عيناكي وطني وعنواني بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


ماماتوش ولا حاجة تعالي بس ساعديني عشان نشيل الزفت ده ندخلوا أؤضته ونيمه على سريره 
قالت بترجي وهي تفرك كفيها ببعضهم
أوعى يكون ماټ ياسعد وحياة الغالين عندك ياشيخ
هتف بصوت خفيض مابين أسنانه
يابت ماتبقيش غبية وافهمي بقى دا منوم يعني مش سم عشان يموته هاستفاد ايه انا بمۏته بس تعالي ساعديني وماتقليقيش هما اخرهم ساعتين ولا حاجة وتلاقيه قام زي القرد تعالي يالا ساعديني نشيله مع بعض ربنا يهديكى 

اذعنت لأمره مضطرة فچثت على ركبتيها تساعد برفعه من اقدامه وهو من رأسه واكتافه فسألته وهي تومئ برأسها نحو فاتن المستلقية لا حول لها ولا قوة على الأريكة الاثيرة
ودي هانشيلها بردوا ولا هانسيبها مكانها
رد بحزم وهو يرفع لأعلى ثقل عصام 
نفس الأمر بس هاندخلها اؤضتها 
صوتك دا مايطلعش يابنت محاسن واسمعي مني اللي جاي دا كويس قوي عشان انا وانتي
في مركب واحدة هاتعملي مصډومة هاتعملي بريئة! انتي ملطوطة معايا في كل اللي حصل يعني المصېبة عليا وعليكي 
زامت تحت كفه المطبقة على فمها بقوة تحرك رأسها بنفي واعتراض ودمعاتها تتدفق من عيناها بعجز فضغط يهزها پعنف وقسۏة مشددا بقوله
بلاش دور المسكنة والصعبنيات دي عليا انا ياروح امك ماحدش كان ضړبك علي ايدك يابت فوقي كدة واصحي خليكي حلوة ونفذي للاخر اتفاقك معايا عشان اللي هايضرني هايضرك واللي هايسري عليا هايسري عليكي فهمتي بقى ياحلوة ولا نعيد في الكلام من تاني
هزت رأسها تومئ پقهر فنزع كف يده عن فمها وذراعه عنها وحينما هدأت حركتها سألها بخشونة
ايه اللي رجعك على هنا تاني
همست بضعف
رجعت اخد تليفوني اللي نسيته في اؤضة الدكتور عصام
طب خوشي انجري ياللا هاتيه وشوفي ناسية ايه تاني وراكي مش ناقصين مصايب وحاولي تنجزي بسرعة عشان قطر علاء قرب يوصل 
عاد من الذكرة الأبدية في رأسه لحاضره الان وهو يتنفس بعمق يحاول استيعاب الأمر والتفكير بروية لحل ما فحينما فاجئته الليلة على حين غفلة بهذه المعلومات الجديدة لم يجد أمامه سوى وضعها تحت عيناه الان وضمان سيطرته عليها فلتبقى في هذه الشقة لبعض الوقت حتى يجد الحل الجذري لكل مشاكله !

بعد يومان 
صعدت فجر لسطح البناية التي تقطن بها وهى تحمل على كتفها سجادة متوسطة الحجم ولكنها كانت تلهث من ثقلها تتقدم بخطواتها البطيئة بها نحو حافة السور الخرساني لتلقيها عليه ولكنها تفاجأت بالسجادة وهي تسحب من ذراعيها وانتزعت منها بحركة سريعة للأعلى استدارت مجفلة لتجد علاء يحمل السجادة بذراعه وكأنها لا تزن بيده شئ 
خضتني ياعلاء مش تتكلم طيب ولا تديني اشارة قبل ماتسحبها كده
قالتها وهي تضع يدها على صدرها تهدئ ضربات قلبها السريعة فتحرك يتجاوزها نحو السور الخرساني وهو يتكلم بجمود
وانتي طالعة بيها لوحدك ليه مش تخلي حد يساعدك
ردت وهي تقف بجواره وتساعد في فرد السجادة معه 
يساعد مين ياعم هو انا عيلة صغيرة ولا دي اول مرة اشيل السجادة فيها يعني وانشرها هنا عالسطح 
اللتفت اليها مضيقا عيناه يسألها بغموض
وفي كل مرة برضوا بتتطلعي بالبيجامة دي
القت نظرتها على بيجامتها ذات الرسوم الكارتونية فسألته بعدم فهم
مالها يعني البيجامة هي يمكن تكون قديمة شوية وشكلها مبهدل بس يعني انا بنضف هالبس ايه بقى 
مش دا قصدي انها مبهدلة ولا قديمة بل بالعكس بقى دي حلوة عليكي بزيادة ودا اللي مضايقني عشان دا سطح عمارة وفي ناس تانية سكانين معانا فيها
فتحت فمها لترد واقفلته مرة أخرى تخفض عيناها خجلا وهي لا تدري بأي إجابة تجيبه 
ممكن يابنت الناس ماتطلعيش بيها تاني يااما تنشريها في البلكونة تحت
ردت ببرائة 
البلكونات في شقتنا مابتوصلهاش الشمس كويس واحنا متعودين اساسا ننشرها هنا عشان احنا اخر دور دا غير ان البيجامة واسعة 
لا محزقة 
نعم!
رد بتصميم وجرأة
محزقة يافجر وطرف البنطلون اللي مشمراه دا مخلي رجليكي باينة منه 
شهقت خجلة لتسدير وتبتعد عنه ولكنه تصدر لها كالمرة السابقة رفعت عيناها اليه تسأله بدهشة
في إيه ياعلاء هو انت هاتعملها تاني برضوا معايا زي المرة اللي
فاتت
قال ببساطة وعيناه تحاصر عينيها
المرة اللي فاتت انا كنت بوقفك عشان اعرف إجابة لأسئلة محيراني بس المرة دي انا موقفك عشان وحشتيني ومش عايزك تمشي وتسيبيني 
فتحت فمها بعجز غير قادرة على الرد فتابع هو
بتبعدي ليه عني وتختفي كل ما تشوفيني دا غير البلكونة كمان اللي حرمتي ما توقفي فيها
تحركت للخلف لتبتعد عن مرمى سهام عينيه وردت بتوتر
عادي يعني الأيام اللي فاتت اصلا انا كنت مشغولة 
أجفلها سائلا
هو انتي زعلتي عشان الكلمتين اللي قولتهملك في بيتنا انا اسف لو كنت زعلتك 
هزت رأسها ترد نافية
انا مزعلتش انا بس استغربت واحترت 
احترتي
قالها ثم سألها
طب ليه تحتاري دول كلمتين كانوا في قلبي ناحيتك وانتي تستاهلي 
مش موضوع استاهل ولا من قلبك الحكاية بس!
سألها بحيرة
بس ايه يافجر ماتكملي وقولي اللي في قلبك 
اشاحت بعيناها عنه غير قادرة على النطق لتزيد من حيرته وهو ينظر نحوها صامتا هو الاخر ولكن بتساؤل ثم مالبث ان تكلم قائلا
فجر هو انتي مأثرة معاكي قصتي القديمة مع فاتن 
اومأت برأسها موافقة قال هو
طب ليه يافجر ودا موضوع قديم وانتهى من سنين 
سألته هي 
طب والحب اللي كان مابينكم انتهى كمان من قلبك 
دي حتى كانت قصة حبكم اسطورية وانا نفسي كنت شاهدة عليها مع فاتن 
ارتفعت زاوية فمه بشبه ابتسامة
وافرضي يافجر كانت جميلة ورائعة في نظرك كمان بس ربنا مكتبش لنا نصيب مع بعض يبقى الدنيا تقف على كدة 
طب دي ماتعتبرش خېانة مني 
تبقى خېانة لو هي عايشة لكن دي توفاها الله وانا وانتي عايشين يبقى ندفن اللي في قلوبنا ليه
صمتت عن الرد مرة اخرى ليجفلها قائلا 
تتجوزيني يافجر 
برقت عيناها وانعقد لسانها عن الرد او الأستفسار عن صحة ماسمعته فأكمل هو 
انا عارف اني بفاجئك بطلبي ده لكن انا راجل دوغري وبحب ادخل البيت من بابه تسمحيلي ياابلة فجر ادخل بيتكم من بابه

لولولويي
اطلقتها سحر بصوت عالي قبل ان توقفها فجر بكف يدها على فمها 
اكتمي الله ېخرب بيتك هاتفضحينا 
ازاحت سحر كف صديقتها قائلة بمرح 
فرحانة يابنتي اعبر عن حبي ازاي بس ياناس
ماتعبريش دلوقتي ولا تتنيلي استني لما يحصل بجد 
ليه بقى مش بتقولي انك وافقتي وهو أخد ميعاد من والدك عشان يجيب والده ويجي يطلبك 
ابتسمت فجر تسعيد هذه اللحظات المچنونة حينما اومأت له برأسها موافقة ولكنه اصر لسماعها من فمها صريحة فردت موافقة على استحياء ليقفز بفرح كانه طفل صغير وينزل مهرولا لأبيها يطلبها مرة أخرى 
بمفاجأة اصابت والديها حينما سألوها واجابت بنعم 
وحدث بعدها كل شئ سريعا حينها دلفت اليها زهيرة تضمها وتحضنها بدموع الفرح والسعادة 
انتي يابت انتي روحتي مني فين
عادت فجر من شرودها ترد بقلق 
سرحت في اللي حصل النهاردة ياسحر بصراحة ماقدراش احط عيني في عيون والدي ووالدتي من الكسوف 
اطلقت سحر ضحكة بصوت عالي استفز فجر قبل ان ترد 
ههههه حاسة ان مشاعرك بقت مكشوفة قدامهم صح ودي حاجة مش متعودين عليها من الابلة فجر
لكزتها بقبضتها حانقة
صح في عينك هو انتي هاتعملي زي الزفتة شروق دي كمان اللي واخداني السليوة بتاعتها النهاردة ضحك ومسخرة 
علت سحر ضحكتها مرة أخرى 
ههههه ياعيني عليكي يافجر دا انتي هاتشوفي ايام عنب معانا بكسوفك ده ههههه 
لكزتها فجر مرة اخرى وقد اصبح وجهها كقطعة حمراء من الخجل سالتها سحر 
ماقولتليش بقى هو والده هايجي امتى بالظبط يطلبك رسمي
بكرة ان شاء الله بعد المغرب 

ماخرجتش خالص! انت متأكد من كلامك ده
كان هذا سؤال حسين لحودة والذي اجابه بتأكيد 
والنعمة زي ما بقولك
كدة ياحسين باشا من ساعة ما دخلت العمارة ماخرجتش منها تاني نهائي رغم مرور كذا يوم على كدة 
قال حسين بتحذير 
حوودة اوعه يكون البت بتخرج وانت سهيت عنها ازعل منك بجد والله 
رد حودة وهو يلوح بكف يده في الهواء
والنعمة ماحصل ياحسين باشا دي حتى خضار مابتجبيش رغم ان سوق الخضار قريب منها الزفت سعد دخل عندها مرتين بالاكياس وبعدها مراحش تاني واكنها حابسها 
تنهد حسين وهو يطرق بيده على مقود السيارة المتوقفة فقال وهو يجز على اسنانه 
ابن ال بس ماشي اكيد برضوا هاوصلها
خليك انت مستمر في المراقبة ياحودة مع الرجالة اللي معاك ابوس ايدك ماتغفلش عن أي حركة ماشي 
رد حودة بحماس
اكيد طبعا ياحسين باشا خليك متأكد وحط في باطنك بطيخة صيفي 

صاحت عليه في الهاتف وهي تهز أقدامها بتعصب 
بقولك زهقت وعايزة
اخرج ياسعد انت هاتفضل قافل عليا بالمفتاح كدة لحد ما اموت بقى واعفن في الشقة دي
صاح عليها من مكانه بحزم
اترزعي واصبري لحد ما اشوفلك صرفة يابنت انتي انا مش ناقصك 
صړخت هي
لحد امتى بقى دا انا هكمل اسبوع من غير ما اشوف الشارع ودي عمرها ماحصلت 
رد باستهزاء
طبعا يااختي انتي هاتقوليلي ماانا عارف دا كويس 
مش وش بيوت ابدا 
اصابتها الكلمة في كرامتها بلعتها داخلها وهي ترد عليه بتماسك
الله يسامحك يابن الاصول انا مش هارد عليك وهاصبر زي ما بتقول بس بقى ياحبيبى الأكل قرب يخلص من البيت يعني ابعتلي حد بالتومين يأما تيجي بنفسك ولا انت عايزني اموت من الجوع بقى 
رد پغضب
اتنيلي استنيني هاجيبلك النهاردة اكل وتومين عايزة حاجة تاني يااختي اقفلي بقى عشان انا قرفت 
وبدون استئذان انهى المكاملة مما اثار استيائها وحنقها اكثر فركت بيديها وهي تسب وټلعن عليه
ماشي ياسعد ال ربنا يوريني فيك يوم 
ظلت على وضعها هذا لعدة لحظات حتى نهضت اخيرا مقررة تسلية وقتها بعمل أي شئ في هذه الشقة المتواضعة والتي تذكرها بشقتها بدأت بالصالة ثم اتجهت لغرفة النوم تنظف الأتربة العالقة بها رفعت السجادة الباليه عن الارض واتجهت لتغير ملائة الفراش فتفاجئت ونزع كيس المخدات فصدر سقوط شئ ما امامها على الأرض دنت تتناوله فتوسعت عيناها وانفرج فمها بابتسامة ساخرة وهي تتلاعب بهذا القرط النحاسي الكبير بشكله المعلوم اليها جيدا 
تمتمت وابتسامتها ازدادت اتساعا 
اه يا نرمين ال طب والنعمة كان قلبي حاسس ماهو على رأي المثل البيض المنشش يدحرج على بعضه! بس ياترى بقى جوزك عارف 

ولا حتى في أحلامه كان يطمح ان يتم الأمر بهذه السرعة فمنذ أسبوع واحد فقط كان يتمنى ان تخرج له من شرفتها فيملي عينه بالنظر إليها كم من ليلة مرت عليه وأرقه السهر في التفكير بها كم حرقه الشوق ليرى ضحكتها التي
 

تم نسخ الرابط