهلها أنا متكلمتش ولا لمحت لهم بأي حاجة وقلت الخطوة دي لازم تتم بمعرفتك ووجودك.
أومأ قبيصي ونظر إلى ابنته التي حاولت الابتسام ليبادلها والدها ويقول
ها إيه رأيك يا دعاء نوافق على الموضوع دا ولا نرفض
أمعن عمر النظر بوجه شقيقته فخفضت دعاء رأسها بحرج وأجابت والدها
أنا عارفة إن حضرتك مش هتقبل إن عمر يصغر فعين البنت اللي اختارها علشان كده بفكر إن حضرتك توافق.
هز رأسه بتعجب وأردف
والله وعرفتي تبقي محامية لأخوك يا دعاء وشكلك هتجبريني أوافق علشان منصغرش بيه فعلا.
اتسعت ابتسامة عمر ولمعت عيناه ليضيف والده
على بركة الله يا عمر بس الأول قولي مين سعيدة الحظ اللي وعدتها أنك هترتبط بيها هي بنت حد نعرفه ولا لأ.
هز عمر رأسه بالإيجاب وهو يحدق بوجه شقيقته بتركيز وأجاب سؤال والده بتعمد بطيء
حضرتك أكيد تعرفها ودعاء كمان دي حتى تبقى صاحبتها.
سأله والده عن هويتها ليجيبه عمر
العروسة تبقى مايا صاحبة دعاء يا بابا.
شحب وجهها واحست بصحة تلك النغزة التي أصابتها فهي إشارة بأن القادم مريب فنظرات شقيقها لمعت بقوة ولكن ليس تلك اللمعة التي رأتها سابقا داخل عيناه.
وبعد مرور عدة أيام وبعد أن اتفق عمر مع مايا وحدد موعد حاول عمر أن يقنع شقيقته كي ترافقهم ولكنها رفضت متعللة بأن تلك الجلسة هي اتفاق مبدئي وأنها حتما ستكون معهم حين يحددون يوما لقراءة الفاتحة لتمر الساعات بشكل مقلق أخاف دعاء وحين سمعت صخب عودتهم أسرعت ليبتسم عمر ويقول
مش كنت جيتي معانا يا دعاء أدينا قرينا الفاتحة النهارده بعد ما طلعت مايا مفهمة والدتها على كل حاجة ومرتبه لي الطريق مع والدها عموما احنا اتفقنا نعمل حفلة الخطوبة وكتب الكتاب أول الشهر الجديد يعني بعد نتيجتك علشان تبقى الفرحة فرحتين.
هنأته بقلق واستأذنه وعادت لغرفتها ولكنه أوقفها قائلا
على فكرة يا دعاء احنا معزومين على فرح مصطفى أخو مايا بعد عشر أيام فشوفي يوم فاضي علشان ننزل سوا تشتري طقم حلو تحضري بيه.
ليته أحتفظ بكلماته تلك لنفسه ولم يخبرها بشيء فتابعته بنظراتها لتفر دموعها رغما عنها وقبل أن يلحظها والدها اتجهت إلى غرفتها بينما جلس علي وقد ازداد شكه لما يدور حوله فشقيقه بدا غامضا بكلماته وإلحاحه لعقد القران بأقرب وقت فحاول علي أن ينحي ذلك الخۏف الذي تسرب إلى قلبه بعدما أحس بأن شقيقه يضمر بنفسه شيئا ما.
وفي البلدة يكاد يجن من إمتلاكها حواسه وعقله وكأنه بات أحد سبايا عيناها ولم يعد بهي ذلك الناقم على الحياة فتقبل كون صالح دفع فدية شقيقه وأصبح بين حين وأخر يذهب إلى منزل عبد العليم بمحاولة منه لإصلاح ذات البين بين الأسرتين فأتى والده بعدما أنهى صلاته وجلس إلى جواره يقول
وبعدهالك يا ولدي ما جولت لك تعال نروح للحج عبد العليم و نفاتحه بالموضوع ونجوله أنك رايد تناسبه بدل الجعدة اللي ما جيباشي همها
تم نسخ الرابط