عيناكي وطني وعنواني بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


مترجية 
طب تعالى نشف راسك والنبي لتتعب ولا انت عايزني اللقط منك واكح ببطني الكبيرة دي 
ابتسمت من قلبها وهي ترى تأثير ټهديدها عليه فترك مابيده سريعا يتناول المنشفة يجفف بها وهو يجلس بجوارها
هاتجنيني معاكي وانت عارفة انا بخاف قد ايه دا لو يحصل وتتعبي والنعمة دا انا قلبي بيوقع في رجلي لما اتخيل بس 

مسدت على ذراعه بحنان 
سلامتك قلبك يانور عيني هو انت مخليني اعمل حاجة عشان اتعب دا انا قولت اطبق الهدوم من زهقي ماانا كمان مش واخدة عالراحة كدة على طول الراحة بتتعبني 
نظر اليها مضيقا عيناه
اوعي تكوني بتلمحي على شغلك في المدرسة انا قولت مافيش شغل لسنة قدام بعد الولادة ومش هارجع في كلامي يافجر يعني ما تحاوليش تلفي ولا تدوري في الكلام من أولها عشان انا فاهمك 
لوت شفتيها المذمومتين قائلة بابتسامة
هو انا لدرجادي مفقوسة قدامك
اومأ برأسه وابتسامته الرائعة قبل أن ينهض وقال
اوي اوي بصراحة والمشكلة انك بتنسي اني حافظ كل لمحة وكل تعبير في وشك يعني بقرا وبعرف اللي جواكي من قبل ما تتكلمي 
تبسمت بسعادة تحدق اليه بصمت تشكر الخالق على نعمة الزوج الحنون المحب تابع هو
قومي يالا بقى اتجدعني كدة وغيري هدومك عشان نلحق نودي الغدا لابويا قبل ما نلحق مشوارنا 
بس لو خالتي ربنا يهديها وتوافق ترجعلوا مش كفاية سابلها البيت الكبير مع حسين وسكن في شقة لوحده قلبها دا مش هايحن بقى
قالت وهي تنهض عن التخت بمساعدته أجابها بابتسامة
بتدلع ياستي ماهي الحكاية مش سهلة اوي كدة عندها دي امي وانا عارفها 
قالت بغمزة من عيناها
بتتقل يعني عشان يعرف قيمتها 
ا قائلا
حقها ولا مش حقها
رددت خلفه ضاحكة
طبعا حقها وحقها جدا كمان 

في المنزل الكبير كانت سميرة جالسة ومعها طبق كبير ممتلئ بالأرز منكفئة عليه بتركيز وهي تتنقي منه السيئة والتالفة لتضعها في طبق صغير بجوارها دلفت اليها زهيرة بصنية العصائر قائلة وهي تضعها امامها على الطاولة الصغيرة بوسط الصالة
سيبي اللي في إيدك ياسميرة واشربي حاجة ترطب على قلبك هو انت هاتموتي ياولية انت لو ريحتي ساعة من غير شغل
ردت سميرة
وهي ترفع اليها رأسها
الله بقى مش لازم انقي الرز كويس ولا هانطبخه من غير ماننقيه
وتنقي وتوجعي قلبك ليه والست اللي قاعدة جوا دي شغلتها ايه بس
نزعت سميرة كوب العصير من فمها وردت بملامح ممتعضة
لا ياختي انا احب اطبخ اكلي بنفسي مابحبش حد يعملوهولي ماتجليش نفس اساسا مش انت عزمتيني يبقى اتحملي بقى شروطي 
تنهدت زهيرة بيأس
مستسلمة لمبدأ سميرة فتناولت كوبها هي أيضا ولكنها على رفعت رأسها فجأة على صوت دبدبة سريعة فوق رؤسهم كما فعلت سميرة التي سألت بقلق
يالهوي يازهيرة ايه صوت الدب اللي فوق
تبسمت زهيرة بمكر قائلة
لا ياختي ماتقلقيش دي حاجة عادية 
حاجة عادية ازاي يعني
سالت قاطبة حاجبيها فنكزتها زهيرة
ياولية افهمي بقى دول العيال فوق بيلعبوا ويهزروا مع بعض هو انت مجربتيش
شهقت مستنكرة 
اخص الله يكسفهم طب مش يراعوا وجودك ولا الناس اللي شغالة في البيت دا فجر وعلاء على كدة احسن منهم مية مرة في العقل دا انا ادخل واطلع عليهم مافي مرة شوفت منهم الحركات دي 
زهيرة وهي ترتشف من كوبها بخبث
طب وانت هاتعرفي ازاي بقى لهو انت ساكنة تحتهم
فغرت سميرة فاهاها وعقلها يتخيل انه قد حدث بالفعل فعلق جيرانها في الأسفل نفس تعليقها الان 
الطابق الثاني وبعد
ان استطاع الإمساك بها وشل حركتها بيديه اللتي ثبتت يديها بجانبيها على آحدى كنب الصالون قال بټهديد وانفاسه مازالت متلاحقة بعد ركضه خلفها
طلعي التليفون ياشروق بالزوق احسنلك 
حركت رأسها باعتراض تغيظه بضحكتها
لا ياحسين مش مطلعة حاجة غير لما تقولي انت الأول على باسورد الفتح 
واقولك ليه ياباردة هو انا بفتح تليفونك
صاح بها وكان ردها بدفاعية 
وماتفتح ياحبيبي براحتك هو انا هاخافانا تليفوني نضيف و مافيهوش حاجة وحشة 
شدد ببديه الممسكة بها يهتف
يعني انا اللي تليفوني عليه حاجات وحشة هاتي التليفون يامجنونة ولا قولي مخبياه فين
تاوهت پألم 
كفاية بقى ايدك ناشفة وهاتعلم في دراعي 
أحسن خليها تعلم عشان انت معطلاني عن مكالمة مهمة في الشغل بلعب العيال بتاعك ده
خففت نبرتها قائلة بدلال
طب قولي على الباسورد وحياة غلاوتك عندي عشان اديهولك تكلم صاحبك براحت عشان خاطري والنبي ياحسحس 
ابتسمت بداخلها وهي ترى تأثير دلالها على ملامح وجهه وهو ينزع نفسه عنها
بتحلفيني بغلاوتك عندي وانت هاتضيعي عليا شغل بالالفات بهزارك التقيل ده 
اعتدلت بجذعها تميل عليه بجرعة زائدة من دلالها
طب اعمل طيب وانا بمۏت فيك يعني واخاڤ لواحدة تلوف عليك كدة ولا كدة وانت قمور وعيونك خضرا 
قمور!! ماتظبطي كلامك ياشروق انا راجل ملو هدومي مش عيل كاورك عشان اريل على أي واحدة تلاغيني 
قربت وجهها منه بنبرة مغوية
ماهو ده اللي مجنني فيك انك جامد وشكلك حلو 
حركت رأسها بالرفض وهي تبتعد للخلف تفيقه من سحر اللحظة 
احتدت عيناه نحوها بالرفض أيضا
وانا طلبت معايا عند ياشروق ومش قايل 
نهضت من جواره بهدوء قائلة بنبرة متسلية
يبقى مش هاتعرف مكانه ياحسحس حتى لو اتصلت بيه عشان انا قفلته خالص كمان 
جز فكيه غيظا بلغة وعيد
يعني مش ناوية تجيبي التليفون في أم اليوم ده 
طققت بفمها تصدر صوت 
مافيش باسورد يبقى مافيش فون ياقلبي 
قالت وانطلقت تركض امامه ضاحكه خلع سترته هو خلفها متوعدا قبل ان يركض خلفها
طب وديني ماانا سايبك النهاردة ياشروق واشوف كلمة مين اللي تمشي فينا 

وكلمة مين اللي مشيت بقى
سأله عصام بعد أن قص عليهم بإيجاز دون ذكر التفاصيل سبب إتيانهم لعزومته متأخرين وكان رده بشموخ رافعا إحدى حاجبيه
طبعا انا وأسالها بنفسك كمان 
صح كلامه دا ياشروق اتنازلتي عن معرفة الباسورد
سأل علاء فانتقلت انظارهم جميعا نحوها 
هو طبعا ياعم علاء لهو حسين يعرف يكدب أساسا بس ادهوني بعد كدة بمزاجه
قالت وانطلقت ضحكات الجميع من حولها مع أنها لم تخوض في تفاصيل وتذكر كيف تمكن من نزع الهاتف منها فهي اصبحت عاشقة لمناكفته لتنزع عن تعقله في السيطرة عليها بقوته ثم مصالحتها واعطاءها ما تريد ولكن بمزاجه كما يذكر لها 
تدخلت فاتن مخاطبة زوجها
طب انا كمان عايزة الباسورد بتاع فونك اشمعنى شروق 
فغر عصام فاهه مندهشا 
طب دا واحد بتاع سياحة لكن فون جوزك
عليه داتا وحاجات مهمة بخصوص المرضى والمستشفى ياقلبي 
تخصرت بإصرار
ياسلام يعني انا جاهلة وهاستخدمه غلط ماليش دعوة 
انتقلت عيناه نحو حسين فرفع كفيه في الهواء مستسلما وعند علاء فقال بفخر وهو يلف ذراعه على كتف زوجته
انا مش محتاج يحد ينبهني ياحبيبي مراتي حافظة الرقم من ساعة ماتجوزنا 
يعني انتوا الاتنين اتفقتوا عليا اما ولاد أدهم المصري صحيح عاجبك كدة ياحماتي 
اومأت فوزية برأسها ضاحكة وهي جالسة بالقرب منهم واضعة الأطفال على أقدامها وتطعمهم بيدها 
وانا مالي ياخويا انت ومراتك حرين مع بعض 
ضيق عيناه قائلا 
حتى انت ياحماتي قال وانا اللي بقول عليكي في صفي 
انطلقت ضحكات الجميع مرة أخرى واستمرت جلستهم وسمرهم في حديقة المنزل في الهواء الطلق قبل تناولهم وجبة الغداء في جو اسري تملؤه الألفة والمحبة حتى اتى فجأة حارس المنزل 
دكتور عصام احنا ظبطنا راجل غريب بيحوم حوالين الفيلا 
انتفض الجميع بزعر قبل ان يقف عصام أمرا الحارس 
طب هاتو بسرعة وجيبه هنا قدامنا 
تمتمت فاتن پخوف
معقول يكون سعد هرب وعرف مكاني
يهرب ولا ما يهربش انت خاېفة ليه هو يقدر يمس شعرة منك طول ماانا عايش 
قالها عصام بقوة قبل ان ينهض علاء هو ايضا متحفزا 
عليا النعمة لو كان هو لاكون مسففه التراب 
لا بقى لا انت ولا هو سيبولي انا الطالعة دي خليني افش غليلي واخد بتار رقدتي شهور في البيت 
تفوه بها حسين وهو يشمر عن اكمامه لوضع الإستعداد في دخول المعركة فقالت فجر
ماتهدوا على نفسكم ياجماعة مش لما نشوف الراجل الأول مش يمكن يطلع مش هو 
شهقت فجأة فوزية حينما لمحت شبح الرجل الذي ظهر أمامهم فجأة بحوزة الرجال 
يانهار اسود بدر 
انتفضت فاتن تهمس بغير تصديق لرؤيته امامه
أبويا !!
هدر عصام على رجاله صائحا 
انتوا لسة ماسكين فيه يابني أدم انت وهو سيبوه وغورا على أماكنكم 
انصاع الرجال لأمره واقترب عصام نحو الرجل بترحيب 
اتفضل ياعمي البيت بيتك ومطرحك 
تبسم الرجل بزاوية فمه ساخرا بصمت فاقتربت فوزية وهي تنتفض پخوف من زوجها الذي تركته في المنزل قبل تسافر بحجة زيارة أخيها لتفاجأ به الان أمامها
وحياة الغالين عندك يابدر ماتفهمني غلط بنتك اتجوزت على سنة الله ورسوله يعني ماعملتش حاجة غلط 
رمق بدر ابنته بنظرة لا مبالية قبل ان يلتفت نحو عصام الذي يخاطبه 
اتفضل اقعد ياعم بدر واسمع مننا اكيد هاتفهم وتقدر موقفنا 
اقتربت فجر وشروق نحو فاتن يساعدنها على الوقوف وهي تنتفض باكية من هول الموقف 
تدخل علاء
اسمع منهم ياعم بدر انا نفسي والله ماكنت اعرف الحقيقة غير من كام شهر بس 
تدخل أيضا حسين 
وانا معايا التسجيلات اللي تثبت برائتها وظلمها و مستعد اسمعهملك حالا دلوقتي 
انا عارفة ياخويا انك متفاجأ ومصډوم عشان اكتشفت انها عايشة بس انا كنت هاقولك ازاي وانت مصمم على 
اردفت بها فوزية قبل أن يقاطعها
انا كنت
عارف من زمان مش من دلوك بس 
هذه المرة الصدمة كانت من نصيب الجميع حوله قبل ان يتابع الرجل وعيناه تنتقل نحو ابنته وزوجته
عارف من ساعة ما كنتي بتروحي تزوريها في الجمعية اياها عندينا في الصعيد وبعدها كنت بتزوريها في بيت جوزها في اسكندرية ودلوك بتزوريها هنا عند بيت جوزها التاني 
يعني انت كنت بتراقب وتطل على بنتك رغم كڈب عمتي عليك 
قالت فجر فتبسم عصام قائلا 
مدام قلبك ماطاوعكش السنين دي كلها تتكلم ولا تكشف نفسك يبقى اكيد هاتسمع مننا وتقدر 
لاه مش عاوز 
قالها بدر وهو يرتد للخلف عائدا فأوقفته فاتن بصوت مرتجف ومتقطع من البكاء
ابوس ايدك تسمعني ياابويا دا انا ماصدقت اشوفك عالحقيقة واكلمك من سنين ماخاطبش لساني لسانك 
حدق بها صامتا لدقائق بملامح مبهمة ولغة عيناه التي كانت تتحدث وحدها و رغم ذلك تحركت اقدامه ينتوي الهروب ولكن اوقفه هتاف فوزية 
طب سلم على عبد الرحمن دا حتى بيقولوا اعز الولد ولد الولد 
برقت عيناه نحو الطفل الذي يتقدم نحوه بدفعة من فوزية التي كانت تراهن باخر ورقة لديها وصل اليه الطفل يخاطبه بتلقين فوزية
مش هاتسلم عليا ياجدو
جحظت اعين بدر حتى كادت ان تخرج
من محجريها وقلبه يضرب بداخل صدره كالطبول بعد سماعه للكلمة التي اثارت الرجفة بداخله لعدة لحظات حاول التماسك قبل ان يحركه
قلبه ويدنو نحوه الطفل يحتضنه فهتف الجميع بارتياح ومعهم فاتن التي تحركت مسرعة نحو ترتمي عليه تحتضنه غير مبالية بردة فعله او رفضه لها ولكن كان يكفيها ان تلمسه وهو لم يقدر على رفضها فانطلق التهليل من الجميع والتمتمة بكلمات الحمد فاأخيرا تكتمل السعادة
تمت

 

تم نسخ الرابط