أنا لنفسي..وبك..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

ده.
زفر بهي بحيرة والټفت برأسه إلى والده وأردفت بتخوف
وتفتكر يا بوي إن أني مفكرتش أروح له وأفاتحه لاه أني فكرت كتير بس ماخبرش ليه جلبي هو اللي خاېف كيه العصفور الصغير.
ربت طايع فوق كتفه قائلا
طالما رايد حلال ربنا يا ولدي يبجى تجوي جلبك وتجول يارب وتنوي بمشيئة الله وربك مهيكسرش بخاطرك ولا خاطر جلبك اقولك هم بينا على دار عبد العليم لجل ما نتحدت وياه دلوك.
لم يتفاجأ عبد العليم لمجيئهما سويا فنظر إلى بهي وقال
خبرتك عشية أنك رايد تجولي حاجة وأنت جولت لاه واهه اللي حسبته لجيته ودلوك جول اللي رايده يا بهي وخليني أعرف إن كن هو اللي فكرت فيه ولا ده حاجة تانية.
ازدرد لعابه بعدما أكله الخۏف وشعر وكأنه عاد مراهقا مذعور ونظر إلى والده الذي حثه على الحديث ليحمحم بهي قائلا
يا حج أني جايلك لجل ما ما...
صمت يلتقط أنفاسه وزفرها بقوة ليضيف
لجل ما تاجي معاي أني وأبوي لعمي جبيصي نطلب يد بته.
لمعت عينا عبد العليم وابتسم لطايع وهتف بظفر
أهه رايد تتجوز دعاء بس أنت خابر أنها راح تدخل الجامعة لجل ما تحجج حلمها ووصية ستها.
أومأ ليخبره بمعرفته تلك المعلومة فوقف عبد العليم وأردف
إن كان الأمر أكدة يبجى أني هتصل بجبيصي وأجوله ونشوف رده إيه لأول.
وبعدما أبلغ عبد العليم قبيصي بطلب بهي لم يدر قبيصي كيف يخبر ابنته بتلك المفاجأة التي أذهلته فعمه وبعد محادثة طويلة وضح فيها كيف أعتذر بهي منهم وما فعله بمن أشاع تلك الفتنة وشعر بأنه رد له كرامته التي أهدرها بنفسه فنادى ابنيه وطلب منهما الجلوس برفقته مستغلا انشغال ابنته وأخبرهما فهب عمر رافضا وهو يشعر بالڠضب لجرأة بهي بينما جلس علي يفكر بكلمات والده بهدوء وأشار لشقيقه بالعودة إلى مكانه وقال
حاول تمسك اعصابك شوية يا عمر وبعدين بعد كلام جدي عبد العليم اظن إن بهي مش بطال هو شاب وخريج جامعة وهيسيب أختك تكمل تعليمها وممكن بابا يطلب منه إن ميكونش في كتب كتاب إلا لما تخلص جامعة علشان يبقى مطمن عليها بص يا عمر مينفعش ترفض لمجرد الرفض المسبق بفكرة غلط وحاول توازن بين كل حاجة وتشوف الإنسان دا يستحق فعلا يترفض ولا يستحق فرصة تانية.
همهم عمر بكلمات رفضه ليتركهم مغادرا الغرفة بينما ربت علي كتف والده قائلا
فاتح دعاء يا بابا فالموضوع لأنها صاحبة الشأن وشوفها هتقول إيه ولو كان ردها بالرفض فكلنا هندعمها في قرارها ومنغصبش عليها.
وبالفعل ولج قبيصي إلى غرفة ابنته وجلس إلى جوارها وأخبرها بإتصال عبد العليم وطلب بهي فحدقت بوالدها پصدمة واڼفجرت باكية أمامه ليبدو عاجزا تماما عن أحتوائها لتأتي كلماتها المنكسرة والمغلفة پغضب متواري إحتراما لوالدها ورفضت سماع المزيد ووقفت أمامه بأنفاس متهدجة ووجه أحمر اللون وعيون متشحة بحمرة الدموع والڠضب لتقول
أنا مش مصدقة إن حضرتك اللي جاي تقولي على طلبه طب أزاي بعد اللي عمله دا خطڤني وأتسبب فمۏت ماما وخلى الناس أتكلمت عليا معقول تديله الفرصة أنه يطلبني كمان كأن لا كرامة ليا ولا أي حقوق أنا أنا بعتذر من حضرتك أني لأول مرة مش هقدر أطيعك وأقولك اللي تشوفه يا بابا وأمرك لأني مش موافقة على الطلب دا حتى لو كان بهي هو الفرصة اللي متتفوتش فأنا مش عايزاه فأرجوك لو ليا ذرة حب واحدة جواك بلاش تضغط عليا وتتكلم فالموضوع دا تاني لإني مش هغير رأيي أبدا.
أبلغهم قبيصي برفض دعاء وهو يشعر بالحيرة والتيه لإحساسه بأن بهي هو فرصة ابنته التي طالما تمنى أن تحظى بها ليطمئن عليها مع رجل يعرف كيف يصون من معه ويحميه ولكنه لم يتمكن من أقناعها لتشبثها برأيها وشعر عمر بالراحة لرفضها فولج إلى غرفتها وقدم إليها حقيبة كبيرة مردفا
لقيتك ناسية موضوع فرح مصطفى أخو مايا فقلت اغامر وأشتري لك أنا الفستان فلو سمحت ممكن تلبسيه وخليني أشوفه عليك وطمنيني عجبك ولا لأ.
لم تتمكن من التهرب منه كما كانت تريد فابتسمت بحرج وما أن غادر عمر حتى ارتدت الثوب بألية ووقفت أمام المرآة تحدق بانعكاسها واغرورقت عيناها بالدموع ومحتها سريعا وغادرت غرفتها ووقفت أمام شقيقها وقالت
الفستان تحفة يا عمر بشكرك جدا عليه وحقيقي مكنش في داعي أنك تجيب حاجة غالية قوي كده دي مناسبة وأنت عارف أني مش بحب التجمعات والمناسبات.
نظر إليها بتمعن ووقف ليلتف حولها وهو يخبرها بتعمد
بصراحة مايا لما نصحتني أجيب لك الفستان دا كان معاها حق حقيقي زوقها حلو وأنا مبسوط إنه عجبك.
تلاشت ابتسامتها فورا وتغضن جبينها وأشاحت بوجهها عنه وهمهمت بكلمات مبهمة واتجهت صوب غرفتها ونزعت الثوب عنها وكادت تمزقه ولكنها كافحت رغبتها وابعدت يدها عن الثوب ودفعته أسفل خزانة ثيابها باهمال وعادت لفراشها وجلست فوق بحزن وهي تدعو الله
تم نسخ الرابط