عيناكي وطني وعنواني بقلم أمل نصر
المحتويات
السنة وقربنا من الامتحانات
شهقت صديقتها متذكرة
فكرتني صحيح
ليدر الدفعة نزل في جروب الكلية جدول المحاضرات الجديد انتي شوفتيه
اعتدلت بجزعها على الفراش تتناول شروق من على الكمود الحاسب الآلي المحمول الاب توب تفتحه وهي ترد على صديقتها
لا لسة ما شوفتوش خليكي معايا بقى عشان اشوف النظام إيه إيه ده
استني يا إيمان اشوف الرسايل دي اللى وصلتني من حساب غريب
هتفت إيمان عليها محذرة
حساب غريب طب اوعي احسن يكون هاكر ولا حاجة
يابنتي انتي كمان انا مافتحتش لينك ولا فيديو دي مجرد صور بتحمل وو يانهار اسود
إيه في آيه
هتفت شروق پغضب
دي صور لحسين يا إيمان
حسين خطيبك ياشروق
تقدم بخطواته داخل الشقة متعجبا من حالة الصمت التي تسود المكان في هذا الوقت من اليوم رمي سلسلة مفاتيحه على المنضدة الصغيرة والتي توسطت الصالة مناديا بصوته
يا ام علاء ياما انتي فين يام علاء
حمدالله عالسلامة يامعلم علاء
تنهد ارتياحا بصوت عالي قائلا بتعب
ازداد اتساع ابتسامتها وهي تخطو بخطواتها البطيئة قائلة
سلامتك يانور عيني من القلق ولا اي حاجة تعكنن مزاجك حتى
يدوملي يارب لسانك الحلو ده اللي بينقط عسل زيك ياعسل انتي
قوليلي بقى كنتي فين ياقمر
كنت في السطح ياعيون القمر
بتعملي إيه في السطح ياما
حاجة بسيطة ياحبيب قلبي طلعت انشف سجادة المطبخ بس على سور العمارة بعد ماغسلتها
نعم!! انتي ازاي تعملي كدة بس ياما هو انت حمل رفع سجادة ولا حتى غسلها انتي عايزة تتعبي وتتعبيني معاكي ياست الكل
قالت بمهادنة
براحة شوية يابني براحة وسيبني اكمل كلامي اولا انا مطلعتش لوحدي انشرها انا كان معايا جارتي وحبيبتي ام ابراهيم دي شالتها لوحدها تطلع بيها السلم وانا كنت بساعد معاها على الخفيف كدة
لكن غسلتيها الاول ياما وتعبتي فيها دا غير انك تعبتي معاكي جارتك كمان وانا منبه عليكي من الاول ماتتعبيش نفسك في شغل البيت مش كفاية انك رافضة موضوع اجيبلك خدامة مخصوص
يابني وانا مالي بس بالخدامة المخصوص ما الست اللي بتيجي في اخر الأسبوع بتقلب البيت من فوقه لتحته تنضيف ودي سجادة المطبخ يعني حاجة خفيفة قوي ومكنش ينفع اسيبها لاخر السبوع بعد ما اتدلق عليها كوباية اللبن كانت في إيدي من غير قصد
نظر اليها بحنان معاتبا
كمان ياما طب كنتي استنيني على ما ارجع واعملك كل انتي عايزاه ياإما بقى توافقي على موضوع الخدامة وماتتعبيش قلبي معاكي ياشيخة دي نيرمين ال استغفر الله العظيم يارب عندها بدل الخدامة اتنين
تغير وجهها فجاة من لفتته قبل ان تغير دفة الحديث لناحية أخرى
انا ماليش دعوة بحد يابني المهم بقى انت كنت راجع مع الأبلة فجر منين
رفع رأسه مجفلا
هااا
تبسمت زهيرة بمرح قائلة
إيه هو اللي هاا بسألك كنت راجع مع الأبلة من فين هو السؤال صعب قوي كدة معاك لدرجادي
بابتسامة مستترة هز رأسه
بقيتي خبيثة قوي ياحجة زهيرة وعفريتة كمان في كلامك يعني البنية قابلتها صدفة ووصلتها بقى معايا فيها حاجة دي
امممم لأ ياحبيبي مافيهاش حاجة دا احنا حتى أهل
ونسايب ولا إيه يامعلم علاء
نهض فجاة من جوارها يقاوم رغبة ملحة للأبتسامة فقال
انا قايم اريح شوية عشان انا حاسك كدة بتلمحي لحاجات
ضحكت وهي تنظر لأثره مرددة
قوم ياخويا قوم على العموم مش انا بس اللي خدت بالي امها كانت معايا وخدت بالها هي كمان
بعد أن بدلت ملابسها وارتدت بيجامة منزلية مريحة توجهت فورا لغرفة شقيقتها فطرقت بخفة على باب الغرفة قبل ان تفتحه وتدلف لداخلها مرددة
مساء الخير ياشروق كنت عايزة الشاحن بتاعك عشان انا تليفوني فصل شحن والشاحن بتاعي مش شغال
ردت عليها بتمتمة
الشاحن على المكتب عندك خديه
همت تتناوله وتخرج ولكن لفت نظرها وجه شقيقتها العابس وجلستها الغريبة على تختها وهي مريحة ذقنها على قبضتيها المضمومتين وساندة بمرفقيها على اقدامها المتربعة هاتفها يصدح بجوارها على الفراش ولا تعيره أدنى اهتمام فسالتها بتوجس
مالك ياشروق والتليفون اللي بيرن جمبك ده مابتروديش عليه ليه
دا رقم حسين وانا مش عايزة اعبره
نعم !!
رمشت بعيناها متعجبة قبل ان تتناول كرسي صغير تقربه منها وقالت
والنبي إيه ودا من امتى ان شاء الله وحضرتك بقى مش عايزة تردي عليه ليه بقى
عشان اتخانقت معاه
ياشيحة!! طب ممكن اعرف بقى اتخانقتي مع خطيبك ليه ولا دا سر ومش مسموح لي أعرفه
إعتدلت في جلستها وهي تتناول الهاتف الذي صمتت رناته
طبعا ياحبيبتي مسموح انك تعرفي وتشوفي بنفسك كمان أخلاق أخينا دا اللي عامل نفسه ملاك وهو مقضيها مع النسوان الأجانب
حدقت بعيناها فجر على الصورة التي بهاتف شقيقتها فسالتها
دا هو نفسه حسين! معقول بس انتي عرفتي تجيبي الصورة دي زاي
الصورة وصلتني من حساب مجهول من واحدة بتحذرني منه ومن أخلاقه الزفت
وانتي بقى اي واحدة تحذرك من خطيبك تقومي مصدقاها على طول
يعني إيه
سألتها بريبة فردت فجر على سؤالها بسؤال
طب انتي لما سألتيه قالك إيه
قالت بتعصب
هو عارف يرد حتى دا كل اللي عليه يقولي الكلام في التليفون ما ينفعش و تعالي اقابلك واشرحلك بالتفصيل هو انا طايقة اسمعه الخاېن ده عشان اقابله واقعد معاه كمان وإيه التبرير دا اللي هايقدمه بعد ما شوفت الصورة بنفسي والخاوجاية حضناه بكل سفالة وقلة ادب وبتبوسه في خده
نهضت من امامها قائلة بهدوء
يبقى تروحي تقابليه وتفهمي منه كويس حسين لو خاېن صحيح كان هايعرف يثبتك بكلمتين بمجرد ما واجهتيه في الفون ثم ان البنت اللي بعتت الصور دي واضح قوي نيتها سيئة للتفرقة ما بينكم ماتديش فرصة لحد يفرق مابينكم واسمعيه الأول وبعدين احكمي بنفسك
اوقفتها قبل ان تخرح من الباب
بس انا دمي بيغلي
منه يافجر وهاين عليا اروح اۏلع فيه شعره الناعم ولا ابوظ وشه اللي فرحان
بيه ده
ابتسمت فجر رغم ألالم القابع بداخلها
طب افهمي منه الأول ولو ما اقتنعتيش يبقى اعملي فيه ما بدالك ان شالله حتى تسخطيه قرد مسلسل
في المساء كانت سميرة بداخل غرفتها تتحدث باستفاضة عن احداث يومها كالعادة وزوجها الذي ينظف بمحمرمة ورقية اطارات نظارته يستمع بتركيز مع كل حرف حارج منها حتى سألها مستفسرا
طب وانتي ما سألتيش بنتك ليه وعرفتي منها
اه ياخويا وتفتكر بقى لو سالتها هاتقول الحقيقة
قطب حاجييه فقال بدهشة
وتكدب ليه بقى اذا كان هو نفسه قال لوالدته انه شافها صدفة فقام بتوصيلها معاه في سكته
مالت برقبتها امامه تشير بسبابتها على جانب رأسها
لا والنبي وانا بقى هايدخل في مخي الكلام ده ولا حتى هاصدق كلام بنتك الي انا متأكدة انها هاتكدب فيه هي كمان
زفر شاكر رافعا عيناه للأعلى
طب ياام العريف ممكن بقى تفهميني انتي وجهة نظرك إيه عشان افهم انا بدال اللف والدوران ده معايا في الكلام
قربت وجهها إليه وهي تردف بعين خبيرة
انا قصدي اوصلك ياحبيبي ان بنتك اللي كانت منشفة راسها الأول من ناحية علاء ابتدت تحن وتميل له وحتى هو كمان حساه ما اتأثرشبرفضها ليه ولا حتى بين انه زعل منها ودا طبعا بغض النظر عن غضبه في ساعتها ساعة الرفض
وضع النظارة على عينيه مسهما بتفكير فتابعت
انا شوفت بنفسي نظرتهم لبعض النهاردة وهما
خارجين من عربيته دي مش نظرة اتنين كارهين بعض ولاحصل مابينهم عرض بالجواز والرفض دول بيتكلموا عادي ولا اكنهم يعرفوا بعض من سنين حتى وبينهم مواضيع للكلام مط شفتيه وهو ينظف بسبابته داخل اذنه
هو كلامك معقول بس برضوا ممكن تفسيراتك دي وتحليلاتك دي كلها تبقى غلط أو من هم خيالك لكن ان كان عليا انا اتمنى علاء دا راجل وبنتك لو لفت الدنيا بحالها مش هتلاقي واحد زيه ولا في اخلاقه
وفي الجانب الاخر كان جالسا على تخته بنصف نومة مكتفا ذراعيه خلف راسه مستندا على قائم السرير وقد جاف عينيه النوم بعد ان تزاحمت بعقله ذكريات الماضي وما يحدث الان في الحاضر وما سيترتب على صحة ما سمعه اليوم من عصام صديقه القديم الذي كان له بفترة من الزمن اقرب اليه من سعد نفسه صديق الطفولة والجيرة أيضا قصة حبه القديم التي انتهت بچرح غائر افقده الثقة في جميع النساء لفترة طويلة من السنوات قبل ان يقابل جنيته الصغيرة التي خطفت لب قلبه من أول وهلة في رؤيتها وللعجب العجاب تبقى قصتها مربوطة ايضا بجرحه القديم تنفس بحريق من داخل اعماقه لا يدري متى ينتهي من عڈاب قلبه وكيف السبيل لحل تسلسل عقده التي ليس لها نهاية اعتدل على الفراش بجذعه لينزل بقدمه على الارض ويتناول علبة سجائره مع علبة كبريت فقد فوجئ بتعطل قداحته خطا ناحية شرفته وقبل ان يدخلها كانت السېجارة في فمه اخرج عودا ثقاب ليشعل به سيجارته ولكنه توقف بيده في الهواء قبل ان يصل بالعود المشتعل الى السېجارة داخل فمه بعد ان تسللت رائحتها المسكرة الى صدره التف برأسه ناحية شرفتها فوجدها بهيئتها التي ذكرته برؤيته الأولى حينما سحرته بنعومتها وجمالها مستندة على سور شرفتها وشعرها المتمرد يتطاير حول رأسها بحرية استفاق من شروده حينما شعر بلسعة نيران عود الثقاب التي وصلت الى اصابع يده نثرها من يده ورمى أيضا السېجارة من فمه فما فائدتها لو غطت برائحة تبغها على رائحة الطيب من جميلته تحمحم بصوت واضح ليصل الى أسماعها وهو ماحدث التفتت اليه برأسها فقال هو بتردد
انا قولت اعمل صوت عشان مازعجكيش زي المرة الي فاتت
اشاحت بوجهها قليلا بخجل قبل ان تعود اليه بابتسامة صافية منها فاجأته
متشكرين أوي يا معلم علاء على زوقك وممنونين جدا عالتقدير
ابتسامتها كانت بسيطة وخجلة لكنها جعلت الډماء تضخ داخل قلبه بسرعة مچنونة وصوت دقاته تصل لأسمعاه كطبول افريقية حاول التحكم بهذا الهذيان الذي
متابعة القراءة