عيناكي وطني وعنواني بقلم أمل نصر
المحتويات
جانبية
مكنتش اعرف ان بيهمك قوي اراء الناس اللي
عقولها فاضية دي بس على فكرة بقى بغض النظر عن الماركات الغالية اللي لابسينها انتي احلى واشيك واحدة دخلت المحل
ارتبكت واحمرت وجنتاها من غزله الصريح فقالت بجدية
ارجوك حضرتك انا جاية هنا على موضوع محدد وافتكر ان انت كمان عارف الموضوع ده
عندك حق طبعا في اللي بتقوليه انا فعلا سبب اصراري على لقاءي بيكي هو
قطع جملته يمسح بأطراف اصابعه على جبهته الباردة بحرج قبل ان يستطرد سائلا
هي فاتن ماټت ازاي بالظبط
ضيقت عيناها وهو تنظر اليه بتفحص فسألته
وانت يهمك قوي تعرف هي ماټت ازاي ليه يعني
من غير اسئلة ارجوكي قولي وريحينى
انتابها الشك من هيئته الحزينة فقالت بريبة
انا مستعدة اقولك ماټت ازاي بس انا عايزة اعرف دلوقتي منك هي فاتن كانت بالنسبالك إيه هل هي كانت حبيبة صاحبك حسب كلامك ولا في حاجة تانية انا معرفهاش
صمت قليلا يفكر في الإجابة قبل ان يحسم قراره
بصراحة في بس انا بقى مش قادر اتكلم معاكي وانا مش عارف حدود معرفتك بيها واصلة لفين عشان اقدر اتكلم معاكي بسهولة
عايز تعرف حدود معرفتي بيها إيه يكفي اقولك ان انا الوحيدة بعد اهلها اللي كنت على علم بحملها قبل مايسافر بيها والدها على الصعيد
كانت حامل كمان!
قالها بمقاطعة بوجه مصډوم انسحبت منه الډماء اثار شكها اكثر فقالت
في إيه هو مين اللي كان حبيبها فيكم انت ولا علاء
حبيبها كان علاء انا كنت مجرد واحد صاحبه وبس
طرقت بقبضتها على الطاولة بعصبية
طب ماتفهمني بقى اللي حصل عشان ارسى على بر بدال الدوخة دي اللى دايخاها مابينكم
فرد كفيه امامها وهو يهز برأسه بحركة مفهومة فقال
مش عارف
نعم!!
وربنا زي ما بقولك كدة مش عارف
شهقت منتفضة وهي تراه جلس بجوارها امام نظرات عصام المتفاجئ هو الاخر فقالت پغضب مكتوم
انت تاني برضوا دا انت مصمم بقى تعملي ڤضيحة
جز على فكه يخاطبها بټهديد
احتراما لأهلك بس هامسك نفسي عن اني اجرجرك من شعرك حالا واخرج بيكي قدام امة لا اله الله الموجودة في المحل دلوقتي
تدفعه بقبضتها على كتفه بتعصب
تجرجر مين يابني أدم انت هي سايبة ولا انت فاكر عشان اختي بقت خطيبة اخوك تبقى من العيلة بقى وتفرض نفسك عليا
امسك بكفه على قبضتها وهو يهمس بجرأة
دي المرة التانية تمدي فيها ايدك عليا وانا برضوا ساكتلك ودا معناه ان شلتي ما بينا التكاليف تحبي بقى اردلك انا كمان
شهقت تنزع يدها من كفه قائلة بقلة حيلة
اوعى يا أخي دا انت غتت فعلا
قال لها باستفزاز
ماشي ياحلوة حسابك معايا بعدين عشان نفذتي اللي في دماغك وجيتي تقابليه برضوا لوحدك بس معلش ملحوقة خلينا بس الاوة نشوف الباشا بتاع معرفش
عضت على شفتها غيظا منه قبل ان تلتفت ناحية عصام حانقة فتفاجات بالحزن الذي اكتسى به وجهه وهو مطرق رأسه بشرود فرقع علاء بأصابع يده امام وجه الاخر قائلا بدعابة لا تحمل المرح
اصحى يا سي الدكتور انت نمت مننا ولا أيه ما تصحى ياباشا وتفهمنا بقى إيه حكاية معرفش دي بقى اللى ماسك فيها بقالك سنين
رفع اليه رأسه وهو يسند بمرفقيه على الطاولة مشبكا كفيه فقال بإصرار
ايوة ياعلاء رغم استخفافك وسخريتك دي بس انا برضوا مصر إني معرفش ازاي دا حصل انا معرفش ازاي لاقيتها جمبي عالسرير
ضحك بمرارة
هههه ياحلاوة ما تكونش البنية حطتلك حاجة اصفرا بقى وخلتك تاخدها ڠصب عنك الشقة وتبات معاك في اوضة واحدة كمان
قاطعتهم پصدمة
انتوا بيتكلموا عن إيه ومين دي اللي لقيتها جامبك عالسرير وباتت فى اوضة نومك وشقتك
الټفت اليها علاء قائلا
لهو انتي لسة ماعرفتيش ياحلوة احنا بنتكلم عن فاتن بنت عمتك اللي فضلتي طول السنين اللي فاتت متهماني انا ضياع مستقبلها
الټفت رأسها الى عصام قائلة بحدة
انت تقصد ان عصام هو
ايوة كدة بالظبط ياقمر عصام هو اللي
رايح فين ياسعد
صدحت من خلفه بصوتها الذي صار يبث بجسده القشعريرة والكره كاد يكمل طريقه للخروج ويتجاهلها ولكنها كررت بنبرة أعلى
ماشي على طول وعامل نفسك مش سامعني ياواد ماشي ياسعد ماشي يابني
توقف يزفر متأفافا لبعض اللحظات قبل ان يرسم على وجهه ابتسامة سمجة وهو يستدير بجسده إليها وهي متكئة بجسدها الممتلئ على الأريكة الخشب الملتصقة بالحائط وسط الصالة الضيقة امامه تلفاز صغير وضع أعلى المنضدة
معلش ياما مكنتش مركزة وانا خارج ها عايزة إيه بقى
مصمصمت المرأة بشفتيها تصدر صوتا متهمكما
ليه ياعين أمك بقى يكونش بتحب جديد
ضغط بأسنانه على شفته السفلى بغيظ قبل ان يرد عليها
وافرضي ياستي بحب جديد فيها حاجة دي بقى ولا هو بقى عيب ولا حرام
ردت بصوت متذمر
لا ياخويا مافيهاش حاجة بالعكس بقى دا انا اتمنى ربنا يهديك و تجيبلي واحدة تخدمني بدال ما انا طالع عيني في شغل البيت والطبيخ وانت البعيد ماعندكش ډم لو شربت كوباية شاي بتسيبها بالتفل بتاعها ولا فيش مرة ربنا قدرك
تغسل الطبق اللي بتاكل فيه دا انا بشوف رجالة بشنبات يوقف عليها الصقر وتلاقيها بتساعد امهاتها وبتغسل المواعين وتكوي الهدوم و
اماااااا
هتف بها هادرا فاقدا التحكم في غضبه لدرجة ارعبتها فجعلها تنكمش على نفسها صامتة پخوف حاول تنظيم أنفاسه قبل ان يرد عليها ببعض الهدوء
انت كنتي موقفاني ليه بقى من الأساس
قالت بتردد
انا بس كنت عايزاك تعدي على اختك نبيلة تشوفها لا تكون عايزة حاجة ما انت عارفها غلبانة من ساعة ماجوزها دخل السچن وهي بتدبر لقمتها بالعافية
رد من تحت اسنانه وهو يشير بيده
تاني برضوا اختي ونيلة وزفت هو انا كنت مجوزها عشان اشيل همها هي وجوزها كمان ولا انتي فاكراني قاعد
على بنك وبغرف في الفلوس من غير حساب
في إيه يابني اشحال ان ماكانت الورشة دلوقتي بتدخلك شئ وشويات وربنا فتحها عليك من وسعه
كفاية ياما الله يرضى عنك ماهو قرك دا هو اللي هايجيب درفها هابقى اتنيل اعدي على اختي واشوفها استريحتي
اومأت برأسها زامة شفتيها فسحب نفسه للخروج ولكنها أوقفته قبل ان يمسك بمقبض
الباب
ما تنساش تجيبلي معاك كيس برتقان ياولا حكم انا نفسي مسدودة وحاسة نفسي هاعيا
جز على فكه وهو يخرج فورا قبل ان يرتكب چريمة مع هذه العجوز صافقا الباب بقوة جعلتها تصرخ من الداخل
طب براحة ياخويا شوية على الباب لاتكسره في إيدك وترجع تكسل ما تصلحه تاني
حينما خرج من منزل والدته التي تركها بالداخل تثرثر متذمرة سار بخطواته البطيئة وهو يتنفس هواء الشارع بارتياح بعيدا عن محيطه الضيق معها حتى وصل إلى ورشته القريبة من المنزل ورشة السعد لصناعة غرف النوم واثاث المنزل البسيط وقف لعدة دقائق يتأمل اليافطة التي اعتلت الواجهة من الخارج عاقد الحاجبين لقد كان الثمن امتلاكه لها غاليا وهو بغبائه وتسرعه جعله فادحا !
تحركت مقلتيها بغير هوادة تتنقل في النظر ما بينهم دون تصديق ولا استيعاب حرف واحد مما ذكره علاء الذي يتحدث بثقة والاخر متكتف الذراغين أمامهم في جلسته بوجه جامد مغلف بالغموض ولكنه لا ينكر! صاحت فجأة وقد فقدت السيطرة لدرجة أجفلت من حولهم انتوا بتشقطوني لبعضكم زي الكورة ماتفهموني بالظبط ايه معنى كلامكم ده
فك قليلا جموده حينما شعر بنظرات الفضول التي كانت تشع من بعض الأشخاص على الطاولات القريبة منهم فقال بتوتر
ارجوكي ياانسة فجر وطي صوتك شوية الناس بتبص علينا
قالت بصوت خفيض من بين اسنانها
طبعا أكيد يهمك قوي رأي الناس اللي من عينتك لا تشوه صورتك اللي بتلمع قدامهم طب وهي ماخفتش عليها ليه ولا هي كانت لعبة ما بينكم ولا رهان ولا إيه بس انا دماغي هاتنفجر من دايرة الالغاز دي قالت الاخيرة بمغزى وقد انتقلت نظرتها مرة أخرى لعلاء الذي رد باستياء
في إيه ياست الأبلة بس ما انا قولتك
على اللي فيها تحبي افسرلك اكتر ماشي ياست البنات انا كنت مجرد واحد مغفل بيحب البت جارته وواقع على بوزو فيها وكنت ناوي اتجوزها بحلال ربنا بس ابويا كان واقف في الموضوع قوم إيه بقى فجأة كدة اشوف بعيني خېانة المحروسة ليا مع ابن البهوات اللي كنت فاتحله بيتي وأكل من عيشي وملحي
انا ماخونتكش
قالها مقاطعا بحدة اثار انتباه الاثنان فاستطرد متابعا
ايوة ماخونتكش وفاتن اشرف واحدة شوفتها في حياتي كمان
اهتزت رأس علاء بابتسامة ساخرة أما فجر فقالت بتعب
امال أيه بس هو انتوا مش راضين تريحوني ليه وتقولوا الحقيقة ما هي خلاص راحت عند اللي خالقها ومافيش مسئولية على حد فيكم
انا هاحكيلك بكل اللي حصل يا فجر وياريت بس تسمعيني كويس بس في البداية كدة ياريت اخينا ده ما يقاطعنيش نهائي لحد اما اخلص كل كلامي
التفتت الى علاء محذرة فرفع كفيه باستسلام يمط شفتيه
تمام خالص ياعم انا هافضل قافل بوقي للنهاية واحكي انت وألف ياباشا على كيفك !
تجاهل عصام تهكمه وفضل التحدث مباشرة
في البداية كدة انا حابب اوضح معلومة انا فعلا كنت معجب بفاتن لأنها كانت بتمثل قدامي صورة حية لجمال بنت البلد اللي كنت بشوفها في السينما والتلفزيون لكن إعجابي ده عمره ما اتخطى انها تخص صاحبي وهاتبقى زوجته رغم علمي بمعارضة والده الشديدة ومعارضة والدها اللي كان مصر يجوزها لابن عمها زينهم في البلد
قطعت صمتها تسأله متفاجئة
نعم!! وانت عرفت حكاية ابن عمها زينهم منين بقى
علت زاوية فمه المغلق بشبه ابتسامة قائلا
ماهو دا بقى هو اصل الموضوع !
ظهر الاهتمام جليا على وجه الاثنان فتابع هو
عشان اريحكم من الأسئلة انا هاحكي اللي حصل بالتفصيل
توقف بسيارته المكشوفة أمام المحل المشهور والذي توسط الشارع الكبير ضمن مجموعة من المحلات في هذه المنطقة المعروفة فترجل منها بخيلاء وكأنه يمتلك المكان حينما دلف لداخله استقبله العمال بالترحاب الشديد وذلك لتبسطه في الحديث معهم حتى خرج إليه الرجل المهيب صاحب المكان رحب هو الاخر بابتسامة عريضة
متابعة القراءة