أنا لنفسي..وبك..بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
من الأوائل زي كل سنة.
أنهى عمر قوله بجذبه لدعاء من بين ذراعي علي وضمھا بقوة مقبلا مقدمة رأسها ورفع عيناه وغمز لشقيقه وأضاف
اطلع إنت منها بقى يا سي علي علشان دعاء عارفة أنا بحبها قد أيه وبخاف على مصلحتها أزاي مش كده يا دودو.
ترقرقت عينا دعاء بالدموع فجأة وأحست بالذنب تجاههم لأخذها الخطاب وودت لو لم تأخذه حتى لا تصبح أمام نفسها قبل شقيقيها خائڼة للثقة وأغمضت عينيها لتخفي تأثرها لينتبه عمر لحالتها فعقد حاجبيه وأشار لشقيقه علي أن يتولى أمر معرفة ما بها وانسحب بهدوء فجذبها علي نحوه وسألها بترقب
هزت رأسها بالنفي وزفرت قائلة
مافيش حاجة غير موضوع تعب ماما اللي بابا وعمر مخبينه عني وفاكرين أني مش عارفة إن ماما قاعدة عند خالتو علشان مسبش مذكرتي واقعد معاها وكمان موضوع عمك وهدان وخناقته مع بابا بسببي أنا مش عارفة يا علي ليه بيحصل معايا كده ليه مافيش لحظة حلوة بتكمل معايا يعني يوم أما بابا ياخد صفي في موقف الدنيا تولع من تحت راسي وعمك وهدان يوقف له ويسافر وهو ڠضبان وحالف ليقلب البلد عليه وأنا من وقتها خاېفة يا علي خاېفة بابا فالنهاية ميقدرش يرفض وألقى نفسي في الأخر متجوزة واحد من الاتنين وعايشة فچحيم لإن بابا مهما حاول يرفض تكاتل الكل عليه هيخليه يوافق ڠصب عنه حتى عمر وقت ما سمع الخناقة وعمك مشي سأل بابا ليه ميوافقش وخلاص بدل المشاكل اللي هتحصل فقاله على اللي حكيته لماما.
بصي موضوع تعب ماما يمكن فعلا زي ما قولت ماما فضلت أنها تروح عند خالتو علشان عارفة أنك داخلة على امتحانات ومينفعش تتشتتي بيها وبتعبها وهي نفسها أنها تطمن عليك بدخولك للكلية علشان محدش يقدر يقول كفايه عليها الثانوية العامة وخلاص فمتزعليش وأدعي إن ربنا يشفيها أما موضوع عمك فأنا عايزك متفكريش فيه نهائي حتى لو الدنيا أتهدت من حواليك ما دام بابا رفض وقال لأ يبقى خلاص محدش هيقدر يغصبه يجوزك من غير رضاه وصدقيني سالم وصالح دول أنا لو كنت موجود وهما هنا كنت عرفت أزاي أرد عليهم وعلى كلامهم وتصرفاتهم فمټخافيش ودلوقتي روحي اغسلي وشك وحضري حالك أحنا نازلين نتغدا برا كلنا وهنعدي ناخد ماما معانا وخالتو.
وشك نور لما حبيب القلب جه عموما ماشي يعني هتروحي مني فين مسيره يزهق ويقول هسافر أشوف شغل زي كل مرة ووقتها مش هتلاقي غيري يا جميل.
ازداد إحساسها بالراحة كون شقيقها عمر تغير معها وأحاطها بحمايته ولكن من داخلها تشعر پخوف يغلف قلبها فأخفته عن الجميع وبعد نصف الساعة وصلوا جميعا إلى المطعم الذي أختاره علي شقيقها وبعد مرور بعض الوقت سمعت دعاء صوت مايا تقول
وقفت دعاء سريعا واحتضنت مايا لتصطدم عينيها بعينا مصطفى فشهقت پخوف وشحب وجهها والتفتت سريعا نحو والدها وشقيقيها لتجد والدها يحدق بها بريبة فجذبت جسدها بعيدا عن ذراعي مايا وأردفت
بابا أحب أعرف حضرتك بصاحبتي مايا اللي معايا فالمدرسة وبنروح سوا.
ابتسمت مايا بحرج حين طالعتها عينا عمر بتفرس وتعجبت حين تجاوزها ببصره وحدق بشقيقها الذي وقف على بعد بضع خطوات منها ورفع حاجبه بتساؤل ليتقدم مصطفى منهم ومد يده معرفا عن نفسه فمد عمر يده وصافحه بحفاوة بينما ابتسم علي من مكانه ليولي والدته اهتمامه وبعد برهة سمع والده يقول
استشعر مصطفى الحرج وعقب بقوله
مرة تانية يا عمي أصل ماما وبابا فالطريق وبشكر حضرتك على اهتمامك ومتقلقش أحنا بردوا بنعمل حساب الحاجات دي يعني والدي مربينا نفس تربية حضرتك وبشكرك جدا مرة تانية عن اذنكم.
ودعت مايا دعاء وجلست بجوار شقيقها ليأتي مقعدها مواجها لمقعد عمر الذي أخذ يتطلع إليها بين الحين والآخر في حين ركزت دعاء كل اهتمامها بوالدتها كي تتهرب من الالتفات للخلف وهي تدعو الله ألا يشعر شقيقها بشيء من توترها الواضح ولكن بدون أن تدري لاحق علي خلسة نظرات مصطفى الموجهة لظهر شقيقته فاخفى انزعاجه وقلقه الذي ثار بداخله ومضى الوقت وبعد حضور والدي مايا وتعارف أفراد الأسرة لم يختلف موقف نادية نحو دعاء بل ازداد ما أن رأت أهتمام اسرتها المبالغ
متابعة القراءة