عيناكي وطني وعنواني بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


عصرية ذو ماركات غالية يعلمها هو جيدا وجهها الأبيض ازداد صفاء ونضارة اكثر من ذي قبل مع ابتسامة رائعة زادته اشراقا كما اظهرت النظارة الشمسية رقيها ونضجها وتحمل بيدها طفلا اكبر من ابنته بقليل ولكنه اجمع بين صفات ابيه الشكلية وجمال والدته طرقت فجر بقبضتها على المنضدة بقوة
هاتفضل متنح لها كدة كتير مش ناوي بقى تقولنا اتفضلوا 

نفض رأسه وهو ينهض عن مقعده بارتباك
ااه طبعا اتفضلوا ياجماعة 
مدت اليه كفها الحرة بابتسامتها المعهودة 
طب مش تسلم الأول يادكتور 
مد كفه المرتجفة يصافحها بتوتر 
أهلا بيكي يا فاتن انتي عاملة إيه
انا كويسة والحمد لله انتي اللي ايدك باردة اوي واكنك عيان 
قالتها وجلست على الفور مع ابنها نظر هو لكفه التي صافحتها للتو صامتا ولكنه اجفل على صوت فجر التي هتفت عليه
انا واقفة على فكرة قدامك لسة ولا اقولك اقعد احسن مش وقت سلام 
لم يرد على مزحتها بل أكتفى ان يجلس على مقعده أمامهم وهو مازال مأخوذا برؤيتها
تكلمت فاتن بمرح
انت لسة برضوا مش مصدق ان انا اللي قاعدة فصادك
بصراحة متأخذنيش دي حاجة ولا في الخيال خصوصا كمان لما عرفت انك كنني متجوزة الدكتور منذر يعني قرببة من دايرتي وانا اللي بقالي سنين بضړب اخماس في اسداس عن مصيرك المجهول 
خبئت ابتسامتها وهي تتنهد قانطة قبل ان ترد
عندك حق فعلا اللي حصل كان اكبر من اي استيعاب او اي منطق بس الحمد لله ربنا وضع في سكتي اللي ياخد بإيدي وينجدني بس انا عمري مانسيت جميلك معايا ياعصام 
ضيق عيناه متفكرا 
جميل ايه بالظبط انا مش فاكر حاجة 
أجابت ممتنة
يمكن انت متكونش فاكر بس انا لايمكن انسى اللحظة لما 
توقفت قليلا متأثرة بذكرة الماضي ثم اردفت
لما دخل علاء واشتغل ضړب فيك
وانت كل اللي على لسانك فاتن شريفة وملمستهاش اتحملت الضړب وانت بتدافع عني في اضعف اوقات حياتي من غير ماترد بضړبة واحدة على علاء اللي سابك في الأرض سايح في دمك 
وانت برغم كل اللي فيك كنت رافض مني المساعدة او انقذك دا انت حتى فضلت تنتظر والدم پينزف من دماغك مش راضي تتصل بحد ينجدك غير بعد ماانا امشي عشان ماتضرش بسمعتي كان اهم حاجة عندك انى افضل مستورة ومانفضحش 
ظل ساهما بحديثها وهو لا يجد مايرد به عليها وكيف يرد وهذه الحاډثة حاضرة في ذهنه كأنها حدثت أمس وجرحهها مازال ېنزف بداخله صفقت فجر بكفيها لتفيق الاثنان
اصحوا ياجماعة اللي فات راح وعدى خلينا في الحاضر وشوفوا اجتماعكم النهاردة على ايه من بالظبط 
انشق ثغره بابتسامة مضطربة وهو ينظر نحو الطفل الصغير ليغير دفة حديثهم
بسم الله ماشاء صحيح ابنك جامع في الصفات اللي هاتخلي البنات تجري وراه لما يكبر 
ابتسمت بإشراق قائلة وهي تنظر نحو الطفل
دي حبيبي دا ابن عمري عبد الرحمن هدية والده ليا قبل ما يتوفاه ربنا 
ربنا يخليهولك يارب ويرحم الدكتور منذر دا كان من احسن الناس خلقا والله حتى في شراكته معانا كان في منتهى الإخلاص والتفاني 
تبسمت ترد على كلماته 
اه شركته ليكم جينا بقى للمهم عشان انا كنت عايزة اتكلم معاك في الموضوع ده 
اومأ برأسه
حقك طبعا انا جايب معايا النهاردة كل حسابات الشهور الي فاتت دا غير طبعا اني عايزك تطلعي على كل التطورات اللي حصلت في الفترة دي وخصوصا قسم الدكتور منذر 
قاطعته فجر 
بس بس ياعم انا معنديش دماغ للتفاصيل بتاعتكم دي ايه رأيكم اخد عبد الرحمن ونروح نلعب مع الأمورة نانيس بنتك 
نهضت من جوارهم لتعلب مع الطفلان بحرية وسعادة متناسية الزمان والمكان حتى اتاها اتصاله فردت ضاحكة
الوو ياحبيبي عامل ايه
اتاها صوته الغاضب 
انتي فين يافجر
ردت مرتبكة 
يعني هاكون فين يعني رحلت مثلا هو انت بتسأل عليا ليه
وصلها صوت زفره طويلة وحادة قبل ان يهتف پغضب
عشان انا روحتلك مدرستك وسألت عليكي قالولي خرجت من يجي ساعتين وفي البيت مش موجودة وعند حسين وشروق في المستشفى برضوا مش موجودة قاعدة فين يافجر دلوقتي جاوبيني حالا 

ارتبكت من حدته المفرطة في الحديث اليها حتى كادت ان تقول الحقيقة وتذكر اسم فاتن وعصام ولكنها تداركت نفسها فخرج صوتها بتلعثم 
انااا عند واحدة صاحبتي تانية غير سحر بزورها في بيتها عشان عيانة 
وصلها صمته قليلا قبل ان يسألها بريبة 
صاحبتك دي اسمها ايه يافجر
ردت كاذبة بأسم واحدة أتى على رأسها فجأة
مدام نور ااا هي مش أستاذة خالص على فكرة معانا في المدرسة عشان تعرف يعني 
امممم 
تابع بنبرة هادئة بشكل عجيب
طب خلصي مشوارك يافجر وياريت متتأخريش 
اومأت بلهفة 
طبعا طبعا ححاول متأخرش ياحبييي 
قال منهيا المكاملة 
تمام يافجر وانا منتظرك عشان تحكيلي سلام بقى 
بعد ان انهاء المكالمة تنفست الصعداء وهي تشعر اخيرا بدخول الهواء الى صدرها فقد وترتها مكالمة علاء الغريبة بشكل مخيف وانتابها شعور القلق بشدة فهي لم تعهد هذه الحدة قبل ذلك من علاء خطيبها الحنون على الإطلاق 
الټفت لتعود للأطفال بعد ان انشغلت عنهم بمكالمتها مع علاء ولكنها لم تجدهم جالت بعيناها تبحث عنهم في جميع الأنحاء وهي تنادي بأسماءهم
نانيس عبد الرحمن نانيس بيدوا ياولاد انتوا فين
سقط قلبها عند أقدامها حينما رأت الكرة الصغيرة التي كانت تتلاعب بها معهم بعد ان ابتعدوا عن طاولة فاتن وعصام بمسافة طويلة عنهم وبدأت تردد بصوت مرتعش وتبحث عنهم بتشتت 
يابيدوا ياناني يانهار اسود انتوا روحتوا فين وسيبتوني
لو كان طريح الفراش والغريب انها في كل مرة تأخذ حذرها منه ومع ذلك ينجح بألاعيبه معها 
اعتلت الرصيف القريب من المشفى تشير بيدها لسيارات الأجرة امامها ولكن شتت انتابهها هذا الصوت المتكرر والذي تجاهلته عدة مرات حتى التفتت نحو المصدر حينما ازداد علوه وجدت امرأة ترتدي عباءة سوداء واقفة بمدخل إحدى الشوراع الضيقة و تغطي على نصف وجهها بطرف حجابها القصير وهي تشير لها بيدها 
بس بس تعالي 
اومأت بسبابتها نحو نفسها ترد
انت بتشاوريلي أنا
أجابت بصوت خفيض
ايوة انت ياشروق إيه مش واخدة بالك
مني
شروق!
رددت خلفها وهي تميز بحة الصوت والشبه الذي ليس غريبا عنها تحركت بخطواتها حتى اقتربت منها على مدخل الشارع فسألتها وهي تدقق النظر بها
انت نيرمين صح
اومأت برأسها وتكلمت پانكسار 
انا عارفة انك مستغرباني دلوقتي بس انا خاېفة اكشف وشي لايشوفني ادهم ولا علاء ابنه وانا مش ناقصة 
سألتها بحيرة
مش ناقصة إيه ثم انت موقفاني ليه بالظبط وانت هربانة من يوم حاډثة حسين وماحد عارف مكانك فين
تلجلجت قليلا ثم قالت بتماسك
ممماهو ماهو انت ماتعرفيش ياشروق باللي عمله ادهم معايا عشان اهرب دا كان بيشك فيا وفي الاخلاقي من غير سبب لحد اما هجيت طفشانة بس انا تعبت وكنت عايزاه يسامحني عشان أرجع 
عايزة ترجعيلوا يعني طب وانا مالي
سألتها فحركت الأخرى رأسها يمينا ويسارا وخاطبتها
طب بقولك إيه ماتيجي معايا نقعد في أي حتة كدة عشان افهمك 
هزت رأسها رافضة
اسفة معلش انا يدوب اروح
تحايلت بإصرار
طب حتى ادخلي لجوا الشارع شوية لاحسن حد يوصل فجأة منهم دول بس كلمتين عالواقف عايزاكي تبلغيهم لأدهم عشان يرجعني 
زفرت متأففه وهي تسلتسلم لسحبها لداخل الشارع الضيق وقبل أن تبتعد هتفت برفض
خلاص كفايه هنا قولي بقى واتكلمي اديكي اداريتي شوية عن مبنى المستشفى 
وقبل أن تتفوه نيرمين بكلمة تفاجأت شروق ييد كبيرة تلتف حولها والأخرى تكمم فاهها بمنديل ابيض ذو رائحة نفاذة حاولت مقاومتها ولكنها لم تستطع الصمود أكثر من دقائق حتى ارتخت أعصابها ولم تعد تشعر بما حولها على الإطلاق 

تذرف الدمعات بدون توقف والقلق يأكل قلبها على الطفلان مع شعور بالحرج يكاد ان يفتك بها وهي لاتقوى على النظر بأعين عصام الذي انلطلق مع عمال النادي والموظفين في رحلة البحث عن الطفلين وفاتن قريبا منها على إحدى المقاعد تبكي وتنوح اختفاء طفلها وبجوارها مجموعة من النساء أعضاء النادي يواسينها بعدة كلمات مطمئنة بقرب العثور على طفلها فلا احد يدخل ولا يخرج من النادي غير معلوم بالإضافة للكاميرات الموضوعة في مدخل النادي وخارجه 
اه يابني ياترى انت روحت فين بس
ردت عليها إحدى النساء
يامدام اطمني مدام الكاميرات ماسجلتش خروجهم من البوابة يبقى أكيد هنا في النادي 
قالت پبكاء
بس انا قلبي هايوقف من الخۏف عليه خاېفة ليكون جراله حاجة هنا كمان جوا النادي دا مساحته كبيرة والأطفال ما بيفرقش معاها اي حاجة عشان تجربها 
واستها المرأة الأخرى 
تفائلي يامدام وخلي إيمانك بربنا كبير 
ونعم بالله انا بس لو اعرف اختفوا ازاي كدة 
وجهت السؤال نحو فجر التي اشاحت بوجهها عنها بصمت وهي تتمنى المۏت على أن يصيب الأطفال السوء انتفضت فجأة على صړختها باسم طفلها وهي تنهض من مقعدها مسرعة الټفت فجر للأمام فوجدت عصام وهو يحمل الطفلان ابنته وعبد الرحمن الذي اختطفته والدتها لتعانقه بلهفة وشوق 
انت لقيتهم فين ياعصام
سألته فجر بعد ان استقامت واقفة فأجاب هو بنبرة مرحة 
لقيتهم تحت الطرابيزة مستخبين ياستي في نفس المكان اللي كنتي بتعلبي فيه معاهم العفريتة بنتي بقى حبت تعمل فيكي المقلب اللتي بتعملوا معايا على طول وجرجرت ابن فاتن معاها ياعيني 
يعني كان مقلب من العيال وانا شربتوا!
قالتها پصدمة لتسقط مغشيا عليها بعد ذلك 

بداخل السيارة التي يقودها كانت نيرمين جالسة في المقعد الخلفي مسندة راس شروق الفاقدة للوعي على كتفها بسبب ما تنشقته 
طب انا كدة عملت كل اللي قولت عليا هاتنفذ وعدك بقى معايا ولا هاتخلى بيا
سألت وكان رده بحماس
اطمني يانيرمين هو اخرهم يوم ولا يومين بالكتير وهاتسافري معايا بلد جديدة انا جهزت كل حاجة 
طب دي هاتعمل فيها إيه وليه أصريت على خطڤها أصلا لزمتها إيه معانا 
سألته بالإشارة الى شروق رد هو بابتسامة ذئب وعيناه في المراة عليها 
هاعمل نفس اللي عملته من عشر سنين يانرمين وبعدها هي تختار بقى ياتيجي معايا ياتتحمل اللي هايحصل معاها وفي الحالتين هابقى انتقمت من حسين سبب كل البلاوي اللي حصلت معايا ويبقى يوريني هايرفع راسه ازاي قدامي بعد كدة بعد مااكون علمت عليه مش قولتلك مدام خربانة يبقى اخد حقي صح 
اومأت برأسها وهي تزدرد ريقها خوفا منه ومن عقليته السامة لقد تجاوز بفعله فكر الشيطان نفسه 
بعد عدة دقائق سألته وهي تلف رأسها للخلف
على فكرة ياسعد في عربية ماشية ورانا من ساعة
ماتحركنا 
عربية ايه وماقولتيش ليه من الاول عليها
التاكسي اللي ورانا على طول دا ياسعد انا بس مستغربة انه
 

تم نسخ الرابط