عيناكي وطني وعنواني بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


الجنان ده يعني الصبح تقوليلي ان اختك 
فجر رفضت اخويا علاء قدام والدتي والاتنين خرجوا من عندكم غضبانين بالليل ودلوقتي جاية تقولي ان علاء هو اللي وصل اختك على المستشفى والبيت كمان طب اصدقها ازاي دي بقى
ضحكت بمرح وهي تردف بدعابة
شكلهم كدة بيحبوا بعض الجماعة دول وبنفس الوقت بيستعبطوا قدامنا 
قال بتمني 

ياريت ياشروق والله انا اتمنى من كل
قلبي دا اخويا علاء دا طيب قوي وتعب وشقي مع والدي كتير 
ياسلام ياحبيبي ما انا كمان اختي زينة البنات وتستاهل كل خير 
وصلها صوته الضاحك
يعني الاتنين ولاد حلال ويستاهلوا كل خير ادعي ربنا بقى يجمع قلوبهم على بعض 
يارب يارب 
تعرفي ياشروق ان اخويا علاء كان ليه قصة حب كبيرة مع واحدة زمان 
استدارت بجسدها عن المراة تسأله باهتمام 
لا دي أول مرة اعرف ودي كانت قريبتكم ولا زميلته في الجامعة 
لا كانت قريبتنا ولا زميلته في الجامعة دي كانت بنت جيرانا في الشارع اللي ورانا بس بقى في الجزء الفقير اصلهم كانوا ناس على قد حالهم ووالدي اياميها ماعجبهوش الوضع ورفض البنت يطلبها لعلاء وحصل مشاكل وقتها وخناق مابينهم لأنه كان متمسك بيها لاخر نفس لكنه فجأة بقى صرف نظر وانتهت حكايتهم لما البنت سافرت هي وأهلها على الصعيد وعزلوا نهائي من المنطقة 
قالت بتأثر 
ياعيني بزعل انا من قصص الحب اللي بتنتهي كده من غير جواز ولا ارتباط 
فجأءها يقول 
على فكرة ياشروق انا نسيت ما اقولك البنت دي تشبهك قوي وانا كنت سمعت من والدتي قبل كده انها تقربلكم 
عقدت حاجبيها بدهشة
تقربلنا احنا ازاي بقى هي كانت اسمها ايه ولا بنت مين عشان اعرف
والدها كان راجل نجار كدة اسمه بدر عوض الصعيدي والبنت نفسها كان اسمها فاتن 
انت بتقول فاتن معقول هي دي اللي كان بيحبها علاء!

اعتدلت بجذعها على الفراش وتفرك بكفها على جانب وجهها وقد طار منها النعاس وهي تستوعب كلماته فقالت بامتعاض 
سمعني تاني لو سمحت عشان الظاهر كدة انا ماا سمعتش كويس 
قال بتصميم وهو يشدد على كلماته 
لا إنتي سمعتي كويس يافجر بس بتقاوحي ورغم كدة انا هاكرر برضوا تاني مقابلتك مع الدكتور عصام المرة الجاية هاتبقى شاملاني انا كمان 
هتفت حانقة 
وتشملك إنت ليه بقى المقابلة دي هو لقاء القمة دول يدوب كلمتين هاخدهم منه عشان اعرف اللي حصل زمان 
وصلها صوته بحدة 
انا عارف انهم كلمتين 
ومتأكد كمان ان الكلمتين دول هايكونوا عن انا 
صمتتت وظلت صوت انفاسها الحادة هي سيدة الموقف لعدة لحظات قبل ان يقطع علاء صمتها 
اسمعي يافجر انا عارف انك مش مصدقاني وعندك شك فيا بس انا عايز القعدة تبقى بينا احنا التلاتة عشان نكشف اوراقنا قدامك وتشوفي بنفسك مين فينا معاه الحق ياريت يابنت الناس تهاوديني في كلامي المرة دي 
بعد أن أنهت المكالمة زفرت بضيق وهي ترمي الهاتف على الجانب الاخر من الفراش وقبل ان تسقط رأسها مرة أخرى على الوسادة تفاجأت بشقيقتها وهي ټقتحم عليها الغرفة تهتف
الحقي يافجر الحقي شوفتي اللي حصل
فغرت فاهها وهي تحدق بها ببلاهة فاستطردت شروق بلهفة 
انا حالا قافلة دلوقتي مع حسين وقالي خبر بمليون جنيه عارفة قالي إيه
ظلت صامتة أيضا على نفس وضعها فتابعت شروق بحماس
قالي ان علاء جارنا كان بينه وبين فاتن بنت عمتك قصة حب كبيرة وكان بيحارب والده عشان يتجوزها بس محصلش نصيب مابينهم 
صمتت بصدر لاهث وهي تراقب رد فعل شقيقتها التي كانت تنظر لها بتبلد قبل ان تنزل في الفراش وتشد الغطاء عليها وهي تأمرها بعدم اكتراث
اخرجي ياشروق واقفلي الباب وراكي وماتنسيش تطفي النور اللي ولعتيه 
نهضت عن الفراش متفاجئة منها فقالت حانقة 
دا إيه التناكة دي قال وانا اللي قولت ان هافاجئك بخبر الموسم روحي ياشيخة سديتي نفسي بتناحتك دي 
بعد سماعها لصوت صفق الباب القوي بخروج شقيقتها تمتمت هامسة
كان بيحارب والده عشان يتجوزها !!

على مائدة السفرة كان يتناول طعامه وهو صامت يستمع لها وهي تتحدث بجواره بمواضيع شتى وهو يومئ لها برأسه بروتينية دون حماس دلف اليهم حسين يلقي التحية
مساء الخير ياوالدي 
رفع راسه عن الطعام وهو يرد عليه بوجه مشرق 
مساء الفل ياحبيبي تعالى كل معايا وافتح نفسي تعالى 
تبسم بداخله وهو يرى وجه نيرمين الذي تغضن پحقد فقالت 
اسم الله عليك ياحج ما انا باكل معاك اهو ولا انا مش قد المقام عشان افتح نفسك
تغاضى ادهم عن الرد عليها وهو ينتظر رد ابنه حسين والذي قال بأسف 
معلش ياوالدي انا
أكلت حاجة خفيفة في الشغل وشبعان خليها مرة تانية بقى 
تنهد أدهم وخرج صوته بإحباط 
تاني برضوا ياحسين يعني مافيش مرة تفوتها من غير ما تاكل في الشغل وتيجي تاكل معانا أكلة بيتي ترم بيها عضمك يابني 
لا ما انا جيت بدري النهاردة الساعة ٥ مخصوص عشان أتغدا معاكم بس للأسف مالقتش حد في البيت غير الشغالين يحضرلي الاكل 
ارتفع حاجب أدهم وانتقلت نظراته لنرمين التي شحب وجهها قبل ان يسأله 
ليه بقى هي مراة ابوك ما كنتش موجودة 
ما انا قولتلك ياوالدي ماكنش في حد موجود غير الخدامين عن اذنكم اروح اغير هدومي وارتاح 
قالها وذهب سريعا من امامهم أسرعت نيرمين تبرر لزوجها ذو النظرات المتفحصة لها 
ما انا قايلالك ياحج الصبح إني هاخرج ازور واحدة صحبتي واقضي اليوم معاها 
تقومي تقعدي لبعد خمسة العصر وعلى كدة وصلتنا هنا امتى بقى 
بلعت ريقها وهي تجيبه بتوجس 
ما انا عديت على خالتي كمان واتغديت عندها فوصلت هنا على الساعة ٦ المغرب كدة 
ظل صامتا لبعض اللحظات مضيقا عيناه بشكل جعل البرودة تسري بأطرافها قبل يقطع صمته وهو ينهض عن الطعام دون رد 
تنفست الصعداء بمجرد ذهابه وهي تمتم پخوف 
الحمد للة ربنا ستر 
الحمد لله منك لله ياسعد 

بعدها بيومين 
بمنزل شاكر خرجت فجر من غرفتها وهي تصرخ بفرح على والدتها الجالسة على مقعد السفرة بوسط المنزل وهي منهمكة في تفطيع الخضروات على الطاولة 
سحر اتخطبت ياماما سحر اتخطبت 
شهقت سميرة واضعة كفها على صدرها 
بسم الله الرحمن الرحيم في إيه يابت خضتيني وسحر مين دي كمان اللي بتقولي عليها اتخطبت
هللت فجر بمرح 
في أيه ياست الكل هو احنا عندنا كام سحر بس صاحبتي سحر بنت رجاء صاحبتك لحقتي تنسيهم برضوا ياست ياأصيلة
صاحت فيها حانقة
أكيد عرفتهم يامقصوفة الرقبة انا بس مكنتش مركزة في الأول المهم بقى انت عرفت منين أكيد هي اتصلت بيكي وعرفتك 
طبعا ياست الكل دي اتصلت عرفتني وبعتت الدليل كمان 
قالت الاخيرة وهي تدنوا منها و تناولها الهاتف تنظر اليه حدقت سميرة لبعض الحظات بصورة العريسان على شاشة الهاتف قاطبة الحاجبين قبل تفك عقدتهم وتنفرج اساريرها فقالت بفرح
يامشاء الله ياولاد دي كمان لبست الشبكة وعريسها زي انا ما انا شايفة كدة حاجة تشرح القلب 
قالت فجر بسعادة بالغة 
هو فعلا حاجة تشرح القلب ياماما لا وايه الخطوبة جات كدة فجأة قبل ما تسافر وتخرج من البلد ياسلام ياماما دا انا فرحانة قوي عشانها 
قالت سميرة بمغزى 
اه ياختي امال ايه ما انا كمان فرحانة اوي بيها البت راحت مڠصوبة على فرح بنت خالها قوم النصيب يحكم وتتخطب هي من هناك عقبالك انت كمان ياختي لما النصيب يحكم 
خبئت ابتسامة فجر وهي تفهم مقصدها فتناولت الهاتف من يدها بهدوء وهي ترتد عائدة لغرفتها فقالت بمهادنة 
اه طبعا امال ايه ان شاء الله ياماما ان شاء الله 
همت لتنسحب ولكن والدتها اوقفتها من قبل ان تتحرك 
استني عندك يافجر لابسة كدة ومتنأتكة رايحة على فين 
قالت كاذبة بتوتر
رايحة مشوار للإدارة التعليمية عشان عندي شوية ورق عايزة اخلصه هناك 
والمشوار دا ماينفعش يتأجل عشان البطحة اللي في دماغك دي دي حتى ظاهرة على الوش مش مدارية 
تلجلجت قائلة
ياااست الكل ما انا هالبس كاب اداريها بيه اصل بصراحة المشوار مهم وماينفغش يتأجل أكتر من كدة عن اذنك بقى اخد شنطتي من الأوضة عشان اللحق احصل 

حينما دلفت لغرفتها ذهبت سريعا على الشرفة نظرت أمامها نحو المحل فاطمأنت لعدم وجود سيارته في موضعها بالخارج تنفست ببعض الإرتياح وهي تتناول حقيبتها بحركة رشيقة وتضعها على كتف ذراعها ثم تناولت الكاب تضعه على رأسها كي تغطي به جبهتها المصاپة لتخرج بخطوات مسرعة من الغرفة والمنزل والبناية ايضا تود الحاق بموعدها لقد مر يومان منذ حديثها معه في الهاتف حينما أصر عليها لحضور اجتماعها مع عصام وهي ابدا لم تقتنع رغم الحاحه حينما رأته في بداية اليوم يخرج بسيارته استغلت الفرصة رغم تعبها لتتصل بعصام وتحدد معه موعدا في الحال تتحداه بإصرار
فهو ابدا لن يفرض سيطرته عليها أنسي انه موضع اتهام وهي تريد ان تعلم الحقيقة مهما كانت 
دلفت لداخل السيارة الأجرة التي أوقفتها سريعا وعيناها مازلت معلقة ناحية المحل تتوجس من مجيئه فجأة فيفسد لقاءها الثاني ايضا 
اطلع على طول ياسطى 
قالتها لسائق السيارة الذي رد عليها بسؤال وهو يدير المحرك 
على فين العزم يا انسة 

حينما ترجلت من سيارة الأجرة التي توقفت امام العنوان الذي وصفه لها هذا
المدعو عصام وقفت لعدة لحظات تنظر لواجهته بانبهار وتردد في الدخول لهذا المكان ذو اليافطة الاجنبية والذي يتوسط منطقة من ارقى مناطق العاصمة ويبدوا من الوهلة الأولى أنه أنشئ مخصوص لعلية القوم تقدمت بخطواتها حتى دلفت لداخله فوجدته اتخذ طاولة قريبة جدا من الباب حتى يسهل لها رؤيته وقف لها كالمرة السابقة بملابسه الباهظة والتي تمثلت في ارتدائه لسروال من الجينز وعليه كنزة صوفيه سوداء زادته بهاءا كان واقف بثقة في المكان الذي يشبهه عكس السابق عيناها ذهبت على باقي رواد المحل من فتيات ورجال فشعرت ببعض الحرج من ماترتديه وهذا الكاب الرياضي الذي غطى على جبهتها المصاپة فلفتت اليها الأبصار بغرابتها 
استقبلها بابتسامة مشرقة جعلته وسيما وهو يرحب بها حتى جلست امامه فقال بمشاكسة
اخيرا وصلتي دا انا قولت انك غيرتي رأيك ولا تكوني لاغيتي الموعد 
ردت بحرج 
بصراحة انا بعد مادخلت البتاع ده فكرت فعلا الغي وارجع من مطرح ماجيت احسن 
ليه بتقولي كدة 
قالت بحرص وهي تتجنب النظر حولها 
حضرتك مش شايف نظرات الناس ليا وكأني كائن غريب دخل عليهم في منطقتهم 
القى نظرة بطرف عيناه على بعض الطاولات فقال بابتسامة
 

تم نسخ الرابط