أنا لنفسي..وبك..بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
يأن يمهلها الصبر كي يمر ذلك اليوم على خير وأن يمنحها الله القدرة على النسيان.
ولم تكد الثوان تمر وكأن الظروف تضافرت كي لا تدع لها وقت لتحزن حتى صدح صوت علي يناديها فغادرت غرفتها لتجده يحتضن والدهم ويقول بغبطة
دعاء نجحت وجابت سبعة وتسعين فالمية يا بابا.
حدقت به پصدمة لتشير إلى نفسها وهي تبكي وتسأله بصوت لا يصدق
احتضنها ثلاثتهم بسعادة يهنئونها لنجاحها بتفوق فأسرعت دعاء وقالت لوالدها
أنا هروح أتوضى على ما تتوضى يا بابا وتصلي بيا جماعة أنا عايزة أشكر ربنا على كرمه معايا ممكن يا بابا.
شدد قبيصي من احتضانها وقبل جبينها قائلا
كلنا هنصلي جماعة يا دعاء ونشكر ربنا.
زاد فضولها لتقرأ المزيد لتجد رسائل أسير الشتاء هي مقتطفات وأسطر أشعار كتب فيها
لا نختار أبدا نقطة الإلتقاء ولكن ما أن نتقابل يبدأ بيننا الاختيار ليحدد اتجاهات سيرنا ما بين خطوة للأمام أو عودة لما قبل اللقاء.
لا تتركيني بهم يأكل الأخضر بداخلي.
ضجت وثارت مشاعري غيرة وعشق فكيف أجد الهدى يا حبيبتي إليك
كم أود لو أخترق شاشة تلفازك لأراك لا بل أنا أود لو أجسد ذاك المشهد وأجلس أمامك لأقول لك عودي يا هاميس فلا حياة لي دونك.
ارتجفت بقوة وأحست بنغزات تلاحق قلبها فتركت الهاتف من يدها وضغطت فوق قلبها لتهدأ من سرعة نبضاته التي توالت عليها ووقفت وبدت وكأنها تخشى النظر إلى هاتفها حتى لا يظهر أمامها وانتفضت حين صدح صوت إشعار أخر استلمه بريدها فحدقت بهاتفها بتخوف وهزت رأسها بالرفض واسرعت باتجاه مرحاضها وتوضأت وافترشت سجادتها ووقفت بقلب مرتجف مذعور تصلي وهي تستجمع خشوعها تدعو الله بأن يغفر هفوتها تلك وما أن أنهت صلاتها حتى سارعت إلى هاتفها وقامت بمحو جميع رسائله ووضعته بقائمة الحظر حتى لا يأتيها منه المزيد ليطفو اسمه أمامها ففزعت وهتفت
رفعت دعاء أصابعها المرتجفة وضغطت شفتيها وانهمرت دموعها فأغمضت عينيها وقالت
يارب احفظني من شړ نفسي وأبعده عني.
وجاء اليوم الموعود زفاف مصطفى فوقفت دعاء أمام المرآة تحدق بهيئتها بعدما تعمدت أن تبدل ذلك الثوب بأخر وأختارته قاتم اللون فهي تشعر بداخلها پألم ينحر قلبها نحرا لم تتحمل رؤية ملامحها فأشاحت بوجهها لتصطدم بعينا عمر الذي وقف يتأملها فشعرت بالارتباك لرؤيته لها بتلك الحالة حاولت أن تحادثه ولكن لم تستطع شفتاها التفوه بحرف واحد ليأتيها صوت عمر يقول بهدوء
تغضن جبينها وأمعنت دعاء النظر بوجه شقيقها فوجدته يبتسم ويقول
مش يلا بينا يا دودو ولا إيه إحنا كده هنتأخر.
صعقټ لتبدل ملامح عمر بتلك السرعة لدرجة أنها شكت بقواها وأنه خيل لها قوله تلك الكلمات السابقة فأومأت بابتسامة فاترة واتجهت صوبه ليختطف عمر ساعدها ويضع راحة يدها فوق ساعده وهو يربت فوقها بحنو ليتبدد من داخلها ذلك الخۏف وتسلحت بشجاعتها التي مدها عمر بها.
وصلا سويا يدا بيد إلى القاعة وارتجفت فجأة وأحست ببرودة تحتل جسدها وازدردت لعابها وخطت إلى الدخل فضغطت دعاء بقوة فوق ساعد شقيقها وسحبت عدة أنفاس متتالية لتحبسها بداخلها حين وقع بصرها عليه وهو يجلس وتلك الفتاة ملك إلى جواره بثوب زفافها الأبيض تبتسم بوله إليه بينما زاغت نظراته لتصطدم بعيناها فأحست بالزمن يتوقف وبالأصوات تخمد فقط يتردد في المكان صدا أنفاسها المتلاحقة فكانت أشبه بأرنب يفر من وحش خفي يطارده سكون احتل ذلك الصخب بداخلها وهدوء أخمد ثوران مشاعرها وارتياح غريب سكن اعماقها لتتلاشى صورته وتعود الحركة كما كانت فالتفتت إلى شقيقها وما أن أجلسها إلى جواره حتى سارعت مايا بالتوجه إليهما لتفتر ابتسامة دعاء وحين مدت مايا يدها إليها لتصافحها أومأت دعاء لها برأسها برسمية لتخبو ابتسامة مايا المرتبكة وادارت عيناها نحو عمر الذي أحتضن راحة يدها بين يده وابتسم قائلا
معلش دعاء
متابعة القراءة