عيناكي وطني وعنواني بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


اصاب عقله حتى يستطيع إخراج جملة مفيدة معها فتنحنح قائلا بصوت مهزوز
هنا رنت صوت ضحكتها 
ااه دلوقتي بس عرفت المجاذيب ييتجننوا ازاي هذا ماحدث به نفسه وهو يشعر بالخدر الذي اصاب أطرافه من رؤية ضحكتها الصافية والتي زادت من جمال وجهها بروعة خبئت ضحكتها فجأة وتغير وجهها وهي ترد 
أنا المرة اللي فاتت كان عندي اسباب عشان اكرهك بيها من قبل ما اشوفك 

يعني انتي دلوقتي ماعدتيش بتكرهيني
رفعت عيناها اليه مجفلة فحدقت اليه للحظات صامتة قبل ان تجيب 
مش عارفة بس انا اكتشفت اني كنت ظالماك في حاجة انت ملكش ذنب فيها دا غير إني اكتشفت ان انت نفسك كنت مجروح 
مط بشفتيه امامها وهو يعيد كلماتها برأسه فأطربت أسماعه وأنعشت بداخله الأمل فتابعت هي بسؤال
طب احنا دلوقتي هانعمل ايه
قطب حاجبيه فسألها ببلاهة
في إيه
رفعت عيناها وهزت رأسها بيأس فتذكر هو
اااه انت قصدك يعني عن موضوع الكلام اللي ذكره عصام
اومأت برأسها إيجابا فقال متنهدا في البداية
اولا احنا لازم نتأكد من صحة الكلام الأول 
قالت بسرعة وتعصب
أنا متأكدة من صدق كلامه عشان متأكدة جدا من أخلاق فاتن 
اطرق بعيناه ارض وشعر بالأسف قبل ان يتكلم
أرجوكي ما تاخديش كلامي بمحمل على فاتن بس انا راجل عشت سنين على مشهد انها خانتني مع اعز اصحابي ودي حاجة أثرت جدا في نظرتي ناحية الستات وافقدتني الثقة
في كل الناس 
وضح التفهم على ملامح وجهها فأثبتت هي بالقول
انا فاهماك على فكرة ومش بلوم عليك 
تنهد بارتياح وشعور بالسعادة يتسلل اليه رويدا رويدا فقال بعملية
خلاص ياستي مدام بقينا متافهمين يبقى هاقولك على اللي بفكر فيه انا من بكرة ان شاء الله هادور على البنت الخدامة اللي كانت شغالة عند عصام 
هزت رأسها بحماس واكملت على قوله
حلو اوي ده لأن البنت دي أكيد عندها حل السر اللي دوخنا طول السنين اللي فاتت وانا كمان هحاول الاقي طريقة تعرفني عن الفترة القليلة اللي قضتها فاتن في الصعيد قبل ماتموت يمكن يكون في حاجة تهمنا فيها 
اومأ برأسه عن رضا
تمام واهو منها برضوا تعرفي هي ماټت بجد ولا حاجة تانية 
اومأت هي ايضا فسره جدا نظرة الأمل بعيناها ورغم قساوة الوضع ولكنه وجد اخيرا شيئا يربطهم ويقرب بينهم شعرت بالحرج حينما طال الصمت بينهم فاستاذنت للعودة لغرفتها وتركته هو يتأمل الكون حوله بنظرة أخرى بعيدة كل البعد عن السابق 

في اليوم التالي 
خرج من داخل ورشته يهلل بترحيب 
دا انا الصبي لما قالي جوا ماصدقتش نورت الورشة ياعلاء باشاء 
تقبل علاء عناقه والترحيب بمودة حقيقية لصديقه وجاره
منذ الطفولة
وحشتني ياسعد ووحشتني ايامك 
شدد على كفه قائلا بمرح 
ما انت ياعم عزلت وقولت عدولي تعالي اتفضل معايا جوا الورشة عشان افرجك كمان على شغلي الجديد 
خليها مرة تانية ياحبيببي المهم خلينا نتكلم احنا هنا عشان عايزك في موضوع ضروري 
جلس الاثنان على مقعدين من الخشب وفي الوسط طاولة خشبية أيضا صغيرة خارج الورشة فسأله سعد بفضول 
موضوع إيه بقى اللي كنت عايزني فيه 
اصل بصراحة انا كنت عايز اسألك عن حاجة قديمة كدة مر عليها سنين بس انا قولت يمكن يكون عندك خبر ولا تعرف حاجة عنها 
عقد حاجبيه بدهشة فسأل
عن مين بالظبط وموضوع إيه دا اللي مر عليه سنين
تنحنح علاء ېلمس ارنبة انفه بتردد قبل ان يقول اخيرا 
يعني اصل انا كنت قابلت عصام عصام صاحبنا القديم انت تعرفه
جحظت عيناه واشټعل صدره بالڠضب بمجرد سماع الأسم فقال بحدة 
ماله الخاېن ده وهو ليه عين كمان يشوفك ويفتح معاك مواضيع وانت ازاي تسمحله اساسا 
قاطعه علاء
في إيه ياسعد استنى واديني فرصة اتكلم 
حاول تنظيم انفاسه الهادرة داخل صدره فقال 
معلش يا علاء بس انت عارف اني قطعت علاقتي مع البني ادم ده من زمان من ساعة ماعرفت منك موضوع خيانته ليك 
قال الاخيرة مشددا على الاحرف لفت نظر علاء الذي رد 
يابني ما انا عارف كل كلامك ده انا بس عايز دلوقتي اتأكد من صحة الكلام اللي قالهولي واعرف ان كان صدق ولا كدب 
شحب وجهه پصدمة وهو يستمع لعلاء وهو يسرد كلمات عصام فقال 
يعني هو بعد السنين دي كلها ما افتكرش يقولك الحقيقة غير دلوقتي وانت بكل سهولة كدة صدقت
يابني انا لا صدقت ولا كدبت انا بس عايز اشوف البنت الخدامة دي واسالها غشان افهم 
بصق جملته قائلا 
وانا مالي بقى
انت مالك ازاي بقى هي البت دي ماكنتش قريبتك برضوا
ضړب على الطاولة التي امامهم پعنف وهو ينهض عن مقعده يهدر صائحا پغضب 
انا ماعنديش قرايب خدامين ياعلاء 
ربت علاء على ذراعه بمهادنة 
طب اهدى طيب واقعد الناس في الشارع بتبص علينا 
عاد للجلوس مرة أخرى وصدره يعلو ويهبط من الڠضب وهو يردد 
ما انت بتقول كلام يعصب ياعلاء انا البنت دي لما قدمتها للزفت عصام كان على اساس انها معرفة من ناس قرايبنا وكان صعبان عليا حالها وامها التعبانة يعني مش قريبتي ياعم دي كانت مجرد معرفة وراحت لحالها يعني ماعدتش اعرف عنها حاجة 
ثم أردف بغل
هو لدرجادي الجدع ده عرف يلف دماغك من قاعدة واحدة 
ظهر الڠضب على وجه علاء وهو يرد عليه بحدة 
انا مش عيل صغير ياسعد عشان يجي حد ويلفني بسهولة 
صمت الاخر يشيح عنه بنظره فأجفله علاء بسؤاله 
الا صحيح ياسعد لما قابلك عصام زمان عشان يوسطك مابيني وبينه ماقولتليش انت ليه على الموضوع ده 
تحركت شفتاه بتوتر مرددا
هااا
حانقة غاضبة تهز اقدامها بعصبية تحت الطاولة الجالسة
عليها أمامه في المطعم الشهير والذي كان قد وعدها منذ فترة قريبة لصحبتها في زيارته وفي أعلى الطاولة كانت مستندة عليها بمرفقيها وهي تستمع لتبريره بأعين متوسعة كبركتي عسل بلونهم مكورة شفتيها كالأطفال على وجهها الذي تخضب بحمرة قانية من الڠضب هيئتها الشهية اخرجته من تركيزه بضع مرات فازداد ڠضبها منه وازدادت رؤيتها تسلية بعيناه وهو يكبت ابتسامة ملحة بصعوبة عن وجهه 
يابنتي زي مابقولك كدة هو دا كل اللي حصل 
برقت عيناها اكثر تهتف 
ياسلام وانا بقى عيلة صغيرة ولا هبلة عشان اصدق حاجة زي دي 
رد بابتسامة مستترة
صغيرة دا إيه بس ياشوشو دا انت عاقلة وست العاقلين كمان 
قالت غاضبة 
بلاش أسلوبك ده معايا ياحسين عشان انا حساك بتسخر مني ومن كلامي 
لم يستطع كبح ابتسامته
وهو يردف
أسخر من مين بس يابنتي هو انتي في حد يقدر يسخر منك برضوا ياقمر
ارتخت ملامح وجهها قليلا ولكنها قاومت الضعف امامه فقالت بإصرار
طب قولي الحقيقة واعترف ان كانت البنت دي حب قديم ولا انت عملت معاها علاقة وانا هاصدقك واسامحك لو قولت الحقيقة 
حب او علاقة!! هههه
دون ارادته دوت الضحكة بصوت عالي قبل أن يكبتها بوضع كفه على فمه راقبته لعدة لحظات وهو يقهقه بصوت مكتوم ولا يستطيع التوقف مما اثار استيائها اكثر فنهضت عن كرسيها پعنف
ماشي ياحسين خليك انت كدة اضحك مع نفسك وانا ماشية وسايباك 
امسك بمرفقها يوقفها بحزم قبل ان تذهب
استني بقى واقعدي ياشروق الناس بتبص علينا اقعدي بقى عيب 
أجفلت على النظرات الفضولية حولها فجلست مضطرة وهي تطحن اسنانها غيظا
هما دقايق بس ياحسين هاقعدهم ولو فضلت فيهم تتكلم وتضحك بأسلوبك الساخر ده مني و من عقلي هاقوم واسيبك وابقى دور بعد كدة بقى على حاجة تصالحني بيها عشان انا مش هاسمحلك نهائي وان شالله حتى تتفسخ 
اوعي تكمليها لازعل بجد وربنا 
قاطعها بجدية حقيقية بوجه ذهب عنه المرح فتابع جديته بصوت أجش ممسكا بكفها
انا مش بستهزأ بيكي انا بس شايف ان الموضوع كله هزار ومش مستاهل لخناقة مابينا انا وانتي 
رقت قليلا من نبرته فقالت ببعض الرزانة
انت شايفه موضوع مش مستاهل و انا شايفة العكس يبقى تفهمني الحقيقة 
يابنتي ما انا قولتلك كانت لعبة هزار من واحد صاحبي حب يعمل فيا مقلب مع مجموعة من الزملا لما كنا في حفلة لشركة السياحة اللي كنت بشتغل فيها الأول قبل ما استقل وافتح شركة لوحدي ودا كان في سهرة مع وفد سياحي صاحبي ده زق البنت الخوجاية دي تيجي ترزل عليا وفي نفس الوقت كان هو بيصور اللي حاصل 
سألته بشك
يعني الموضوع رزالة بس ومافيش أي حاجة تاني
هز رأسه بالنفي وهو يبتسم بسعادة
وحياة غلاوتك عندي مش أكتر من كدة دا صاحبي عمل المقلب دا مخصوص نكاية فيا عشان انا كنت دايما مقفل وسطهم 
طب وانا إيه اللي يخليني اصدق
حدق بعيناها الجميلتان يقول بصدق رأته جليا في عيناه 
عشان انا مش هانكر لو كنت كدة فعلا الموضوع ده مر عليه اكتر من سنتين يعني مكنتش لسة شوفتك ولا عرفتك عشان تتحسب عليا خېانة بس انا اللي مستغربه بجد هي ازاي وصلتك الصورة!
أهي وصلتني وخلاص 
يعني مش هاتقولي على المصدر 
قالت بتحدي
لأ مش هاقول ياحسين عندك مانع 
رفع حاجبه بتسلية
ماشي ياشروق المهم بقى انتي صدقتيني ولا لسة برضوا مصممة عاللي في دماغك 
هزت كتفها وقالت بدلال
مش عارفة
ازداد اتساع ابتسامته فقال بمرح وهو يشير بيده للنادل
بس انا عارف مدام اتكلمتي كدة باسترخاء نسبي يبقى بدأتي تحني نكمل عتابنا بقى واحنا بنتغدى تحبي اطلبلك إيه

مع قرب انتهاء اليوم الدراسي وخروج الطالبات من غرفة الحاسبات بعد انتهاء حصتها معهم وقفت تلملم أشيائها وتضعهم بحقيبتها
اليدوية قبل ان تنصرف هي الاخرى وتعود لمنزلها وسط انهماكها وصل لأسماعها صوت صفير من الفم بصوت خفيض رفعت راسها لتتبين مصدره ناحية الباب المفتوح بمواربة صغيرة ولكنها لم تجد احد فعادت لما تفعله فتكرر الصوت مرة أخرى واثنان وهي ترفع عيناها ولا تجد سوى الهواء زفرت بغيظ وهي ترجح بانها معاكسة من إحدى الطالبات لتستفزها فتناولت عصا خشبية تستخدمها ساعة الضرورة في التدريس وذهبت لتفاجأ من يشاكسها
رفعت يدها الممسكة بالعصا بتحفز وهي تمسك بمقبض الباب لتفتحه لتباغت من يقف خلفه لتفاجأ بشهقة انثوية ضاحكة 
حاسبي يا ابلة فجر انتي هاتضربي صاحبتك ولا إيه
فغرت فاهاها بشهقة هي الأخرى مشتاقة لصديقتها التي ارتمت عليها تعانقها
سحر!! وحشتيني يامجنونة وحشني جنانك 
سحر وهي تشدد عليها بذراعيها وهي تقهقه بمرح
مش اكتر مني يا فجر وربنا مش اكتر مني 
بشويش ياجماعة على نفسكم دول اخرهم اسبوعين فراق مش سنين يعني 
نزعت فجر نفسها عن صديقتها
 

تم نسخ الرابط