عيناكي وطني وعنواني بقلم أمل نصر
المحتويات
شجرة مزرعة فيه لكن حبك انت كان الإعصار اللي نزعها من جدورها سامعة بقولك ايه انا لما شوفتها النهاردة ماشوفتش الحبيبة لا انا شوفتها واحدة عادية تنفع كأخت لمراتي اللي هي انت
ردت بنبرة باكية
ايوة بس هي احلوت اوي دا عصام بنفسه قال عليها بطل
رد بابتسامة
وافرضي هي بطل فاانت عندي احلى من مېت بطل
سألت برجاء وصوتها خرج بارتجافة رد هو مشددا على كلماته
والله ياشيخة مابكدب عليكي دي كانت قصة وانتهت نهاية مؤلمة عشان مكانش لينا نصيب في بعض انا نصيبي معاك انت انت مراتي وحبيبتي وكل دنيتي فهمتي بقى ولا افهمك بطريقتي
اومأت برأسها بعد ان هدر الاخيرة عليها مهددا ولكنها اجفلت فجأة سائلة باستفسار
قرب
زي كدة مثلا
شهقت مجفلة تنزع كفيه عنها
يانهار اسود بتعمل ايه احنا عالسطح ياعلاء وورانا الميدان
خلاص نبعد طيب مع ان محدش شايفنا من المسافة البعيدة دي أساسا
اردف جملته وهو يسحبها بعيدا عن السور ولكنها تشجنت اكثر
هازعل منك والله بجد انا
وانا مايهونش عليا زعلك
بعد ليالي طويلة ارقها القلق والخۏف من فقدانه
في المنطقة الخلفية المهجورة من المصنع القديم دفعت بيدها الحرة الباب الصدأ وهي تتحاشى باقدامها الدهس على القمامة المكدسة والحيوانات المېتة دلفت وهي تحمل بيدها الأخرى لفة لبطانية وملائة سرير مع حقيبة نسأئية معلقة على الكتف تنهدت تلتقط انفاسها قبل ان تكمل طريقها للداخل حتى وصلت الى الركن الموصوف لها من قبل فتبسمت تجفلها حينما راتها جالسة امامها تعطيها ظهرها
شهقت الأخرى منتفضة وهي تلتف برأسها للخلف نحوها
حرام عليك يالبنى خضتيني
خطت اليها ضاحكة
سلامتك من الخضة ياغالية بتعملي ايه صح
باكل ياختي تعالي بسم الله
لوحت بيدها إشارة نحو الطعام الملقى على فرشة من الجرائد القت لبنى مابيدها على الأرض لتجلس وتشاركها مردفة
وماله ياحبيبتي ناكل دا انا حتى وحشني الأكل معاكي بتاكلي إيه بقى
طعمية وفول طبعا هايكون ايه يعني
ياختي
رضا على رأي امي دا حتى في ناس مش طيلاهم
اردفت بها لبنى قبل أن ترد امينة وعيناها مرتكزة نحو لفة الغطاء والحقيبة
انت جيبتي بطانية وملاية سرير ربنا مايحرمني منك يارب دا انا كنت هانشف من البرد امبارح
نكزتها بخفة قائلة
هو انا عملت حاجة عشان تشكريني انت كمان دا ربنا العالم لو بإيدي لكنت اخدتك تبيتي معايا في شقتي بس امي بقى أسيبها لمين بعد ماسابها سعد لوحدها وفي نفس الوقت مقدرش اخدك معايا عندها حكم سعد بقى الله يسامحه شوه صورتك قدامها
بس انت ما ينفعش تعيشي هنا ياامينة اينعم المصنع مستور عن الشارع والعيون بس انت ماتضمنيش عيل شارب ولا بلطجي يدخلوا عليكي فجأة ولا ېأذوكي
دا وضع مؤقت يالبنى هي ليلة ولا اتنين بالكتير اكون اتصرفت ولقتلي أؤضة ان شالله عالسطح
او في البدروم
قالت لبنى وهي تتأمل المكان حولها
بس المكان اتغير خالص من وقت ماسيبناه الله يرحم ايام الشقا فيه وهزارنا وضحكنا مع البنات انا وانت والمدعوقة نيرمين قبل ماتتفرعن وتشوف نفسها
جارتها بشبه ابتسامة قبل ان تسألها برجاء
بقولك
ايه يالبنى هو ينفع تباتي معايا الليلة دي بس تونسيني حكم انا ليلة امبارح كنت هاشيب من الخۏف
عادت لمنزلهم وقد اشرق وجهها بعد جلستها الطويلة في العتاب ثم الصلح ثم كلمات الغزل والعشق التي اطربت اسماعها وطمأنت قلبها اخيرا بعد ليالي الشك والعڈاب دلفت لغرفتها فوجدت شقيقتها تمشط شعرها امام المراة
مساء الفل على احلى شروق عاملة ايه ياقمر
مساء العنب
رددت باندهاش وهي تتابعها تتمختر خطواتها بسعادة لداخل الغرفة واكملت
الغزالة رايقة يعني والوش اتعدل اهو بعد البوز اللي كان ممدود شبرين ايه اللي حصل وخلاكي اتقلبتي كدة من النقيض للنقيض
تبسمت باسترخاء وهي تتكئ بجزعها مستندة على قائم السرير
خير والله ياشوشو كل الخير
اه يعني ايه مافهمتش برضوا
اردفت عليها بإلحاح فازداد اتساع ابتسامة الأخرى
في ايه يابت هو انت هاتموتي لو معرفتيش كان في سؤء تفاهم بيني وبين علاء والحمد لله الامور اتصلح استريحتي بقى
اومأت برأسها ترد
اااه يعني صالحك بقى واكيد دلعك مدام مبسوطة كدة الله يساهلوا يعم وانا اللي متخانقة مع اخوه من دقايق بس
ياساتر يارب ليه ياشروق
سألت فجاوبتها الأخرى
ابن اللذينة عشان بس فوت النهاردة مارحتلوش عاملي هوليلة واكني اتخليت عنه في شدته
طب وبعدين هاتعملي ايه معاه دا اكيد زعل بجد
سيبك منه انا هاعرف اصالحه هو كدة كدة خارج بكرة من المستشفى
نهضت من جوارها واردفت
هاقوم انا اشوف خالتي زهيرة وانت بقى شوفي صاحبتك دي مابطلتش رن عليكي
شهقت متذكرة تتناول هاتفها
يانهار اسود سحر دي اكيد هاتعلقني
اتصلت فااتاها الرد سريعا من الجهة الأخرى
اخيرا افتكرتي ورنيتي عليا ياخاينة ياقليلة الأصل!
في المساء وحينما انتصف الليل كانت مستلقية بجوار صديقتها التي وافقت على البيات معها بعدما افترشوا الأرض ببعض الكراتين الورقية القديمة لتخفف عنهم قسۏة البرودة تحتهم الملائة وفوقهم البطانية كغطاء عيناها ناظرة في السقف وقد جافها النوم عقلها الذي لايهدأ ينتقل من موضوع لاخر فلا هي تجد الحل لمشاكلها ولا هي قادرة على استراق الراحة ولو قليلا بالنوم انتبهت فجأة لأصوات خفيفة كوقع اقدام متلصصة اتية من ناحية الباب الخلفي
ولبنى بعدما شدت عليها الغطاء جيدا حى رأسها جالت بعيناها يمينا ويسارا فلم تجد شئ فازداد الړعب بداخلها مع شعورها المتزايد بالخطړ وباقتراب وقع الاقدام تحركت للناحية المعاكسة قبل ان يأتي اليها ويراها تبحث عن عصا او حتى حجر لټضرب او تهدد به
وفي الناحية الاخرى بعدما تخطى الباب الخلفي
بصعوبة من ظلمة المكان وتكدسه بالقاذرات التي طرأت حديثا بعد هجر المصنع وافلاسه مغطيا نصف وجهه حتى يستطيع التمكن من دخول المنطقة والتي حرمت عليه بفضل ادهم ورجاله ولكن لا يهم الان فهو سيترك لهم البلد نهائيا ولن يعود الا وهو يمتلك من المال مايمكنه من سحق الجميع ولكن قبل كل هذا لابد له من إطفاء نيرانه المشټعلة بداخله بعد ان اهدرت كرامته وخسر معها الكثير بضربه
وسط الشارع وامام الكبير والصغير فيه من أهل منطقته يسير على أنامله ببطى شديد وكأنه يتحسس الخطى حتى لا تشعر به وصل اخيرا ليجدها متكومة في ركن قريب تحت الغطأء الذي غطاها من رأسها حتى قدميها وبجوارها مصباح صغير على صندوق خشبي في الأرض لينير المكان عديمة الإحساس نأئمة پسكينة وكانها بمنزلها وليست بمصنع مهجور تحيطه القاذورات من كل ناحية ولكن جيد جدا فبفعلها هذا وفرت عليه الكثير فتح بهدوء سترته ليخرج منه سکينا كبيرة لمع نصلها رغم الظلام وهو يتقدم نحوها بخطوات سريعة لم يتوقف سوى بعد ان رأى بقع الډماء انتشرت بكثافة على الغطاء نهض متنهدا بعد ان هدأ غليله هم ليرتد قليلا ولكنه اصطدم بجسد صغير استدار فوجدها امامه شهق مڤزوعا للخلف وهو ينقل انظاره لها ونحو الچثة الهامدة في الأرض بزعر عكسها هي التي كانت واقفة متسمرة بأعين جاحظة پصدمة الجمتها لدقائق تستوعب ما تراه حقيقة ام خيال حتى تمكنت قدماها من التحرك أخيرا نحو صديقتها ونطق لسانها پصرخة مدوية
قټلت اختك ياسعد قټلتها ياظالم يابن الحړام
في اليوم التالي خرج حسين من المشفى بواسطة شقيقه الذي اتى به لمنزله مع والدته بمباركة ابيه الذي رحب برعاية والدته له ولكي تكون له فرصة أيضا
دثره علاء بعد ان وضعه بعناية على تخته بمساعدة شاكر داخل الغرفة التي جهزتها زهيرة له وبمساعدة شروق وسميرة أيضا كانت الغرفة ممتلئة بأفراد العائلتين للترحيب به الا أدهم الذي تأخر على غير العادة
زهيرة وهي جالسة بجواره وتربت على ذراعه بخفة
الف حمد لله عالسلامة يانور عيني نورت بيتك ومطرحك
سميرة من الناحية الأخرى
دا انت هنا يابطل مع اكل زهيرة اللي يفتح النفس وشك هايورد وتبقى زي الفل
ايوة ياواد ياحسين دا الست الوالدة عليها طبق ملوخية يرد الروح
اردف بها شاكر وتابعت عليها فجر
ولا طبق المحشي كمان دا يجنن لوحده
قال حسين
مابراحة شوية عليا ياجدعان فتحتوا نفسي لاحظوا اني تعبان اساسا من أكل المستشفى ونفسي انطلق بقى
ردت زهيرة بلهفة
دا انت تؤمر يانور عيني من النهاردة هاعملك كل اللي نفسك فيه
كله ايه ياامي براحة ياغالية دا جسمه لسة تعبان ومايتحملش
قولوا ياعلاء دا فاكرها فرصة
اردفت بها شروق فرد حسين من الناحية الأخرى
مابلاش انت يامؤدبة وخليكي في حالك
رددت پغضب مصطنع فضحته ابتسامتها
الله يسامحك مش هارد عليك
دلف اليهم فجأة ادهم بعد ان فتح له ابراهيم
السلام عليكم ياجماعة عامل ايه دلوقتي يابني
اومأ له حسين وردد الجميع عليه التحية فسأله شاكر
مش بعادة يعني ياحج تتأخر كدة
اجابه ادهم وهو يجلس على اقرب المقاعد بتعب
اسكت ياشاكر ياخويا على اللي حصل الليلة اللي فاتت مايتحكي حتى في الروايات الحارة كلها صحيت في نص الليل امبارح على صوت صړيخ من المصنع القديم ولما دخلنا نشوف انا والرجالة لقينا البت لبنى الغلبانة بنت نشوى هي المقتولة
يانهار اسود معقول ودي مين اللي قټلها
سألت زهيرة وكان رده وهو يهز رأسه باستياء
طلع اخوها هو اللي قټلها واللي كانت بتصرخ هي صاحبتها دي امها ياعيني كانت عايزة تاكله بسنانها لولا الرجالة اللي حاشوها عنه وهو واقف زي اللوح بيبص بعنيه وبس خدناه ووادناه القسم وبردوا هو على حالته
ردد علاء
لا حول ولا قوة الا بالله اڼتقام ربنا جاله بإيده
نطق الأخيرة بصوت خفيض لايصل الى البقية ولكن فهمه حسين والشقيقتان ايضا
في وقت لاحق
وبعد ان انصرف الجميع ظلت هي وحدها معه في الغرفة بعد ان استأذنتها زهيرة في مرافقته قليلا حتى تصنع له الطعام كانت تتلاعب بهاتفها متجاهلة النظر اليه
ايه يااستاذة هاتفضلي متجاهلاني كدة كتير
سأل وكان ردها بابتسامة
مش احنا مټخانقين عايزاني اعملك ايه بقى
وافرضي مټخانقين ماتعرفيش تصالحيني
قال
بحزم وردت هي بهدوء قبل ان تعود لهاتفها
لأ عشان انا مغلطتش فيك انا قولتلك كنت تعبانة وانت مقدرتش اعملك ايه بقى اديني قاعدة جمبك اهو وبراعيك زي اي واحدة بنت اصول
صك على فكيه غيظا من تجاهلها ثم هتف پغضب
ماشي يابنت الاصول طب
متابعة القراءة